*بداية من جديد *

23 2 0
                                    

الجميع يريد الحديث عن الامل ..
الجميع يريد الحديث عن السعادة ..
الجميع يكره الحديث عن الاكتئاب والحزن..
ان الامر يشبه الهروب من الواقع ..
الهروب مما نعيشه من حزن والم وواقع مرير
الهروب من خيبة امل فى احدهم او الصدمة من الصديق العزيز
نبحث عن ما يكملنا ويجعلنا افضل..نبحث عن روح تمنحنا حياة من جديد ..
تمنحنا امل سعيد ...
تمنحنا زكريات وايام لا تنسى
نبحث بداخلنا عن ما فقدناه ..
نبحث بداخلنا عن طفولة ضائعة او يمكننا القول نبحث عن ما سرقه العالم منا ...
نبحث عن انفسنا بداخلنا ..
لاننا بأختصار اشتقنا لأنفسنا......

.....
كلمات خرجت من بين شفتاى جين كانت كافية ان تجعل إيرين فى حالة من الصدمة..
لكن هذا لم يمنعها من اكمال ما هى موجودة لأجله ،بدأت فى تنظيف الجرح تحت تأوهات خرجت من الاخر يعبر بها عن المه إلى أن انتهت إيرين من عملها
وقفت إيرين تحمل ادواتها بيد يغطيها قفازات يلونها الدماء ، اخذت خطواتها إلى الباب تاركة جين بدون اجابة لينبث بكلمات اخرى لا تقل عن حديثة السابق

أخبرِني .
ما هو شعورك وأنتِ تعانقينى فى الصبح ثم تذهبى للفراش مع اخى فى المساء

عدم حركةإيرين او التفافها لعدة دقائق كان ناتج عن الصدمة مما سمعته من جين ..
كيف يمكن ان يفكر بتلك الطريقة ..
بل كيف له ان يتخيل هذا الامر حتى
لم يطول شرودها لتلتف مره اخرى كى تصبح مواجهة لجين ثم اخرجت كلماتها بثبات وثقة مزيفان

لقد انتظرتك جين
أخبرتنى  أنك ستعود ومتى عدت ؟
بعد ثلاث سنوات
لقد كان بجانبى كل تلك السنوات
هو من يستحق قلبى وليس انت  ..انت جبان جين
وسأقدم لك نصيحه
أرحل من هنا أفضل لك
 

التفتت إيرين مره أخرى لتخرج من الغرفة تاركة جين يصارع مشاعره

لقد عدت من اجل إيرين ولكنها الان تواعد اخى

خرجت إيرين لتتجه مباشرة لغرفة تاى بعد تنظيف يديها ومعدات الاسعافات التى كانت بحوزتها

طرقت بيديها الصغيرة على باب غرفة تاى الهادئة إلى ان يشق هذا الهدوء صوت تاى مجيباً بدخول من يطرق الباب
لم تتردد إيرين فى الدخول إلى غرفته بسرعه مما جعله مندهشاً قليلاً
وقف تاى بخوف بينما يحرك يديه بأشارة لها ان تغلق الباب خلفها .لتومأ إيرين بالموافقة
تقدمة إيرين لتاى بعد اغلاقها للباب
وقفت امامه مباشرة وهى تنظر للأرض بينما تتساقط دموعها
لم تتحدث او تخرج اى كلمات
هى فقد رفعت ايديها متشبثه بظهر تاى لتعانقة وكأنها تهديه العناق الاخير
اخفت جسدها بداخل عناقه القوى والكبير مقارنة بها
اخذت تعانق بشدة اكثر كلما ازداد البكاء اكثر
ربت تاى على رأسها فى محاولة منه ان يجعلها تهدأ
لا تقلقى ..سيكون كل شيئاً على ما يرام...
زاد بكائها أكثر وكذلك تشبثها به ..
دموع تحاول الصمود فى عيون تاى
قدر محتوم ونهاية مكتوبة لا يستطيع اخبار احدهم بها
وكأنى احمل كتلة من الحديد على اكتافى ..

ملاكىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن