كان يقف أمام ذلك الحائط الزجاجي كالعادة في السادسة مساءًا يراقب تلك الفتاة عادية الملامح و لكنها جميلة في عينية بشكل لا يوصف.
لكم يهيم بها عشقًا تلك الفتاة!
يحبها بشكل لا يوصف و لا يجد مبررًا لهذا الحب حتى الآن.فقط يحب رقتها، صوتها الناعم، ملامحها العادية، طيبتها، ملابسها المحتشمة.
هو باختصار يحب كل شئ بها و لكنه يكتفي بالمراقبة من بعيد.
ابتسم بمرارة قائلًا في نفسه:
- هي فين و أنا فين.راقب خروج أباها من الشركة و رحيلهما معًا.
تحرك بثقل ليجلس على كرسي مكتبه الوثير.
منذ عام تقريبًا و هو يراقبها من بعيد فهو يحبها بجنون و لكنه لم يحاول الإقتراب فهو مختلف عنها كثيرًا.والدها يعمل بشركته فهو محاسب مجتهد و علم من مصادره الخاصة أن تلك الفتاة تسمى ياسمين...تخرجت من كلية الصيدلة منذ عام و تعمل في شركة أدوية قريبة بعض الشئ من شركته التي يعمل بها والدها.
تنهد مرجعًا رأسه إلى الخلف بإرهاق...حبها يرهقه و يثقل قلبه كحامل الهم.
طُرق الباب و دلف شخص إلى الداخل و لكنه لم يتحرك من مكانه و لم يفتح عينيه المغمضة حتى فهو يعرف هوية الطارق فمن ذا الذي يجرؤ أن يدلف إلى مكتبه أو أن يطرق بابه حتى قبل السادسة و النصف مساءًا إلا إذا كان صديقه المقرب سليم.منذ أن وقع صريع حبها و هو يحرم على الجميع دخول مكتبه من السادسة حتى السادسة و النصف و ذلك حتى لا يرى أحد نقطة ضعفه...حبه المؤلم.
قال سليم و هو يراه متألمًا مثل المعتاد:
- ضرغام...إنت لازم تحط حد للموضوع دا بقى.لم يجبه ضرغام و لم تتغير حالته...تنهد سليم جالسًا على أحد الكرسيان أمام مكتبه قائلًا:
- طب فهمني لية مش عايز تاخد خطوة؟
اعتدل ضرغام في جلسته مبتسمًا بسخرية قائلًا:
- لو إقدمتلها هترفضني.
- إنت إية إللي مخليك متأكد أوي كدا أنها هترفضك يعني؟نهص ضرغام واقفًا أمام الحائط الزجاجي من جديد يراقب الشارع قائلًا:
- البنت دي متدينة جدًا يا سليم...إية إللي هيخليها تقبل بواحد زيي؟
نهض سليم واقفًا أمامه قائلًا بجدية:
- إسمع يا ضرغام...إنت قولتلي قبل كدا إن البنت بيجلها عرسان..يعني ممكن تضيع من إيدك..لو إنت عايزها بجد لازم تاخد خطوة..يا إما تغض النظر عنها بقى.قال ضرغام و هو مازال يراقب الشارع بشرود:
- مش هينفع...مش هينفع أتقدملها و مش هينفع أغض النظر عنها.
- أيوة و بعدين يعني ما لازم الموضوع دا يكون ليه آخر.
أكمل سليم بغير اقتناع:
- البنات بتموت فيك و نفسهم في نظرة منك...إشمعنا دي يعني إللي هترفضك؟التفت ضرغام له قائلًا بجدية:
- عارف محمد عبد الكريم المحاسب؟
رد سليم سريعًا:
- اه طبعًا أعرفه..و هو في حد ميعرفوش في الشركة..دا راجل فريد من نوعه.
- أهي البنت دي بقى تربيته.
أنت تقرأ
حبه عنيف
Romanceدفع الباب بعنف بالغ و دخل رغم السكيرتيرة التي تحاول منعه و لكنه دخل، بل و أمسك ذاك القابع على مكتبه من مقدمة ملابسه صائحًا بعنف: - فين بنتي يا ضرغام؟..أنا متأكد إن إنت إللي خطفتها. أبعد ضرغام يديه عن قميصه ببرود و نظر إلى السكيرتيرة قائلًا: - روحي إ...