الفصل التاسع

37.4K 832 15
                                    

إنه أصعب ما طُلب منه على الإطلاق.
تردد و غرق في الحيرة حتى أذنيه...تنهد بثقل و هو ينظر إلى عينيها التي تتوسله بنظراتها فقال بتردد:
- موافق.
ابتسمت باتساع و لكن سرعان ما أكمل بتحذير:
- إوعي تفتكري إن الموضوع هيكون سهل علشان في حد هيساعدك...دا غير إن إحنا لو إتكشفنا روحي هتكون التمن و إنتي هيكون حسابك عسير.

ظهر الخوف جليًا على وجهها قبل أن يحل محله الدهشة عندما نظر إليعا بجانب عينيه قائلًا:
- إلا إذا كان ليكي تأثير قوي على ضرغام باشا...ساعتها ممكن تنفدي بجلدك.
نظر حوله قائلًا بحذر:
- إسمعي...الحديقة الخلفية هي بس إللي ممكن تهربي منها.

قطبت جبينها بتركيز بينما أكمل هو:
- الحديقة الخلفية دي خاصة بضرغام باشا و محدش بيدخلها غير حسان بس علشان الحراسة...بس حظك إن ضرغام باشا كان بيعمل فيها تعديلات اليومين إللي فاتو دول بس وقفها مؤقتًا...غالبًا كدا علشان متعمليش شوشرة و العمال موجودين.

نظر حوله مجددًا و قال سريعًا:
- المعدات لسة موجودة في الحديقة..لازم هتلاقي فيها سلم..هيساعدك تنطي من فوق السور علشان السور في الحديقة الخلفية أعلى من السور إللي هنا...إوعي تحاولي تهربي غير في الوقت إللي هقولك عليه...مفهوم؟
أومأت سريعًا قائلة:
- حاضر.

نظر حوله ثم قال لها:
- إمشي من هنا بسرعة.
ما إن أنهى جملته حتى ذهبت و لكن بسرعة عادية حتى لا تلفت الأنظار إليها.
تظاهرت بالتجول في الحديقة حتى وجدت صفية تناديها تطلب منها الدخول إلى الفيلا.
اقتربت منها ياسمين قائلة بضجر:

- لية يا دادة؟...أنا هدخل أعمل إية يعني؟
أجابتها بابتسامة:
- ضرغام إتصل و سأل عليكي و لما قولتله إنك لسة في الحديقة قالي أخليكي تدخلي جوا.
قالت بحنق:
- و الله لو مش عجبه يرجعني لأهلي.

- يا هبلة...بوصي حواليكي...الحرس في كل حتة و عنيهم عليكي علشان طول ما إنتي في الحديقة لازم يراقبوكي.
وكزتها برفق قائلة بمكر:
- دا غيران و شايط من الغيرة يا هبلة.
جلست ياسمين على أحد المقاعد قائلة:
- و الله دا إللي عندي و هفضل قاعدة هنا...محدش قاله يخطفني و يخليني تحت عيون رجالته.

قالت صفية بابتسامة ماكرة متصنعة الاستسلام:
- براحتك...شوية و هتلاقيه واقف على دماغك لما يعرف إنك مدخلتيش و هتبقي إنتي إللي جبتيه.
ذهبت صفية بينما توترت ملامح ياسمين نظرت حولها إلى الحديقة بتمعن.
في كل مكان يوجد حارس يُبقي عينيه الحادة عليها كي لا تهرب.

هي لا تريد أن تبقى جالسة بالمنطقة التي يحرسها عصام كي لا تثير الشكوك.
من الأفضل أن تدلف إلى الداخل..هي لا تريد أن يأتي ضرغام الآن.
نهضت ضاربة الأرض تحت قدميها بحنق ثم دلفت إلى الداخل و هي تتمتم بكلام حانق و غير مفهوم.

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●

- يعني إية مفيش أي جديد يا حضرة الظابط؟...أنا بنتي مخطوفة من أكتر من ٢٤ ساعة..مش عارفين تجيبوا عنها معلومة؟
صاح بها محمد بغضب بينما ارتفع صوت الضابط المسؤل عن القضية قائلًا:
- أستاذ محمد...إنت مش هتعرفني شغلي...إحنا..

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن