كانت إذا نظرت إليها توارَت بين نظراتِها الداكنة الفاتنة. تنتظره دون قانون وتحسب نفسها قاضيته الوحيدة. تعاقبه بفنٍّ مُزدوج، قبلة وعناق وصمتٌ متلاسن مع الأعين الداجة بالروح. كانت قد أمضت معه اتفاقًا غريبًا، أن يجتمع، مُقابِلَ أن لا ينتهي ذلك الاجتماع.
توجت نفسها به، ولكنها لم تحمله بل احتوته كأنه الماسة الوحيدة بين القليل المُنتشر حول الأرض. تتباهى به وكأنه أول من نزل الأرض، تريده بجنون عاقِل وفن ضاجٍّ بها.
تريد الحياة وتأخذ منها الفرص، تبتسم بانشراح كأنها ستسرق العالم وتضعه في صدرها. تتوارى بعشقه بين طيَّاتِ عشقه، وتعودُ إليه بعد كل غياب لتقترب منه أكثر.