تنحّيتَ عنّي

49 12 0
                                    

تنحيتَ عني في أواسط الليل، وتركتَ الليل يضرب عنقي. أفلتَّ معصمي في ساحةٍ من ظلام وسرت في أُفقي الخاص بدوني. سلمتني لضباع الوديان وما كنت أنتقي السلام إلا من عينيك.
  من صبابة الشوق، تحت كلمة النسيان، لم أعد أراكَ حولي، نسيتك ولم أذكرك إلا قليلًا. أسميتُكَ مُعذِّبي والمُعذَّبُ لا يذكر معذِّبَه إلا بالألم.
  تنحيتُ عن حُبِّك رغمًا عني وعبقُ دخاني متشبِّثٌ بيديّ. ابتعدت عنك بعد أن أبعدتَني دون مقابِلٍ أشعر به. ولم أعهَد إلى الآن خيرًا على قلبي المتهافِت نحوك المنقبِض بقبضَتي ضدَّك.
  لم تعد تهمني كثيرًا، ولا أريد أن أدلي لك بما أذكره منك من تفاصيل لا أهتم لها. تركتك الآن ونسيتك ورحت أبحث عني بين ذكراك وبُعدك.
  ذهبت فأفلتُّ يدي عنك وعن نفسي. لم أعد بحاجةٍ إليك ولم تعد تستهويني الليالي التي أفلتُّها من لياليَّ بجوارك. لم أعد تلك الباكية المتوسِّلة بقلبها المشتاق لرؤياك. أنا الآن بكامل قواي. قوية دون صواعِق ذكراك ودون مبارزات الشوق.
ابتعدت عنك وجمر حبي لا يزال مشتعِلًا، لكنني كنت قويةً إلى حيث أخمدته. تسارعتُ يا من نسيتُه وأطفأتُ ذكراك، فيا لي من جديرة بالنسيان!

صفارة الإعدامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن