الفصل الخامس عشر

38.8K 815 17
                                    

تنهد بثقل و هو يحاول إزاحة تلك الذكريات عنه عبثًا و رغم إجبار ضرغام له على إخبار ياسمين أنه قد سامحها إلا أنه سامحها بالفعل من كل قلبه.
كيف كان لفتاة شديدة الرقة مثلها أن تواجه ذلك المُتَجبر وحدها بعد أن انتزعها من بين أهلها فجأة؟!

كيف كان لفتاة مثلها أن تقف بوجهه وحدها؟
هو لم يندم على مساعدها رغم ما تلقاه من عقاب وخيم و لو رجع الزمن أدراجه إلى تلك الليلة لساعدها مجددًا دون تردد هذه المرة.
نظر مجددًا إلى تذكرة الطائرة التي ستقلع إللى الولايات المتحدة الأمريكة قريبًا بعينين تبتسمان.

كأن ما حدث كان امتحان من الله قد نجح به و تلك مكافأته...إنه على وشك تحقيق حُلمه بسبب ما حدث و قد بدا للكثير أنه قد ألقى بنفسه إلى التهلكة و إذ به يمشي في الطريق الصواب و كان في نهايته جائرة لحُسن اختياره و رزانة تصرفه.

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●

نظرت ياسمين إلى مبنى الشركة الشاهق قبل أن تدلف إلى الداخل لأول مرة بينما ترافقها نظرات الإعجاب.
وقفت أمام مكتب السكيرتيرة الخاصة بضرغام...بدت عملية للغاية.
- عايزة أقابل باشمهندس ضرغام لو سمحتي.
- عندك معاد يا فندم؟

ارتبكت قليلًا قائلة:
- الحقيقة لأ...بس قوليله ياسمين عبد الكريم و هو هيوافق.
- لحظة بعد إذنك.
يبدو أن ضرغام قد انتقى تلك السكيرتيرة بعناية فهي عملية جدًا ولا تتلكأ بالعمل على الإطلاق.

دلفت إلى مكتب ضرغام بعد أن سمحت إليها السكيرتيرة فاستقبلها ناهضًا عن كرسي مكتبه قائلًا:
- مقولتيش للسكيرتيرة لية إنك مراتي و هي كانت دخلتك على طول؟
أجابته و هي تجلس على الأريكة بينما هو يجلس إلى جوارها:
- طيب ما أنا قولتها ياسمين عبد الكريم و دخلتني على طول.

نظر إليها بضيق جلي...لا يُعجبه أنها تواري علاقتهما كزوجين كما ظن...و ما سيكون غير ذلك؟..فهي لا تحبه على أية حال...أو ربما لأنه لا يليق بها كفتاة متدينة...أو أنه لا يستحقها كما صاح محمد بوجهه من قبل..أو لعلها لا تريد جذب الإنتباة إلى اختلاف الطبقة الإجتماعية بينهما و تصبح حديث الناس فهي بالنهاية ابنة محمد عبد الكريم المحاسب البسيط الذي يعمل بشركته.

- سرحت في إية؟
أفاق على صوتها الرقيق قائلًا:
- ولا حاجة...عملتي إية في موضوع عصام دا؟
ابتسمت قائلة:
- سامحني..الحمد لله.
أومأ لها قائلًا:
- حاسة إنك إرتاحتي شوية؟

- إرتاحت كتير مش شوية.
نظر إليها قائلًا بحسم:
- طيب...الموضوع دا ميتفتحش تاني بقى.
أومأت قائلة بطاعة:
- حاضر.
- طيب قوليلي بقى تاكلي إية؟..علشان سيادتك خرجتي من غير فطار.

نظرت إليه برجاء قائلة:
- مش جعانة.
أجابها بحسم:
- إنتي تعبانة يا ياسمين ولازم تاكلي.
تقوس فمها للأسفل قائلة بضيق:
- طيب...هاكل أي حاجة و خلاص.

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن