الفصل العاشر

38.7K 849 32
                                    

خرجت من المرحاض بتعب و وجه شاحب بعد أن تقيأت للمرة الثانية من شدة توترها.
لم تنم من الليل شيئًا و جافى النعاس عينيها من فرط خوفها من القادم.
بقى عدة ساعات فقط لتصبح زوجة ضرغام...و ربما أقل!

جلست على الفراش و هي تعتصر معتدها بألم...تشعر كأنها أصبحت مُلتفة حول نفسها من التوتر كما يحدث معها دائمًا عندما تتوتر لأي سبب و لكن هذه المرة الألم لا يطاق.
فتحت الأدراج الواحد تلو الآخر تبحث عن مسكن و لكنها لم تجد.

نهضت بإرهاق شديد متجهة إلى باب الغرفة لتبحث بالمطبخ و لكن قبل أن تصل كانت صفية تفتح الباب بهدوء.
نظرت إلى ياسمين الشاحبة بقلق من حالتها و تقدمت منها لتربت على رأسها قائلة بحنان:
- مالك يا بنتي؟

أجابت بصوت كان الإرهاق جليًا فيه:
- مفيش...معدتي بتوجعني بس شوية.
قالت صفية بنظرات مُشفقة:
- طب تعالي..هديكي مسكن.
ذهبتا إلى المطبخ حيث جلست ياسمين إلى الطاولة بينما أحضرت لها صفية المسكن.

تناولته ياسمين و هي تخشى أن تتقيأ مجددًا ما إن يدخل أي شئ إلى معدتها.
نظرت إلى صفية قائلة:
- كنتي جاية لية يا دادة بدري كدا؟
أجابت صفية بنظرات فاضت إشفاقًا:
- ضرغام قالي أصحيكي علشان تجهزي...علشان هو طلب المأذون و هيجي بعد شوية.

ابتسمت بسخرية قائلة:
- مستعجل على إية؟...هو أنا هطير؟!
- إنتي كنتي عايزة تطيري فعلًا.
قالتها صفية قاصدة مغزى معين فهمته ياسمين بوضوح ثم أكملت قائلة:
- أنا حذرتك من موضوع الهروب دا قبل كدا يا ياسمين...كل إللي إنتي عملتيه إنك سهلتي عليه طريقه.

خفضت ياسمين عينيها التي أدمعت ثم قالت بجمود:
- أنا مش ندمانة إني حاولت أهرب...أنا ندمانة إني إستغليت عصام و دخلته في الموضوع دا.
تساقطت دموعها بالفعل و هي تكمل:
- كان هيموت بسببي...الله أعلم حالته إية دلوقتي.
رفعت عينيها قائلة بصوت أصبح مختنقًا:

- ممكن يا دادة تحاولي تعرفي أي أخبار عنه و تقوليلي حالته بقت عاملة إزاي؟...لو حصله حاجة أنا....
قاطعتها صفية بسرعة و عينين متسعتين و هي تشاهد اقتراب ضرغام من المطبخ قائلة:
- بس..إسكتي خالص و متجبيش سيرة عصام تاني على لسانك لو مش عايزاه يتأذى.

ابتسمت لضرغام بارتباك قائلة قبل وصوله إلى المطبخ لتُعلم ياسمين باقترابه:
- عايز حاجة يا حبيبي؟
قال و هو يتفحص ياسمين بنظراته بينما هي لم تلتفت له:
- لا أبدًا.
- طب أنا هروح أشوف حضروا الفطار على السفرة ولا لأ.

خرجت صفية سريعًا بينما نهضت ياسمين تنوي الذهاب و لكن أوقفها صوت ضرغام:
- ياسمين إستني...خلينا نتكلم و نتفاهم.
جلست مجددًا خافضة بصرها ثم قالت:
- نتفاهم في إية؟...ما إللي إنت عايزه هيحصل خلاص.
جذب مقعد الطاولة ثم جلس قائلًا بهدوء:

- أنا مكنتش عايز كدا...مكنتش عايز أتجوزك غصب عنك أكيد.
رفعت عينيها المُحمرة من قلة النوم و كثرة البكاء و استغلت ما ظنته فرصة قائلة:
- إحنا لسة فيها...لو فعلًا مش عايز تتجوزني غصب عني يبقى سيبني أرجع لأهلي.

حبه عنيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن