الفصل السادس

35.6K 763 41
                                    

الفصل السادس من رواية:عشق القمر
بقلم/رولا هاني

-هي مش بتخرج من البيت بقالها يجي اسبوع حتي الجامعة مبتروحهاش..حالتها الصحية كويسة..و مافيش اخبار جديدة غير حاجة كدة مش عارف هتهم حضرتك ولا لا..

نظر له "عصام" بعيون حادة كالصقر ثم قال بتوبيخ:جرا اية يا "شوقي" ما تقول كل حاجة مرة واحدة انت هتنقطني بالكلام!؟

ابتلع "شوقي" ريقه بصعوبة ثم قال بتوتر بالغ:مقصدش ولله حضرتك هو بس كل الموضوع ان اختها اشتغلت في شركة "سيف" باشا..

تسائل بأهتمام:"قمر"!؟

اومأ له "شوقي" بتأكيد ثم تابع:و المهم امهم عليها خمسين الف جنيه لواحدة كدة و شكلها هتجوز "نسمة" لأبنها..

هز "عصام"رأسه بعدم اكتراث ثم قال بجدية:كل دة مش مهم..المهم خلينا في "قمر"...قولي هي تعرف ان ابوها كان شغال في الشركة؟

هز "شوقي" رأسه بأرتباك ليبدي عدم معرفته لتظهر رجفته عندما وجد نظراته المظلمة تتابعه بغضب فقال بتهدج:اديني يوم حضرتك و هجيبلك معلومات كافية متقلقش..

اشار له ليذهب فأنصاع لأوامره...فشرد "عصام" للحظة..

ثلاث سنوات...ثلاث سنوات كان يراقبها فيهم دون ملل...ثلاث سنوات كان يعيش متخفيًا لأن الجميع يعلم بسفره لخارج البلاد...ثلاث سنوات كان يكذب دائمًا...يكذب علي كل من حوله حتي نفسه كذب عليها...هو يعشقها..ما ان رأها و هو يعشقها..ما ان رأي توترها المضحك و هو يعشقها..يعشقها منذ ست سنوات اخذ يتابعها ببساطة خلال ثلاث سنوات لكن لم يكتفِ و خشى من ملاحظة الجميع لذلك...فأبتعد عاش وحيدًا فقط لأجل عيناها الرمادية كالقطط الشرسة لأجل ابتسامتها التي لم يمل متابعتها لخمس سنوات...و يا حزنه عند علمه بكرهه لهم لظنها بأنهم المسؤولين عن موت ابيها و ذلك ما يوقفه..ذلك ما اعاقه عن التقدم لمصارحتها لما بقلبه تجاهها لكنه ابتسم لحظيًا ما ان تذكر اول صندوق كرتوني مليئ بالشيكولاتة ارسله لها فقد ارسله بموعد عيد ميلادها فقد كان يقف أسفل الدرج حتي لا تراه لكنه كان يراها كان يرى صدمتها و فرحتها بتلك الكمية الكبيرة من الشيكولاتة التي تعشقها و تذكر سؤالها عن صاحب الهدية فظنت انه احد اصدقائها يمزح معها ليخفي هويته و تأكدت انها تخصها عندما وجدت اسمها مكتوبٍ علي ورقة صغيرة علي الصندوق فظنت ايضًا انها من صديقتها المقربة "نسرين" و اخذته بفرح من امام باب منزلها محتضنة اياه كفرحة الطفل الصغير بملابس العيد و بعدما اختفت ذهب هي مبتعدًا مرة اخرى لكن بقلب يدق كالطبول المتراقصة من الفرح...
لم يخرج من شروده بعد بل ازداد و همس بنبرة ليست مفهومة:خلاص قربت اوي يا "هاله" هتبقي ليا يا قلبي قريب اوى..
____________________________________________
دلفت للمنزل بخوفٍ شديد مما سيحدث فقد تأخرت عن موعد عوتها ما يقارب الأربع ساعات فوجدت اختيها يركضان نحوها بلهفة و هن يحتضناها بشوق لتقول "نسمة" بعتاب:كدة بردو يا "قمر" تخضينا عليكي..

عشق القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن