هناك صخبٌ عارِم داخلي، سألت عن سببه فلم أجد الجواب كنت قد سألت طبيبًا ذات يوم عن السبب، وصارحته بشعوري بمرضٍ حقيقي. لكنه قد نكر وجود مرضٍ وأجابني بأننا في هذا الوطن نعاني ذات الضجيج لأننا نسكنه، وأخبرني بأن هذا شيء طبيعي وليس بمعقد أو غير مألوف.
كنت حينها في وطنٍ فقيدٍ للشباب، أراه رغم خضاره هَرِمًا، أُسحقُ به كل يومٍ وأنا ألعنه وأشرعُ باحتضانه كل لحظة. أردت أن ينتهي كل شيء، أن أستيقظ دون ألم، دون أن ينزف وطني ويصرخ في قارورتي القديمة، كان صوته يؤلمني، يؤلمني بشدة.
يتصارعُ مع السلام، كمتمردٍ أحمق لا يجيد تبرير موقفه، سلمته كل شيء ولم يرضخ، تعلمت منه أن عليَّ أن أستسلم وأبكي في كنفه دون صوت.
أردت أن أحرره من قيوده، أن نعيش معًا بأمان، أن نسكن في إطارٍ واحد من الحياة. أردت له أن يعيش دون احتضارٍ دائم، أردت له كل الخير، حتى ولو شاء أن يهشم روحي لينال ذلك. كنت متأكدةً رغم تشبثي به بأننا تحت لعنةٍ سوداء، يمرُّ بها الوطن الحزين المُصفّى للأسى.