6 : تحدي

455 15 0
                                    

استقرت الرصاصة في صدر آدم ومازال البرنس مصدوم مما حدث لكن افاق عندما وجد آدم مفترشا الارض والدماء حوله...
حمل آدم سريعا ووضعه في السيارة وطار بسرعة جنونية الي المشفي...
احست نور في تلك اللحظه بوخز في قلبها ..فوضعت يدها علي قلبها حتي تهدأ قليلا وهمست بخفوت : ماذا حدث!؟...
حاولت ان تشغل نفسها في العمل حتي يذهب خوفها لكن داخلها يخبرها انه حدث شئ سئ لاحدهم...

وصل الي المشفي حاملا آدم  بين يديه وصرخ  بعصبيه عندا لم يأتي احد : فليأتي طبيب ايها الاغبياء ..وما هي إلا لحظات حتي اجتمع افضل اطباء المشفي فهم يعلمون من هو وماذا بإمكانه ان يفعل بهم .......
اتجه طبيب الي آدم ووضعه علي النقالة بمساعده البرنس متجها الي غرفه العمليات ..
امسكه البرنس من ملابسه وقال بتحذير وغضب : اذا لم يتعافي فقد حفرت قبرك بيديك..
نظر له الطبيب بخوف واومأ له قائلا : حسنا..سأفعل ما بوسعي...
كانت لميس تشرف علي المرضي وتتابع حالتهم حتي استغربت ما حل بالمشفي...الاطباء يركضون في الممرات والخوف الذي علي وجوههم ..بدا لها وكأنه سيرك ليس مشفي ...
اتجهت الي طبيبه كانت تركض هي ايضا وسألتها : ماذا يحدث؟؟
اجابتها الاخري وهي علي عجلة : اصيب آدم عز الدين برصاص...وتركتها وذهبت مع دوامة افكارها..آدم عز الدين ..والذي تبحث عنه مالك عز .. كيف لم افكر انه يوجد تشابه اسماء....ربما يكون شقيقه ...نفضت تلك الافكار عن رأسها هامسة لنفسها : ادم عز الدين مشهور بالتأكيد كنت سأعلم اذا كان لديه اخ..... لكن اذا كان لدية اخ لماذا لا يظهر ....لماذا آدم فقط المشهور وليس اخية .....لا اعلم حقا ..وغادرت ومازالت تفكر ماذا تفعل حتي تتأكد من الذي تفكر به ...
رآها قادمة فاتجه اليها ونسي ما حدث بينهم وقال بلهفه : هل آدم بخير ؟؟..
استغربت من وجوده وتغيره المفاجئ فخمنت انهم  اصدقاء فقالت : سيخرج الطبيب بعد انتهاء العملية ويخبرك بحالته...
وكأنه لديه انفصام في الشخصيه فرد عليها بكل برود : حسنا..لكن لا تنسي ما اخبرتك به ...وقال بفحيح كالافاعي : سأجعلك تندمين علي ما فعلته ..اعدك
نظرت لعينيه ووجدت غضب وكره واشياء اخري كثيره....هي لم تفعل شيئا كبيرا الي تلك الدرجه تستحق ان تعاقب عليه.....كأنها قتلت اخية أو اخته او أحد اقاربه... لما كل هذا الكرة ؟!...

اجابته بشجاعة واضعة اصبعها امام وجهه : انا لا اخاف منك ومن تهديداتك واخبرتك ان تفعل ما تشاء فأنا لن اعتذر ..رغم أنني لم اري وجهك لكن كرهتك بشده.... انت مجرد شخص مدلل تأمر والجميع ينفذ اوامرك لكن عندما وجدتني ارفض اوامرك غضبت بشده لذلك تريد ان تهينني .... واذا جعلتني اموت لن تجعلني اعتذر واخضع لك...فهمت !!
برزت عروقه دليل علي غضبه فكيف تحادثه بتلك الطريقه : كيف تجرؤين علي التحدث معي بتلك الطريقه
قالت بسخرية : الم اخبرك ان هذا يجعلك غاضبا ..انت مغرور جدا..وانا لا اري سبب لهذا الغرور ..اذا كان الموضوع شركتك فهي شركة مثل باقي الشركات ليست مصنوعه من الذهب.......ونظرت لقناعه مكملة حديثها : واذا كان لوسامتك فهذا لا يهم فيوجد الاف الاشخاص يتمتعون بقدر كبير من الوسامة وليسوا مغرورين مثلك ..اريد ان انصحك بشئ كوني صديقه لك ..واقتربت من اذنه قائلا بسخرية : يجب ان تذهب لطبيب نفسي فحالتك ميؤس منها ..وداعا....
غادرت وتركته في صدمته....من اين اتت بتلك الشجاعه .....بالتأكيد بدلوها بفتاة اخري.....فهي ليست تلك الخائفه التي كانت تبكي عندما كان يهددها....لقد تحولت بشكل لا يعقل..سرعان ما تدارك نفسه وكان سيلحق بها لكن اوقفه خروج الطبيب ...

دخلت اول غرفه تقابلها ناظرة لنفسها بالمرآه وقالت تبث القوة بداخلها : لن ابكي مجددا امامه ولن اخاف منه ...ليفعل ما يريد ...انا لميس صلاح الهواري لن اجعله يهينني او يتحدث معي بتلك الطريقه مرة اخري...اذا كان مغرور فأنا شجاعه..وغادرت لتكمل عملها ...
لميس هكذا دائما....ذات شخصيه قوية وجريئه ...لكن خوفها منه في بادأ الامر جعلها تثبت له انها ضعيفه....لكن هي ليست كذلك.... هي دائما قوية
وشجاعه ومن الان ستقف امامه ولن تجعله يستهين بها ....
" كيف حاله " تفوه بها البرنس وهو ينظر للطبيب بعيون كالصقر..
كان الطبيب سعيد للغاية لانه انقذه لان حياته كانت المقابل : لا تقلق هو بخير الان لكن مازال نائما تحت تأثير المخدر ..لكن ممنوع الزياره حاليا
" حسنا " تفوه بها ودخل الي الغرفه غير مبالي بكلام الطبيب ....كان يبحث عن شئ في الغرفه حتي وجده وهو هاتف آدم....
بحث في سجل الاسماء حتي وجد الاسم المطلوب..

كان عز جالسا ينتظر أبنائه فقد تأخروا كثيرا اليوم حتي صدح صوت هاتفه ليعلن عن المتصل وهو آدم
عز بقلق ممزوج بالعصبية : اين انت...ولماذا لا ترد على مكالماتي واين مالك ؟؟
قاطعه ليقول بصوت خشن قوي وكأنه ليس من يتحدث وانما شخص آخر : اهدأ يا عمي
نظر عز الي الهاتف ليتأكد من المتصل فوجده آدم فعلا فقال بقلق : من انت ؟!..
قال البرنس بعملية : لا تقلق...اصيب آدم برصاصه ودخل الي العملية وهو بحال افضل الان..
" اين انتم " قالها عز وهو يلملم اغراضه ويستعد للذهاب للمشفي...
اخبره البرنس باسم المشفي ..واغلق الخط منتظر قدومه....
وصل عز وهو قلق علي ابنه فمنذ وفاة زوجته واصبح بمثابة الاب والام بالنسبة لهم ..فقد يبدو من الخارج صارم وقوي لكن يمتلك قلب طيب وحنون...
دخل لغرفه آدم فوجد البرنس جالس بجانبة فقال له بإمتنان : شكرا لك يا بني علي ما فعلته ...
البرنس :  لا شكر علي واجب..لو كان احد مكاني سيفعل ما فعلته ..
ابتسم له عز وجلس بجوار آدم...
خرج البرنس من الغرفه وجلس علي كرسي ليستريح قليلا ... لكنه تذكر شيئا فضحك بسخرية وذهب الي وجهته.....
" ماذا تقول ايها اللعين " تفوه بها بدر وهو غاضب بشدة
اتاه الرد : اقسم لك سيدي ..ظهر هذا الرجل فجأة فأصابته الرصاصه بدلا من الاخر...
" حسنا...سأحاسبك عندما تأتي
....والان نفذ ما اخبرتك به......"واغلق الخط
توجه الي الشركة وجدها خاليه مثل الصحراء وكان المكان مظلم كسواد الليل...
اخذ كشافه الصغير ودخل بهدوء ..سائرا علي اطراف اقدامه مرتدي القناع الذي يخفي وجهه ...توجه الي المكتب واخذ ما يريد وخرج مسرعا بنفس الهدوء الذي دخل به....لكنه لايعلم ان هناك عينان تراقبه كالصقر...

كان عز يحاول الاتصال بمالك حتي اتاه الرد  : انا في طريقي الي المشفي ..سأغلق الان ...وبالفعل اغلق الخط دون انتظار الرد....
دخل الي الغرفه ..وجد والده جالس بجانب اخيه فقال  : هل هو بخير الان
عز  : نعم لا تقلق ...ثم قال بغضب : اين كنت ..وكيف علمت بما حدث ...
رد عليه مالك بهدوء : ليس مهما كيف علمت..المهم انه بخير..
قطع كلامهم دخول الطبيب ليقول بعملية : لا يوجد داعي لبقائكم هنا من الافضل ان تذهبوا وتأتوا غدا ..
وبعد محاولات عديده اقنعهم بالذهاب....
وصلت لميس الي منزلها وهي سعيدة للغاية ...ربما لانها اجابته بشجاعه او لانه لم يضربها حتي تموت بين يديه !!..
دخلت غرفتها وابدلت ملابسهاا وشغلت اغاني حماقي وظلت ترقص ممسكه بوسادتها وتقفز بسعاده ..
ربما يبدو هذا شئ سخيف لسعادتها تلك ..لكنها تشعر وكأنها ربحت ملايين ...هي منذ لقائهم الاول كانت تجيبه بشجاعه وقوه ولكن كانت خائفه ....لكن هذه المره اخبرته ما تشعر به نحوه وهي غير خائفه منه.. غير مهمته بما سيفعل ..تشعر كأنها ملكت العالم


☆☆☆☆☆☆☆☆☆

حب من كابوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن