الفصل الثاني عشر

38.3K 869 27
                                    

كان ضرغام لايزال مصدومًا عندما لكمه محمد مجددًا صائحًا به:
- لا فوق...إنت متستهلش ضوفر بنتي...إنت فين و هي فين.
كان ضرغام يحدق به بذهول و هو يحاول استيعاب أن محمد المحاسب الذي بات حماه مؤخرًا يضربه و يوبخه.

عاجله محمد بلكمة أخرى قائلًا بغضب:
- فوقت ولا لسة؟
و قبل أن يفكر ضرغام أن يجيب حتى لكمه محمد مجددًا و ثم جذبه من مقدمة بذلته صائحًا:
- ها...فوقت؟
احمر وجه ضرغام و برزت عروقه من الغضب و قد استعاب ما يحدث بصعوبة و أزاح يدي محمد عن بذلته بعنف.

- بابا.
قالتها ياسمين التي استمعت إلى صياح والدها الغاضب قبل أن تصل إلى الغرفة فرجعت أدراجها سريعًا.
هبطت الدرج بسرعة و هي ترفع فستان زفافها الطويل.
اقتربت من والدها راكضة إليها خشية أن يؤذيه ضرغام بعد أن رأت والدها يلكمه و هي أعلى الدرج.
وقفت بينهما ناظرة بذعر إلى وجه ضرغام الغاضب الذي يحاول كبح غضبه فقط من أجلها.

اقتربت منه ثم أمسكت بيده تحاول تهدأته قبل أن يؤذي والدها بغضب أهوج.
قالت بنبرة ينبع منها الرجاء:
- ضرغام.
نظر إليها بعينيه الحمراء الغاضبة فارتعبت و لكنها قالت:
- يلا نطلع أوضتنا.

لم يجبها بل أشاح نظره عنها ليرمق محمد بنظرات مستعرة.
التفتت ياسمين إلى والدها بخوف و قالت له برجاء:
- بابا..ماما و ريم مستنينك برا..زمانهم قلقوا عليك.
رمقه محمد بازدراء ثم ذهب بخطوات غاضبة.

التفتت ياسمين تنظر بخوف إلى ضرغام الذي ينظر إلى والدها الذي لم يختفي عن عينيه بعد بنظرات مشتعلة.
هبطت حنان الدرج قائلة بتعجب:
- إنتو لسة هنا؟
لم تتلقى إجابة فقالت لضرغام الذي يوليها ظهره:
- ضرغام..يلا خُد مراتك و إطلعوا أوضتكوا.

انحنى ضرغام ليحمل ياسمين فجأة فشهقت بذعر و هي تتشبث به خشية أن تسقط.
أغلق باب الغرفة بقدمه ثم وضع ياسمين على الفراش برفق قبل أن يتوجه نحو ثلاجة صغيرة في غرفته ليخرج منها قارورة تحتوي على نبيذ فاخر.
نظرت ياسمين إلى القارورة بعينين مشتعلتين و هي تراقب ضرغام الذي حمل كأسًا قبل أن يتوجه إلى الشرفة.

انتفضت ناهضة عن السرير بعنف ثم رفعت فستانها قليلًا قبل أن تركض إلى الشرفة.
و ما إن رأته يشرب تلك اللعنة حتى أخذت الكأس من يده ملقية إياه من الشرفة ليسقط بالحديقة.
نظر إليها بعينيه الغاضبة فاصطنعت البراءة قائلة:
- مش عايزة نبدأ حياتنا مع بعض كدا.

ضغط بعنف على أسنانه قبل أن يقول من بينها بنبرة غاضبة رغم خفوتها:
- أنا بشرب علشان أنسى إللي أبوكي عمله...صدقيني من مصلحته إني أنسى.
أمسكت بذراعه بقلق جلي ثم نظرت إليه قائلة برجاء خائف:
- ضرغام...إنت مش هتئذي بابا..صح؟

التفت إليها ناظرًا إلى ملامحها البريئة..عينيها الراجية و من ثم يديها التي تتشبث بذراعه كلما أرادت منه شيئًا.
يعلم أنها تستغله و تستخدم حبه لها ضده و لكن هو من يسمح لها بذلك..فلو لم يرد هو لما كان حدث أبدًا و لكن ليتسلى قليلًا و يستغلها هو بالمقابل.
اقترب منها أكثر حتى أمسى ملتصقًا بها فتوترت ملامحها رغم محاولتها أن تواري توترها.

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن