الظلام كثيف تأخر القمر في إطلاله منشغلا مع مداعبة أشعة الشمس له غط الناس في نوم عميق وأخرون يمارسون الحب بطريقة جافة ومستعجلة ليلحقوا ركب النيام لأن لديهم مهام ومشاغل كثيرة في الغد, العصافير في حلم العاشرة ليلاً متوسدة غصن شجرة كثيفة الأوراق, منصور متكئاً على مخيلته مراوداً خيال مها المرسوم في وجه الظلام الحالك, وفي لحظة إندماج ومداعبة وإنسجام هم بأن يصارحها بحبه علنا ويكسر حاجز الصمت ويخبرها بأنه سيقم حفل الحب معها شهراً في كل ليلة وقبل أن يحرك ساكنا ليمسك بها او ينطق حرفا ليخبرها هرب الخيال من إطار قلبه المغلف بالورود في لحظة إلتفاته المفاجئ لنهيق حمار والده المربوط خلف خلوته٫ هربت دون ان تودعه بمجرد ما أنشغل عنها٫ هجد الفتى على خطة تقربه من محبوته.
في الصباح حدثه صديقه ناصر بأن إهداءها سلسلاً يتجسد في نهايته قلباً سيقودها للكثير من المسائلات الأسرية و التشكيك في إعتدالها وميلها عن طريق الأمهات والحبوبات وسيؤدي ذلك للتعجيل بحبسها وإقعادها في البيت الى أن يجود إحد أبناء عمومتها بإسدال ستار حرمانها و إشباع حاجتها الحيوانية, وأحياناً يرافق ذلك القتل للحاجة الإنسانية المتجسدة في الروح الذي حبكت روحها وتقاسمت أحداثها وشعورها وهذا أمر يرفضه منصور جملةً وتفصيلاً, لكن ناصر لم يترك صديقة في ذلك المأزق غارقاً في بحور اليأس نادماً على الإفراط في الفرح الذي قتل عمداً بسكين مسمومة غرزها في صدره أعز أصدقائه٫ (فقال له : لكن ... هنالك طريقة رغم كل ذلك) لدي ناصر طريقة أعادت الربيع في قلب صاحبة الممزق فمجرد ما أخبره بخطته البديلة ذهل مستنشقاً الصعداء ونسجت العصافير عشها مستبشرة بغيم السعد الذي خيم في سماء اتلفتى, وحلقت حوله الفراشات, فأحتضن بعضهم البعض وأدخل منصور السلسل في جيبه ثم دخلا المدرسة على صوت جرس حصة النظافة.
غيمة رهيفة من جهة الشرق تكسو أشعة الشمس الصباحة و تمنعها من مداعبة الأغصان الندية٫ كان كل شئ محتفظاً بنضاره: الصباح٫ الحشائش٫ الشجر٫ الناس٫ و الطلاب كانوا في حيوية ونشاط يغطون في هدوء مفروض عليهم من قبل ألفة الفصل المعين من قبل مدير المدرسة لفرض الهدوء والسيطرة على الشغب٫ ذهب الألفة لمكتب الأساتذة ليستعلم عن تخلف الأستاذ عن موعده ليجده مشغولاً ببعض ترتيبات الإمتحانات٫ عاد ليستخدم السياسة البديلة -في حال تغيب الأستاذ لأي سبب من الأسباب على الطلاب أن يفتحون كتبهم ويراجعون دروسهم ليكسبون زمنهم أو أن يتكئوا على أدراجهم يتلون وردهم من الذكريات- كان منصور متردداً رغم بساطة المهمة لا أظن أن هنالك لحظة أنسب من الآن لتنفيذ مهمته لكنه لا يقوى على التحديق في عينيها فكيف له بالأصعب٫ ضيع فرصتة اليوم بحجة أنه يريد التدريب أكثر ليجيد دوره بإحترافيه عند الوقوف في خشبة مسرح المقامرة أمام جمهور المشاعر٫ أنه الإسبوع الثاني وناصر يلح وقلب منصور يرجع٫ ناصر يلح وقلب منصور متردداً من أن يصيب بسهمه ملكه ويخسر المعركة٫ ناصر يلح وصاحبه يخشى فقدان صاحبته٫ ناصر يلح و منصور فكر ملياً٫ ناصر يلح وقلب منصور آمن بالفكرة وتلفح بدروع صلدة وحصن متين عساه يكتسب بعض الشجاعة والصمود. الكنبة الثالثة من الصف الأول تجلس أربع فتيات الفتاة الرابعة التي تجلس بالقرب من الجدار هي <مها> تجلس مائلة على يمينها نحو منصور -الذي يجلس في الكنبة الثالثة من الصف الثاني بالقرب من الممر الفاصل بين الأولاد والبنات- متسائلة عما يدور في باله بإطلاقه جملة: (اليوم لدي شئ مهم لأريك إياه) دون أي مناسبة ولم يكن يتكم مع أحد٫ و تحت وطئة القانون الصارم المانع للتحدث دون إذن يبقى أن الأمر مهم و ظنت أنه يعنيها فهو لن يلقي بنفسه في قائمة المزعجيين إن لم يكن الأمر ذو إرتباط وثيق بها٫ لأنها الوحيدة التي إن أراد جزب إنتباهها لن يأخذ إذن التحدث٫ فقط يقدم جسمه كبش فداء لنيل عقوبه التحدث٫ الأمر مألوف لديها وهي تنتظر ذلك الشئ المهم على جمرٍ من الترقب يلهب قلبها تريد إطفاءه.
.......... يتبع ( واصل الجذء البعده و ماتنسي دوس على النجمة وعلق 😍🤗) ورح
أنت تقرأ
أنت مائي و إنتمائي
Romanceالرواية من وحي خيال الكاتب و كذلك الشخصيات. بقلم: محمد علي محمد مضوي. في قرية من قرى السودان النائية عن العاصمة كان هنالك شاب إسمه منصور وبنت إسمها مها, لا يقربا بعض إلا من ثلات طرق: عائلة منصور وعائلة مها ينتمون لنفس القبيلة, وكل العائلتين تظل...