الفصل الحادي عشر

38.2K 900 24
                                    

توقفت ياسمين مكانها و قد تسمرت بصدمة..لقد أثبت لها والدها أنها فشلت في تخيل ردة فعله.
تحركت شفتيها بارتجاف قائلة و قد بدأت عيناها تدمع:
- بابا.
لم تزول نظرات الخزي من عينيه بينما لم تتحمل ياسمين نظراته تلك و بدأت تبكي بعنف.

نظر إليها بحنين جارف تغلب على خزيه بينما تقدم ضرغام منها بهدوء يحاول تهدأتها بعد أن أمر بانصراف حسان و رجاله.
قالت من بين شهقاتها لوالدها الذي يخفض عينيه أرضًا:
- دا محصلش بإرادتي..و الله هو أجبرني...إسمعني بس أنا هحكيلك إللي حصل.

أجابها و هو يراقب سوء حالة ابنته:
- عارف إنه أجبرك...بس هعمل إية أنا بالحكاية دلوقتي؟
ثم أكمل و هو يرشق ضرغام بنظرات باتت كارهة:
- لا ليا للحق أخدك لا بالشرع ولا بالقانون.
توقفت فجأة عن البكاء ناظرة إلى والدها بذهول.

هل سيتركها هنا و يرحل؟...انسابت دموعها مجددًا بعدم تصديق و هي تراقبه يوليها ظهره هامًا بالذهاب.
أولاها ظهره و شعوره بالعجز يقتله..يمزقه إلى أشلاء صغيرة...لقد أصابه ضرغام بسكين حاد في منتصف قلبه...أصابه بابنته الكبرى.

عليه أن يخرج من هنا فورًا..لم يعد يستطيع الاحتمال أكثر...عليه أن يخرج قبل أن ترى ابنته ضعف والدها و عجزه أكثر...لا يجب أن ترى دموع حاميها القوي!
تركها تبكي وراءه منتزعًا روحه و قلبه حتى لا ترى ضعفه...يعلم أن ضرغام لن يؤذيها و لكنه سيعود.

ما إن تقدم خطوتين حتى اندفعت ياسمين راكضة إليه و هي تصيح:
- بابا.
صرخت بألم ساقطة أرضًا بعنف عندما التوى كاحلها من شدة اندفاعها بينما صاح ضرغام بخوف:
- ياسمين.

التفت محمد بفزع إلى ابنته و ركض إليها سريعًا بقلق.
جثى على الأرض أمام ابنته الباكية في مقابل ضرغام يتفحص قدمها المصابة بقلق.
زفر ضرغام بغضب و كاد أن يحمل ياسمين و لكنها ابتعدت عنه برفض أغضبه أكثر قائلة و هي تنظر إلى والدها بعينين باكيتين:
- بابا هيشيلني.

قطب ضرغام جبينه قائلًا بحنق:
- عم محمد راجل كبير يا ياسمين و....
تمنع عن إكمال حديثه عندما حملها محمد بكل سهولة صاعدًا بها إلى الأعلى عندما أخبرته أن غرفتها بالطابق الثاني.
كان لايزال يقف مندهشًا عندما اختفيا عن ناظريه.

خرج عن دهشته مناديًا حسان الذي حضر على الفور بصوت جهوري.
- إتصل بالدكتور بتاعي..قوله يبعت دكتورة كويسة على هنا بسرعة.
أنهى جملته صاعدًا إلى الأعلى و دلف إلى الغرفة التي كان بابها مفتوحًا.

كانت ياسمين جالسة على فراشها تبكي بينها هي تتمسك بوالدها الذي يجلس إلى جورها و هو يحتضنها محاولًا تهدأتها و قد بدا الحزن جليًا على وجهه و فاض من عينيه.
ضغط ضرغام على أسنانه بحنق مفرط...لا يحتمل حتى قرب والدها منها.

اقترب منها قائلًا:
- خلاص متعيطيش...الدكتورة زمانها جاية.
لم تجبه ياسمين فهي بالأساس لا تبكي بسبب ألم قدمها.
قالت من بين شهقاتها:
- بابا..خودني معاك...متسبنيش هنا.

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن