ذلك الوطن

31 8 3
                                    

  أشعر به ينسرب مني كضيفٍ يشعر بثقله، يتزاحَمُ حولي بأخباره المتشعِّبة، تلتحق بي معاناته الملتصقة بدوامة التاريخ. أنظر إليه، وأنا أحتضر كالغريبة البعيدة، وينظر إليَّ ويتضارب في قفصه أمامي ولا ينفذ من أمره سوى الصراخ أمام روحي المتصاعدة. أحاول إنقاذه، ولكنه مسروق، أقترب منه دون جدوى، وحلمي في حضنه الميت يتضارب وينكر موته.
  أتشبث به وأحاول رغم شللي، كرضيعٍ يحتاج أمه في زمن فرعونٍ بغيض. تذبل عيناي، أموت بين يدي نفسي، يموت حلمي الباكي، ويبقى ذلك الوطن ينظر إليّ ولا ينفذ شيئًا سوى الصراخ في قفصه الأسود المُعتم.

صفارة الإعدامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن