الفصل الثالث

43.8K 971 26
                                    

- الشركة إتباعت.
ما إن دخلت ياسمين إلى الشركة حتى صاحت سلمى بهذه الجملة مبشرة إياها.
تقوس فم ياسمين إلى الأسفل بطفولية قائلة:
- يا خسارة...دكتور كامل مش هيتعوض تاني.
قالت سلمى موافقة إياها:
- معاكي حق.

كان مالك الشركة السابق رجل مسن طيب القلب و لكنه لا ينجب مما جعله يعامل الموظفين كما لو كانوا أبنائه.
في الآونة الأخيرة بدأت صحته في التراجع و لم يعد قادرًا على ممارسة كل تلك الأعمال معتمدًا على الأدوية فقد أوصاه الطبيب بالراحة و قد اضطر أخيرًا لإطاعته مما دفعه لبيع شركته.

كادت ياسمين أن تذهب إلى مكتبها عندما أوقفتها سلمى قائلة:
- مكان مكتبك إتغير...و مكتبي أنا كمان.
قالت ياسمين برجاء ساخر:
- كفاية أخبار حلوة أرجوكي.
ذهبا إلى موظفين الإستقبال ليسألا عن مكان مكتبهما.

- كويس إن مكتبي جنب مكتبك.
قالتها ياسمين لسلمى بابتسامة و هما يتوجهان إلى مكتبهما بعد أن عرفا المكان.
قالت سلمى بإعجاب:
- الله...المكاتب دي أحسن من المكاتب القديمة.
تفقدت ياسمين المكان بدقة و سرعان ما شحب وجهها.

نظرت إليها سلمى بتعجب قائلة:
- مالك؟..في إية؟
أجابت و هي تنظر إلى الأعلى..بالتحديد إلى نقطة معينة:
- إحنا في وش مكتب المدير بالظبط...لما يبص من الإزاز من فوق..أول حد هيشوفه إحنا.

قالت سلمى بسؤم:
- كدا كتير بجد.
جلسا خلف مكتبهما بقلة حيلة بينما كان ضرغام يقف في زاوية في غرفة مكتب المدير تمكنه من رؤيتهما دون أن يلاحظاه.
كانت عيناه تلمعان و هو ينظر إلى ياسمين بعشق جارف.

دلف سليم إلى مكتب ضرغام...نظر إليه بحنق فهو كان لايزال يراقب ياسمين ثم قال مستنكرًا:
- إرتحت إنت كدا؟
قال بهدوء دون أن يرفع عينيه عنها:
- لسة مرتحتش..هرتاح لما أتجوزها.

صاح سليم بضيق من بروده:
- طب و الشركة دي بقى هنضمها لشركات الفؤاد إزاي؟
لم يجب ضرغام فقال سليم:
- طول عمرنا شغالين في المقاولات..فجأة كدا تشتري شركة أدوية..هنمشيها إزاي دي؟

- مش هنضمها لشركات الفؤاد...الشركة دي هتفضل لوحدها و مش هنعلن عنها للصحافة...و لقيت دكتور ثقة هيدرها.
هدأ حنق سليم قليلًا و قال جالسًا على أحد المقاعد:
- طب و ناوي تعمل إية دلوقتي؟
- هعمل مشروع.

قال سليم بدهشة:
- مشروع؟
التفت ضرغام إلى سليم أخيرًا قائلًا:
- هنقي الناس إللي عندهم كفاءة عالية..طبعًا ياسمين واحدة منهم..و هخليهم يعملوا علاج للبرد بدل ما كل الأدوية إللي في السوق بتعالج الأعراض مش أكتر.

قال سليم ضاحكًا:
- إنت هتستغلهم لصالحك؟
أجاب ضرغام سريعًا:
- لأ طبعًا...دي مجرد حجة علشان أشتغل مع ياسمين مش أكتر.
- بس إللي أنا أعرفه إن البرد فيروس بيروح بمقاومة المناعة.

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن