غضب ابن الإله...... وقرار صعب

3.6K 232 257
                                    

مرَّ شريط ذكريات نيوس بصحبة فايث أمام عينيه، بينما يحتضن جسده المختلج لشدة اندفاع الدم الغزير خارجه

الزمن توقف في تلك اللحظة، وصمت كل شيئ، ولم يعد هناك سوى شهقات نيوس المفجوعة تتعالى، بينما يتلفظ بكلمة لا دون توقف

ظل يكرر قولها أعلى وأعلى إلى أن ملأ صوته المدى، ومازال يكرر قول لا وهو يختنق بدموعه

ويديه تضرجتا بدم فايث الملتصق بجسده بعناق قوي، يهتز نيوس بجسد الميت الذي بين يديه يميناً ويساراً ينوح ويعول ويبكي،  وعروق رأسه ورقبته بارزة وعيناه محمرتان بالكامل

صرخ بلا أخيرة، كانت أشبه بعويل وحش كسير مجروح، أخرج بها كل حطام قلبه

رأس فايث مازال متكئاً لكتف نيوس، وابتسامة رضى مازالت على وجهه وقد اصطبغت أسنانه بالدماء التي تدفقت من حلقه

كان الجميع يشاهد هذا المشهد بوجوه كئيبة مصدومة، نسي الجميع وجود أودين ومشوا نحو نيوس، والذي مدد جسد فايث الواهن على الأرض

ونهض ببطئ وكأنه يخطط لشيئ خطير، والدماء تقطر من بذلته ، وكان حقل الطاقة حوله يزداد  لدرجة أنه صنع حاجزاً دفع إكس بعيداً عنه

حاجزاً قوياً لكن غير مرئي، جعل كل شيئ حوله يتذبذب

أودين كان الهدف، وبدأ نيوس يمشي باتجاهه

رفع يديه أمامه، ضاماً شفتيه، أنفاسه تسللت من أنفه رغم حبسه لها

لحظةُ غضبٍ عارمة تأججت في داخل نيوس، الذي حرّك مياه البركة التي خلفه وصولاً لأودين، وبكل سهولة

وهذه أول مرة يستطيع نيوس أن يتحكم بالماء بهذه الغزارة وبهذا الارتفاع

جعل من المياه في البركة، أعمدة رفيعة امتدت حتى ارتفاع خمسة أمتار حول فايث

ثم بدأت بالتحرك والتمايل كأنما هي سوط يتحم بها الجلاد، وراح يلسع بها أودين المتعجرف

ويضربه يميناً ويساراً، إلى أن تشطب جسده تماماً

جعل من بعضها قيوداً تقيد ذراعه الوحيدة وساقيه، ثم جعل اثنين منها كالسكين، أي أن نيوس لم يعد قادراً على التحكم بالماء كسائل فقط،بل أصبح قادراً على التحكم بحالتها الفيزيائية أيضاً، وقد كانت قوته في أوجها، لأن الدماء التي كانت تقطر من بذلته، راحت تتصاعد نحو الأعلى بدل الأسفل لشدة الحقل الذي يخرج منه

الجميع كان مذهولاً بقوته التي بدت وحشية ومتعطشة للدماء، ومنذ هذه اللحظة عرف الجميع أن نيوس الواقف بينهم لم يعد نيوس القديم، موت فايث وبلا شك نقطة تحول خطيرة في حياة هذا الشاب المميز  والممزق القلب

لم يستطع أودين المقاومة إطلاقاً، لا حاجزه ولا قوته ولا أي شيئ نفع مع سوط المياه العنيفة التي اندفعت حوله، لذلك هو سقط جثة هامدة بعينين مفتوحتين

حب بالإكراه الجزأ الثاني The Legend continue حيث تعيش القصص. اكتشف الآن