عزيزي التائه في حُبي، المُغتنم لفُرَص الانشغال لنسياني، قرأتُ عنك في عينيك، وانسحبتُ لأذكر أيامنا الماضية. علمتُ من رسائلك المُخبأة في دُرجي الأول الخاص أنك تود أن تعيد بناء مدينتنا.
سأبيع البعض من صبري وسأنقش لك بقلمي بعضًا من أحاسيسي، أحبك. لكن السلام معك بعيد والروح قُربك تائهة. أحبك لكنك سارِق، سرقتَ أماني حين طلبتك. لا أدري إن كنت ستقتنع بأني ورغم البُعد عنك سعيدة، ومع ذلك أحبك. عُد إلى عقلك أو أَعِد عقلي لي، فقد بات كلانا يُجيد الجُنون.
آتي إليك دون مبرر، ولربما مبرري هو أنت دون سواك من شهيِّ تفاصيلك. أتوجه إليك بروحي وكم منك ما أهواه! أتحصَّنُ بقول اسمك وأندمج بخيالي معك. انتظرنني بضعَ ليالٍ أُخر وسأعود إليك بعد أن هجرتك. أصلح ما كُسِرَ بيننا فإني إن قررت العودة فلا أريد نقض الوعد مع روحي بأني لن أُفلِتَها من يدي مرة أخرى.
أحبك لكن انتظر، أنا في حيرةٍ من أمري. أقترب ومن ثم أبتعد. آتيك في ليلي وأبتعد عنك في نهاري. ماذا أفعل يا قاتل قلبي؟
أود التنازل، والانحياز، في دائرة مِنّا. أهتم بلمساتِك كأنها النعيم الحلو. لكنني أنا البعيدةٌ يا عزيزي، إن اقتربت كيف أعود ودرب الرجوع شائكٌ أسود؟!
تحسبُ بأن الأسى لك وحدك وأنني صاحِبةُ اللامبالاة الوحيدة. كل ما فعلته هو التفكير بما آلمتني به. أذكرك نعم أذكرك، حين تعمدتَ أن تحزِنَني، علمتَ بأني لا أُطيق غضبك لكنك تعمدتَ ذلك. لم تكن تقصد كسر مزهرية أو قطعةٍ من زجاج لكن القلب لا يُكسر دون قصد.
أتذكرك جيدًا وأحيك بك أفكارًا عديدة. لكنني أخاف أن أعود، كأنك رعبٌ تهابه روحي وتنفر منه، أظن أن عودتي ستأخذ مني روحي. ولا أنكر أن بُعدك كذلك. فلا تعد وأرجو من نفسي أن لا ترجوك، لا تذكُرني ففي داخلي يَضُجُّ النسيان. توقف عن وضع النقاط على أسطُرِ غيابي وابتعد دون عودة، ألا تذكر العشق الذي كونته في قلبي والألم الذي ضاعَفتَه عن حبي. إن كنت لا تذكر فإنني لا أنسى. عليكَ أن تعتادَ على غيابي كما اعتدتُ على ألمك.
لم أندم أبدًا لكنك قد كويتَ قلبي، وأنا لم أعد أحتمِل. أما اذا عدت يومًا فدعنا نقترب قليلًا ولنسمع الهمس الجميل، دون مؤاخذة للعُرف، دعنا نأخذ طريقًا شاهِقًا نمتلكه وحدنا. لِأسير متمسكةً بك دون شوق، بحلاوةِ نصر وشرارةِ حُبّ.
قد أؤمن بالحب، إن أعدتَه لي، فلنعُد في يومٍ جميل، خالٍ من الغيم ساطِعٍ بنا.
أما اذا عدت يومًا فدعنا نقترب قليلًا ولنسمع الهمس الجميل، دون مؤاخذة للعُرف، دعنا نأخذ طريقًا شاهِقًا نمتلكه وحدنا. لِأسير متمسكةً بك دون شوق، بحلاوةِ نصر وشرارةِ حُبّ.
قد أؤمن بالحب، إن أعدتَه لي، فلنعُد في يومٍ جميل، خالٍ من الغيم ساطِعٍ بنا.