نقع في شِركٍ واحد، لنرتدي قلادةً ذهبية مميزة، ومن ثم نسمع رنين أجراس الأرض، إنها العلامة الغريبة لدخولنا مرحلةً جديدة، معركةٌ من الصراع، نسيان للقديم، لندخلَ الحياة التي لا ندري إذا ما كان الذي قبلها عدم وما بعدها موت.
ربما شاءت الأقدار أن تجرفنا معها ولم تدرِ أن لنا أوانًا من التحمل. نحن نبحث عن أنفسنا داخلها، ومن ثم نتيه حتى الموت. نتلقف الذُعرَ من أعيننا، نكافح، نناضل، لا نجد شيئًا سوى الصمت، فنصمت وننعطف نحو الأرض دون رغبةٍ أُخرى.
يتوجب علينا أحيانًا أن نصدق الواقع، أن نجبر أنفسنا على البقاء تحت رهنه، أن نبتسم له رغم كشرته الرمادية. هناك ما يصعب علينا فهمه، من أين تأتينا القدرة لتحدي الواقع ونحنا نمارسه على أرضه؟من أين تأتينا القدرة على استنباط عوالم أُخرى ونحن في عالمٍ واحد خالٍ من التعدُّد؟
ندَّعي بأننا غرباء، ونصدق ذلك. ما سبب غرابتنا حيثُ وُلدنا وحيث يُحتَّم علينا الموت؟ ألأرض هي الغريبة؟ أم أننا نحن الغرباء؟ نحن تحفةٌ فريدة من هذا العالم، لا ندري عن أنفسنا شيئًا، والسبب مجهول. لم نرَ موطننا، لكننا نؤمن به، نقدسه بشدة، إلا أننا لا نتذكره. ما تلك القوة التي ذكّرتنا بالوطن ولم تُعِد إلينا صورته. تلك قوة عجيبة، استقرت في روح الإنسان لتتفاعل مع جسده الدُّنيويّ.
هناك من يفقه أنه مألوف، وآخر لا يألف نفسه. نستفسر عن ألوهيتنا المجهولة ونغترف أنفسنا من شُتاتنا المتفرق بين أصقاع العمر إلى أن نصل إلى العجز اليائس.
نتسلسل عوالِمَنا فنقع داخِلها ونخرج ناكرين لصور الأرض وأجسادنا. نتدفَّقُ إلى هنا أرواحًا غريبة ونخرج غرباء أيضًا. نتضاجَعُ مع تساؤلاتِنا ولا نأخذ من عسلها إلا رشفةً غريبةً لا تُروي زِحام العَصف. نتشفى بأنفسنا ولا ندري ما هي، نحن فقط لا ندري شيئًا.