شجار في الحارة

534 58 48
                                    


بعد مرور يوم من اجتماع الفريق توجه مراد إلي الدكتور فوزي ليعرف منه ما هي علاقته ب عبدالحميد هلال و توفيق محمد
توجه إلي غرفته فى المعمل و دلف بعد أن سمع إذن فوزي بدلوف الطارق
قام فوزي و أحتضن سليم و بعد التحية جلس أمامه و قال
سليم :دكتور فوزي حضرتك كان ليك صحاب قبل ما تسفر الصين
شرد فوزي قليلاً ثم أمتعض وجه فاجأه
فوزي :كان لي بس حاليا ..لا
سليم :ليه ..لا
نظر فوزي إلي  سليم باستغراب قائلاً
فوزي :أنت بتحقق معايا و ال أيه يا سليم
سليم بجديه لم يتحدث بيها مع فوزي من قبل
سليم :لو سمحت ي دكتور فوزي أيه علاقتك بسياده الفريق عبدالحميد هلال و توفيق محمد
تنهد فوزي بارتياح بعدما ظن أنه سيقول شخص أخر
فوزي :كنا جيران فى الحارة سوا و لحد الثانوية كنا بنروح و نيجى مع بعض بس الكليات كانت مختلفة لكن علاقتنا كانت قويه لحد منا سافرت بعد الكلية
نظر سليم إلي فوزي يتفرس ملامحه فهو لم يرتح لإجابته قط و علم أن هناك شيء يخفيه
سليم :مكنش فيه ليكوا صديق رابع
بدأ العرق يأخذ مجراه على وجه فوزي و قد لاحظه سليم ...فتح فوزى زجاجه مياه بارده بجواره و صب فى كوب و شربها كاملاً ..ثم نظر إلي سليم
فوزي بتردد :لا... م..مكنش لينا ..صديق رابع
علم سليم أن فوزي حتما يخبئ شيئا ولكن لم يصر عليه ليعرف ....فسيعرف هو بطريقته.....قام سليم من مكانه و مد يده ليحي فوزي قبل الخروج و لكن وجد يد فوزي ترتعش و بارده جداً...تجاهلاه سليم قائلاً
سليم :طيب يا دكتور أستأذن انا ....و يريت تكون المعلومات ال انت قولتها كلها صحيحه
بعد خرج سليم من عند فوزي جلس على كرسيه و سند معصمه على المكتب و أحتضن و جه بكفيه قائلاً
فوزي :لسا مش متأكد يا سليم الصديق الرابع أو نقول العدو عايش و الا و أوهمنا أنو عايش...
-------------------------------------
كان فى طريقه إلي الفيوم ممتعض الوجه بسبب تلك التي بجواره
سمع صوتها قائله :مخلاص بقا يامراد  دانا زى أختك حتى
مراد : أصل أبوكي محسسني أنى رايح أتفسح دانا رايح أستجوب واحد
فريده بمزاح  :خلاص أستجوب أنت و أنا اضرب لو غلط 
مراد بحنق :ظرافة دمك على صبح ....نقطينا بسكاتك
عدلت فريده نظارتها التي لم تكن موضوعه إلا إكسسوار فقط
فريده :على فكره يا سياده المقدم أحنا الساعة ٢ الضهر مش الصبح
مراد :ي رب صبرني ي رب على مبتلانى ....محدش يبدلها بمروحه
فريده مصطنعة الصدمة و الحزن :ااه يا قلبي ال انجرح ااه يا ضميري ال اتكوى...واخوى عايز يبدلني بمروحه.....انتو محسسنى انكوا لقينى عند باب الجامع ليه
مراد بإستفزا ز:لا و انتِ الصادقة عند باب المعبد اليهودي
فريده  بحنق :مش بتضحك على فكره ..يا بارد
مراد :طب أقعدى ساكته علشان مفروس منك ...انتِ عيله صغيره علشان تشبطى فيا كداا
فريده بغيظ :أعملك أيه ما أنت جيت متأخر أمبارح و أنا كنت عايزه أخرج و بابا قالي لما أخوكي يجى أعمل أيه بقا ...أشبط فيك و ال لا
مراد :أحنا قربنا نوصل البيت عارفه يا فريده لو أتحركتي من العربيه ..أقسم  بالله مالمعلقك فى مروحه الببت
فريده بصدمه: نعم يا خوى أنت هتسبني هنا
مراد بجديه: فريده أنا مش بهزر لو قعدتي سكته و متحركتي هوديكي بحيره تجنن هنا و تتصوري سلفي عارف البنات بتموت فى بوظ البطة ال بتعلمه داا ..(ثم قال فى سره) ... يربى واخد بنتى معاى بخيره أيه بس .. الله يسامحك يا حج وجدى...
فريده :يت مراد ب الله عليك و الله ما هعمل حاجه
مراد :قولت لا يعنى لا
و قف مراد أمام بيت اللواء توفيق فى حاره ..نظر مراد إلي المكان باستغراب
مراد فى نفسه :لواء و عايش هنا دا أيه دا
فريده :مراد الله يحفظك خدني معاك
أخرج مراد المفاتيح من المحرك و أخذ هاتفه و نزل من السيارة قائلاً
مراد :لا يعنى لا
فريده بتمتمة :أوووف ..و الله حمار براس كلب
لم يغلق مراد الباب و سمع تمتمت فريده فنظر لها
مراد :طيب يا فريده هنشوف مين ال براس كلب لما نروح
ضحكت فريده عاليا قائله
فريده :يا للهوى ماخدتش بالك من حمار دى
أغلق مراد الباب قبل أن يتهور و يضرب فريدة بالسلاح الذي بحوذته
نظرت فريده من الزجاج إلي أخيها و هو يتقدم إلي البناية القديمة و هي تقول
فريده :ربنا يخليك ليا يا احل أخ فى الدنيا كلها
بعد دخول مراد إلي البناية نظر جيداً إليها حسناً يبدوا أنها قديمة جداً لكن أساسه قوى
صعد مراد الطابق الثالث و دق الباب. أنتظر حتى فتح الباب رجل يبدوا عليه الكبر جالس على كرسي متحرك و لكن لم يخفى هذا الوقار الذى يزين وجه
مراد :سلام عليكم....حضرتك اللواء توفيق
توفيق :ايوا أنا يا بني مين أنت
قدم مراد التحية العسكرية ل اللواء ..نعم هو متقاعد لكن من الاحترام أن يقدم له التحية
مراد : المقدم مراد الانصارى يا فندم
أبتسم توفيق قائلاً
التوفيق :أتفضل يا سياده المقدم
حرك توفيق الكرسي إلي الداخل و تبعه مراد ..نظر فى أرجاء الشقة وجدها مرتبه و نظفيه و أثاثه راقي نوعا ما ..... بعد أن جلس و سئل عن احواله .. قال
مراد :حضرتك تقاعدت من أمتى
توفيق :من عشر سنين رجلي أتصابت و أحنا فى اشتباك فا تقاعدت
مراد :أنت طول عمرك عايش هنا
و كأن مراد ضغط على جرح هذا الرجل الكهل ب مطرقه.....فأدمعت عينه
توفيق :لا أحنا كنا فى القاهرة لكن ..لكن بعد ..ما روان بنتي  ..الله يرحمه أتقتلت ..جيت هنا المكان ال أتولدت فيه أنا و أم روان
مراد :يعنى مرات حضرتك هنا
توفيق :ايوا عايشه معي
مراد :طب ليه مدورتش على قاتل بنتك طول السنه دى
توفيق :أنت شايف حالي عامل الذاى و روان كانت بنتي الوحيدة و القضية فى أيد المخابرات و العميد سليمان الألفي ...على فكره أنا متابع لكن مفيش فى ايدي غير إني أدعى على الظلمة دول
مراد :أيه علاقتك بسياده الفريق عبدالحميد هلال و الدكتور فوزى شحاته
توفيق :ياااه كانت أيام كنا صحاب أحنا الأربعة مكناش بنعمل حاجه غير القاعدة مع بعض طول الوقت
مراد :ثواني كدا. أربعه إيه ....مين الرابع بتاعكوا
شحب وجهه توفيق فاجأه قائلاً
توفيق:أ..أر..أربعه..أيه ي بني ..أنا مقولتش أربعه
مراد :لا أنا متأكد أنك قولت أربعه
بدأ توفيق يتصبب عرقا ...مسح وجه با المنديل القماش الذى معه
توفيق :لا...هتلاقى ..بس حكم السن دا انا عندي تسعه و خمسين سنه
مراد :و لا يهمك ..كمل حضرتك
توفيق :ك...نا أحنا التلاته سوا على حلوه و ال مره مكنش بيفرقنا حاجه كان دايما و لاد حسن ال فى الشارع ال ورانا يعملوا مشاكل مع بنات الحته كنا أحنا ال بنقفلهم...و دلوقتي بقا أحفادوا بردوا لكن السن بقاا معتناش بنقدر نلمهم ...لحد ما جه الوقت ال فوزي قالنا هيسافر الصين أحنا مكناش فى نفس الكلية لكن كنا دايما متجمعين و لحد الآن مشفنهوش غير حوالى خمس مرات بس قبل ما عبدالحميد يموت و كان عبدالحميد دائماً يصاحب المساجين بتوعوا و افتكر كمان كان لما بيخرجوا كان عبدالحميد بيتصل و يطمن على أحوالهم و كان ساعات بيعرفني عليهم كمان ، كان طول عمروا طيب و مبيحبش الظلم أببداً و دا كان هيخسروا شغلوا فيزكذا قضية زمان ،.. الله يرحموا
مراد :عرفت أن بنت سياد  الفريق عبدالحميد هلال ماتت زى ما بنتك ماتت
نظرا إليه توفيق بصدمه و تردد
توفيق :لا..لا ..مكنتش أعرف ...غير منك دلوقتى
مراد : يعنى مكنتش تعرف
أدار توفيق الكرسي ناحيه المطبخ
توفيق :لا مكنتش أعرف... أعذرني مقدمتش ليك حاجه ثوانى و القهوه تكون جاهزه
تحت فى سيارة مراد نظرت فريده فى المكان فهي لأول مره ترى أحياء شعبيه كهذا ..نظرت للرجل الذى يقود  عربه أنابيب ..و رجل أخر يمسك لجام الحصان الذى يجر خلفه عربه بها فواكهه...و الأطفال الذين يلعبون لعبه سيكا على الأرض ...و تلك الطفلة التي تجرى لتلحق بأمها ..هذه هى أجواء الأحياء الشعبية فى مصر .....أسترق سمع فريده بعض الشجار الذى يقوم به أحفاد الحج حسن يوميا مع بنات الحارة
شاب ما :جرا أيه يا ست البنات مترمى السلام
نظرت الفتاه أمامها بكبرياء و هي تمشى لأن دينها لا يسمح لها بأن تقف معهم و تتسامر حتى أن تتشاجر
شاب أخر :سبها يا عماد دى شايفة نفسها أوى مهي بنت الحسب و النسب
عماد :معاش و لا كان ال يشوف نفسوا على أحفاد الحج حسن يا عصام
قام عماد من مكانه و ذهب ليتشاجر كعادته مع بنات الحارة ...و لكن قبل أن يمسك بها وجد يد توضع على معصمه ك الحديد
نظرا عماد على معصمه الذى و يكأنه تخشب و لصدمته وجد يد فتاه نظر عماد إليها و قبل أن يتفرس ملامحها كان ملقى على الارض أثر لكمتها
فريده: عارف لولا أنى مش عايزه أوسخ إيدى كنت جبتك من بطنك يا أشباه الرجال ..و الله مش عارفه أمك كانت بتتوحم على سوسن قبل متجيبك
نظرت فريده إلى الفتاه التي كان سيمسك بها عماد
فريده :انتِ كويسه يا  ....
الفتاه :لين إسمي لين ..شكراً جداً على عملتيه
فريده : أنا فريده عادى مفيش مش..
قطع كلامه صراخ لين و هي تقول
لين :حاااسبي
أبعدت فريده لين عنها بشده و أحنت ظهرها و هى ترجع للخلف فكانت موازيه لعماد الذى كان يحمل عصا ليضربها على ظهرها فوقع على الأرض لحركه فريده
شمرت فريده يديها قائله
فريده :أقسم بالله أنا غسلا المواعين قبل ما اجى و مش بشمر غير علشانه بس علشان خاطرك هشمر أيدى ...و أرجع أمارس فنون القتال عليك....بركاتك يا حج مراد
مسكت فريده العصا من يد عماد الذى وقع على الأرض و لم يتحرك و قامت بضربه فى بطنه عدّه  مرات
نظرت لين إليها و إلي فم عماد الذى ينزف بهلع فأسرعت تمسك يدها
لين :فريده خلاص ب الله عليكى دا هيموت و انتِ مش قدهم
رمت فريده العصا و هي تنظر إلى عماد بصدمه ..ما هذا الذى فعلته لم تتوقع أبداً أن تضرب أحد بهذه الطريق أبداً
فى مكان أخر فى ورشه كبيره لتصليح و بيع الأجهزة الكهربائية
دخل ذلك الصبى البدين يجرى و هو يقول
الصبى :يا عموا.. سفيان يا عمواا
سفيان أحمد منصور ابن صاحب محل و ورشه الأجهزة الكهربائية فى الحارة و عدّه  فروع أخرا فى أكثر من منطقه و يعرف بعدله بين الناس مع أنه لم يتجاوز الخامس والعشرون من عمره ولديه لحيه خفيفة
قام سفيان من على المقعد وراء المكتب
سفيان :أيه يا على بتنهج و بتزعق كدا ليه
على :الح ..الحق..ست لين..و لاد..راضوان حسن..بيضايقوها..قدام محلهم
جرى سفيان سريعا إلي مكان محل أحفاد رضوان و لكن تخشبت قدماه مما رأى ..فقد لحق فريده و هي تضرب عماد على بطنه ..و رأى لين تتقدم إليها كي توقفها  ..فجرى عليهم
فريده : هو إيه ال مش قدهم.... عيال مش متربيه
سفيان :لين ....
جرت لين سريعا إلي سفيان عندما وجدته يقف و ينهج من الجري ..و احتضنته
سفيان :فى إيه يا لين أوعى تقولي أن عماد أو التاني دا عملك حاجه
لين بدموع :لا خالص يا أبيه... فريده لحقتني بس ضربتوا جامد و خايفة عليها الحسن أهلوا يؤزوها
قبل أن يتحدث سفيان وجد رضوان وأخوتها أولاد الحج حسن يؤتون و معهم رجالاً يحملون عصى غليظة
رضوان بزعيق :مين ال أمو داعيه عليه و عمل فى ابني كدا
لم تتأثر فريده من كلامه ..لا بل لم تنظر إليه قط كان نظرها مصوب على هؤلاء الرجال الذى يبدوا من منظرهم ...
فريده :الله يرحمك يا فريده يا بت أم فريده ..أنا أول مره أشوف حد وراكوا فى درعاتوا كدا .كانوا بياكلوا إيه البهايم دول
عماد بألم شديد وهو يشاور على فريده
عماد : البت دى يا أبا هى ال عملت كدا أوعوا تسبوها قبل ما اشفى غليلى منها
أقترب رضوان و بعد الرجال من فريده...فنظرت إليهم بخوف
فريده :لا.. بصوا.. و ربنا ال.. ال هيقرب.. .منى.....ل ادخل فيه ..السجن.... يا للللللهوى ...الحقونى
أسرع سفيان و وقف أمام فريده قائلاً
سفيان :ابنك ال عايز يتربا يا حج رضوان ..الحارة كلها اشتكت منكوا.. دى لولا الست ال أنثوا عايزين تضربوها كان عمل إيه فى اختي
فريده من خلفه :إيه ست دى إسمي فريده
سفيان بحنق :يا شيخه اتلهى خليكي فى ال إنت فيه
اضوان : أبعد أنت يا شيخ سفيان مش شايف ابنى
سفيان :أبنك ال عايز يتربا يل حج دا كان بيعترض طريق اختى يبقى كمان أنا هربيه
رضوان :أنت مع بنت ال....الوراك دى
برقت عينا فريده بصدمه من هذا الفظ التي لم تتوقع أن تسمعه أبداً حتى فى خيالها
سفيان : بقولك ابنك كان بيعترض طريق أختي تقولي واقف معاها
أحد الواقفين :الشيخ سفيان معاه حق أنتوا العيالكوا مش متربيه
شخص أخر موجه كلامه إلي فريده :كتر خيرك يا ست على عملتيه مع ست لين
عماد بغضب ووجع :أنا معملتش حاجه هى ال جات توزنى
نظر سفيان إلي عماد هو يعلم أنه يكذب ولكن ليس بهذا الطريقة
سفيان :لا دانتا لازم تتربا بقا
مسك بعض الرجال من صف سفيان العصا و أقتربوا من عماد
لولا صوت مراد العالي
مراد :فى إيه هنا عملين بلطجية وال إيه
جرت فريده على مراد و احتضنته بخوف
فريده :الحقني ي مراد عايزين يضربوني
قّبل مراد رأس أخته قائلاً
مراد :خلاص متخفيش
رضوان :أهلاً .... أنت بقا أكيد جوز الست دى ..دأنتوا هتتربوا سوا
تقدم رضوان و رجاله من مراد و فريده ...فأخرج مراد المسدس من خلفه
مراد :خطوا كمان و المسدس دا هيكون فى دماغك..أنتوا متعرفوش أنا مين......





من المجهول© -مُكتملة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن