-تفتكر هحبك!
=متأكد إنك هتحبيني
.......................................................
الساعة دلوقتي 12 بليل كان يوم متعب جدا، طبعا هتبهدل في البيت على التأخير دة، بس أعمل أية النهاردة الشركة كانت قايمة قاعدة من كتر الشغل اللي فيها، على لله بس ألاقي مواصلات في الوقت دة
فجأة ظهر تاكسي فشاورتله من غير تفكير، ويارتني ما شاورتله
كان فيه 3 شباب، واحد قاعد جانب السواق، واتنين قاعدين في الكرسي اللي ورا، فطبعا خفت
وبكل خوف قولت للسواق-خلاص كمل لو سمحت
=لية يابنتي، مافيش مواصلات في الوقت دة خالص، تعالي اركبي وماتخافيشن أهو أحسن من وقفتك دي
طبعا أضطريت أوافق، لاقيت الشاب اللي كان قاعد جانب السواق قام وقالي تعالي أقعدي أنتي هنا، فوافقت بسرعة
طول الطريق الشابين اللي قاعدين ورا عمالين يتهامسوا، ويضحكوا، وأنا قاعزة برتعش من الخوف، لحدما في واحد فيهم أتكلم
=بقولك يا انسة، هو صحيح أية اللي مرجعك بالليل كدة
مالقاش مني رد فكمل كلامه
=اصل باين عليكي بنت محترمة
اتجاهلته لتاني مرة، وبدون أي توقع لاقيته بيخبطني على دراعي =بكلمك يا انسة على فكرة
كرد فعل طبيعي مني في الوقت دة، لفيت وشي له وأنا في قمة غضبي-أنت أزاي تلمسني كدة يا بني أدم أنت
وبكل برود قال= هو أنا كلمتك يا بنتي
وكان لسة هيرد عليه الشاب اللي قعدني مكانه فانفعلت - لا بقولكم أية لو فاكرين أني علشان بنت لوحدي هتقدروا تخوفوني، فدة مش هيحصل؛ لأن لو كلكم فاسدين أكيد هيكون فس شخص واحد فيكم هنا صالح، وسة هكمل كلامي، لاقيت الشاب اللي قعدني مكانه أتكلم= بقولك أية ياكابتن، خف في الكلام مع الانسة، علشان ماتندمش
ولاقيتهم هيتخانقوا، بعلو صوتي زعقت للسواق- نزلني هنا لو سمحت
بصلي وكان مذهول
كررت كلامي لكن بنبرة صوت أعلى، فوقف العربية ونزلت منها، وأنا ماعرفش هوصل البيت أزاي
وأنا بجري بكل خوف، لاقيت حد بينده عليا من ورا
=يا انسة، استني بس
لفيت لاقيته نفسالشاب اللي ساعدني
-افندم
=أنا قولت أنك مش هتعرفي تروحي في لوقت دة لوحدك، فجيت أوصلك
-مين طلب منك حاجة زي كدة
=ضميري والله
باستهزاء- لا خفيف
=مروان، اسمي مروان
فانفعلت فيه-بقولك أية يا أستاذ مروان، أوعى تفتكر أن موقف الشهامة بتاعك دة كل معايا، كلكم زي بعض مع أختلاف النسب، ورد فعلك دة كان علشان تعرفني أقد أية نك شبح فعلا وراجل بشهامة، وأنا بصراحة مش متأكدة ن الموضوع دة، فسيبني وأمشي، عن اذنك
سيبته ومشيت ومتأكدة أنه مذهول من كلامي، بس كان لازم أتصرف كدة
ماشية طول الطريق وأنا واخدة بالي أنه ماشي ورايا، ماكدبش عليكم بصراحة كنت متطمنة طول ما هو ماشي ورايا، لحد لما وصلت البيت وسابني وكمل طريقه، هو فعلا شاب محترم، بس أنا خط أحمر
مر أسبوع على الموضوع دة، والجدير بالذكر أن من كتر الشغل نسيت الموضوع خالص، لحد أول يوم في الأسبوع التاني
=أزيك يا انسة
سمعت صوت مألوف ليا بعض الشيء، لفيت بالكرسي، لاقيت شخص جمعتني بيه الصدفة لتاني مرة
وبصدمة قولت- أنت!
-العميل اللي أنتي أتوكلتي بشركته
=أية!
-زي ماسمعتي، أنا مروان السعدني، صاحب شركة (ترافيل) للسفاريات، اللي حضرتك اتوكلتي بعمل أعلان ليها
-أ...أنا أسفة جدا لحضرتك والل..
قاطعني بصرامة= مش وقته خالص الكلام دة، خلينا نشوف شغلنا
-ح..حاضر
=بس الأول ماقولتليش اسمك أية؟
-اسمي مريم
ابتسم وقالي= تمام يلا على الشغل يا مريم
طول عمري أسمع عن الصدف المدبرة، لكن أول مرة أشوفها قدام عنيا كدة، اقدر أقول أن الصدفة الأولى كانت هباب، والتانية باين عليها من أولها هتكون هباب أكتر من الأولى
مر أسبوعين على تعاملي مع مروان في الحقيقى بعيدا عن أنه شخص جذاب ألا أنه ذوق في تعاملاته، وصديق لطيف يعني مش زي ما كنت فاكرة
=فاضل أسبوعين بس على الأعلان وهيتسلم، مش حاسة بأي حاجة
-أحس بأية مش فاهمة
=يعني مش حاسة أنك مش هتشوفيني تاني كصديق ليكي زي ما بتقولي
ضحكت بعفوية- لا ماتقلقش هبقى أكلمك كل فترة والتانية، أهو نتطمن على بعض
بصلي نظرة أنا مافهمتها غير بعدين وقالي=أتمنى نتطمن على بعض لأخر العمر
وسابني وأنا دماغي كلها علامات أستفهام لأجابات مش مفهومة
ولما روحت البيت وحكيت لماما على اللي حصل قالتلي= الظاهر كدة أنه حبك
-حبني! يعني أية حب أصلا يا ماما! أنا خط أحمر لكل اللي يعرفني ومش هينفع أكون غيركدة
=طول عمري أقول يمكن لما تكبري تفهمي أن الموضوع مش بأيدينا، وأنا الحب بيدخل قلوبنا من غير مايدق بابها، بس لأول مرة أفهم قد أية أن الموضوع فعلا مأثرعليكي، ومش موضوع وقت وهينتهي
سابتني غارقانة في أفكاري والمشاهد بتتكرر قدام عنيا من جديد
=بكرة يابنتي لما الحب يعرف قلبك، هيصيبك زي المرض، ومش هتعرفي تتخلصي منه، ساعتها بس هتستسلمي له بس بعد فوات الأوان
مش عارفة لية الكل موهوم بالحب كدة، هم مايعرفوش أنه حاجة بتأذي أي حد بيقربله، وبعدين هم مستنين أية من واحدة طول عمرها شايفة أن الحب دة أكبر جريمة ممكن تحصل للأنسان، مش فاهمة أزاي فاكرين أني هغير تفكيري لمجرد أني كبرت، بس فعلا أتمنى أني أفهمه وأشوفه زي ماهم شايفينه، يمكن ساعتها أغير مفهومي
=بما أن دة أخر اسبوع ليا معاكي، تسمحيلي أعزمك على الغداء النهاردة
أترددت ولكن في الأخر وافقت
=تعرفي يا مريم أن البحر اللي قدامك دة مسكين
بصيتله بعدم فهم فكمل=كل اللي بييجوا هنا بيشكوله همهم، لكن هو مابيشكيش لحد همه، رغم أنه محاط بناس كتيرة
-لية تبص من المنظور دة، ما يمكن البحر كبير ليحمل همومنا فعلا، لكنه أكيد مش مهموم
=أتعودت طول عمري أني أحس بمشاعر اللي قدامي من غير مايتكلم، والأهم من دة أني ما أستنزفش مشاعره؛ لمجرد أني أحصل على اللي أنا عايزه
-حلوتفكيرك، بس لية الواحد بيشكي همومه لشخص عارف أنه جواه همومزيهن وممكن يزيد همه
=ممكن علشان بيحبه
-تفتكر!
=الحياة دي مشاركة لكل حاجة بتحصلنا، ولو فضلت طرف واحد لأي شخص، بتتدمر حياته من غير مايحس
علشان كدة بقولك تقبلي تتجوزيني؟تقبلي تكوني شريكتي في الدنيا قبل الأخرة
عارف أنك مذهولة، بس أنا فعلا حبيتك يا مريم من أول يوم قابلتك فيه، لاقيت في عنيكي السلام اللي أحتمي فيه، عارف أنك مش هتستوعبي كل كلامي دة، فهختصره بتتجوزيني يا مريم؟
وبكل دهشة رديت- أنت أزاي تفكر فيا بالطريقة دي
=مري..
-ماتقاطعنيش لو سمحت، أنت أزايب تسمح لنفسك أنك تقولي الكلام دة، أو أنمشاعرك تأخد مجراها دة، أظن أنا تصرفاتي معاك كانت عادية وتلقائية
=ولية ماأحبكيش، فين الجريمة اللي أرتكبتها لما حبيتك
بدأت دموعي تنزل- الجريمة أن انا ماينفعش أحب وأتحب
=أنك ماينفعش تحبي دي حاجة ترجعلك، أنما مش أنتي اللي هتقولي أنك تتحبي وألا لا؛ لأنها ببساطة حاجة ماترجعلكيش
-عشت طفولتي كلها بشوف ماما بتعاني كل يوم من ضرب وسب بابا ليها، بعد ما كانت قصة حبهم عريقة، عايزني أؤمن بالحب، وأثق في أي حد في حياتي؟
=الموضوع مش بالنظور دة يا مريم، صوابعك مش زي بعضها، وأظن أنك أتعاملتي معايا وفهمتي شخصيتي كويس
-حتى بردو،أ،ا بعتذر يا أستاذ مروان، طلبك مرفوض
ومشيت وأنا غرقانة في دموعي، ماكنتش عايزة الموضوع ينحدر لكدة، بس فعلا شكوكي اتحققت ودة للأسف الشديد
ربنا لما جمع بينا في صدفتين كانوا فعلا مدبرين، مش مني أو منه، لكن من القدر
قد أية القدر دة غريب، أزاي يجمع بين شخص قلبه مليان حب، بأنسانة مادقتش طعم الحب قبل كدة
قررت أروح الشغل تاني يوم عادي ولا كأن حاجة حصلت، بس أتفاجأـ أنه ماجاش الشركة، والوضع بقى كدة لحد أخر يوم في الأسبوع، أو بالأحرى أخر يوم ليا معاه
لاقيته باعت عميل من عنده يستلم الملف بالأعلان
هو أنا استغربت شوية، بس قولت هو كدة عمل الصح
روحت البيت وتفاجأـت بماما بتقولي في ضيوف في البيت علشان أدخل أسلم عليهم
دخلت الأوضة وأذا بيا أتفاجئ بشاب جذاب بهدوم رسمية خلته جذاب أكتر بيبتسملي وبيقولي=ازيك يا مريم
-مروان! أنت بتعمل أية هنا!
=في حد يستقبل ضيوفه بالشكل دة، على العموم يا ستي أنا جاي هنا أتدملك رسمي
-مروان أحنا أـناقشنا في الموضوع دة قبل كدة، وأظن أنك عارف قراري كويس
وهنا ماما أتدخلت=يابنتي أديله فرصة بس
-أديله فرصة في موضوع منتهي بالنسبالي يا ماما، أنا كدة هكون بضحك عليه وعلى نفسي
=محتاج منك فرصة واحدة بس أثبتلك أني عكس الليأنتيفهماه عني خالص
وبعد زن كتير من ماما ومروان أضطريت أوافق وأتحدى نفسي، يمكن أخسر التحدي وأحبه
أتخطبنا أ،ا ومروان بعد يومين، مش عارفة هم مستعجلين على أية
وأحنا قاعدين في الجنينة بعد ما حفلة الخطوبة انتهت
بصتله بتركيز وقولت-تفتكر هحبك!
وبكل ثقة رد=متأكد أنك هتحبيني
مرت أيام وأسابيع وبأهتمامه المتزايد كنت حبيته، لكن كنت بنكر دة بيني وبين نفسي، يمكن خايفة أخسرالتحدي
=أتمنى فعلا أنك تكوني حبتيني
فضلت ساكتة وماعرفش السبب
بصلي بخيبة امل وقال= أسف الظاهر كدة كان سقف طموحي عالي شويتين، فاكرة لما قولتلك أني مابحبش أستنزف مشاعر حد
للأسف أنتي دلوقتي اللي استفزتي مشاعري لحد لما أنتهيت
-قولتلك أني هظلمك وماصدقتنيش
=ولوأني أول مرة أبقى غلطان وأنا معمي العنين كدة، أشوف وشك بخير يا مريم
قلع الدبلة وأدهالي وسابني ومشي
فضلت يومين مش عارفة أمارس حياتي بشكل طبيعي، لما أنا بقول أن الموضوع أنتهى بالنسبالي، أنا لية لسة واقفة عند اللحظة اللي سبني فيها
=علشان لساتك مافهمتيش أنك حبتيه وبتأوحي يا مريم
-بس أنا مش حبيته يا ماما، متأكدة أن دة تعود مش أكتر، ومع الوقت هنساه
ماأدتش ماما فرصة أنها تتكلم ودخلت أوضي أنام، أو أمثل أني نايمة
الخوف له أنواع كتير، بس الخوف من الحب دة أسوأهم، لا أنت عارف تعيش حياتك من غير حب، ولا أنت عارف تدي قلبك فرصة؛ لأنك ببساطة خايف، خايف أنك...تعيش
عدى أسبوع وأنا في صراع نفسي لحد لما صليت صلاة أستخارة ونمت
ساعتها حلمت أن مروان بيتوجني بتاج جميل أوي وأنا كنت فرحانة بيه، بس في نفس الوقت خايفة ألبسه، صحيت من النوم وأنا ندمانة أزاي مارضتش ألبس التاج الجميل دة في الحلم
بحثت عن تفسير الحلم في جوجل ولاقيت التفسير اللي كنت خايفة منه، أن التاج دة هو حبه ليا وأنا فضلت رفضاه رغم أن حبه صادق
ومن هنا قررت أخسر التحدي وأعرفه أني بحبه وأنخطى خوفي
اتصلت بيه لاقيت فونه مغلق، عرفت هلاقيه فين، فجريت على البحر
روحت لاقيته قاعد شارد فقعدت جانبه، ومن كتر شروده مأخدش باله مني
وفجأة أتكلم= لية! هو أنا وحش أوي للدرجة دي !
-لا طبعا
وبصدمة=مريم!
-الغبية مريم، اللي كانت طول الوقت بتقنع نفسها أنها مابتحبكش وهي غرقانة في حبك
=مش عيايزك تتعاطفي مايا يا مريم
-ششش، بقولك أية، ميعاد الفرح أمتى؟
وبسرعة علشان ما أرجعش في قراري ها
ضحك وقلبي ضحك معاه=بحبك والله
-أحم نشوف الموضوع دة بعدين ها، لزوم ضوابط الخطوبة بقى وكدة
=ولو أنك هتطلعي عيني بس هفضل أحبك!♥️🍩
نيره عباس🖤🍂
رائيكوا...🍀💙