شروق وغروب(1)

3.8K 58 10
                                    

لنبدأ الآن.. أسمى غافر..
طريق طويل اقطعه كل اسبوع للسفر بالقطار الى القاهرة فى مسافة تستغرق على الاقل ساعتان ونصف اجلسهما كل اسبوع على مضض وانا العن تلك المهنه لكن ما باليد حيلة..

اليوم مر بائع الجرائد والقى جريدة قديمة على قدماى.. وانصرف غالبا سيفعل نفس الشىء مع جميع الركاب قبل ان يعود ليجمع الجرائد مرة اخرى عسى ان يشترى منه احدهم واحدة..

تابعته بعيناى فاكتشفت ان احدا لم يشترى منه جريدة واحدة.. هذا الرجل سيعود بلا مال لابناءه اليوم وهو مادفعنى لشراء هذه الجريدة التى ألقاها على قدماى حتى يجد الرجال قوت يومه..

منحته المال فشكرنى وانصرف ففتحت الجريدة القديمة وقلبت بين صفحاتها فلم اجد شىء يجذبنى للقراءة وهى مع العلم موهبة لم يمنحنى الله - عزوجل-اياها يوما فالقيت بالجريدة جانبى لاكتشف ان الصفحة الاخيرة تحمل بريد القراء..

صورة انيقة مرسومة غالبا بالوان زيتيه لفتاة تبكى وخلفها امرأة ورجل ينظران عليها مع عبارة "ومازال هناك أمل" اعلم انه ليس بالعنوان الجذاب لكنى احب الرسم منذ الصغر وجذبتنى اللوحة كثيرا لاقرأ المقال الذى تحكى فيه سيدة تقول ان عمرها الان خمسة و ثلاثون عاما..

وتحكى الاتى..

******

"للاسف الاشعة والتحاليل تأكد ان الموضوع صعب .. انا اسف وعارف ان كلامى مؤلم لكنى مضطر انى اصارحك بالحقيقة"

قالها الدكتور عماد فاظلمت الدنيا امام وجهى فجأة ولم أسمع منه كلمة واحدة فسحبت الاشعة والتحاليل وانصرفت وكلماته تتردد فى رأسى والخوف يغزو كل قطعة فى جسدى..

لكنى قررت ان اتماسك كما افعل دائما وعدت للبيت محاولة ان اظهر بمظهر العادية التى لا ينشغل بالها بشىء.. لكن هيهات لقد اكتشف زوجى (علاء) الامر من اول نظرة.. وللعلم علاء هو حب عمرى عشقته منذ رأيته اول مرة يقف فى شباك غرفته الذى صادف انه يقع امام شرفت منزلنا فى ذلك الحى الشعبى..

تربينا معا.. كبرنا معا.. دخلنا نفس الجامعه حتى نكون معا.. تخرجنا وتزوجنا ليتوج ذلك الحب الذى جمعنا منذ يومنا الاول.. لكن لا يوجد سعادة دائمة..

بعد انجاب طفلنا الاول(حمزة) اكتشف الاطباء انى اعانى من ذلك المرض الخطير (السرطان) واليوم فقط تمدد ذلك المرض ليغزو اجزاء جسدى .. هذا ما قاله دكتور عماد لكن (علاء) يعرفنى منذ النظرة الاولى ويعرف انى اخبىء شيئا ما..

بعد ضغط كبير منه اضطررت ان اخبره بكل شىء فظل مذهولا خاصة انى ذهبت الى الدكتور قبل الموعد حتى لا يصر على المجىء معى..

اليوم فقط تبدلت سعادتنا حزنا وصارت الايام كلها تشبه بعضها بعضا.. وصرت انت ضعيفة هزيلة بعد ان رفضت تناول اى علاج ..

صرت لا افكر فى شىء الا (علاء) و(حمزة) ذلك الطفل الذى لاذنب له سوى ان امه تحمل بين اضلعها مرض لايرحم ويكاد يفتك بها فى كل لحظة..حتى جاء ذلك اليوم..

الذى بدأت أفكر فيه فى حل وحيد..

شئت او ابيت انا راحلة عن هذا العالم قريبا..

والحل الوحيد ان اختار زوجة (لعلاء)..

تحافظ عليه وترعى(حمزة)..

وتكون اهل ثقة.. لكن اين اجد زوجة لزوجى بهذه المواصفات ومن ستوافق على هذا الوضع وان تكون زوجة ثانية حتى يحين أجلى..

وانتابتنى الحيرة..

حتى جاء ذلك اليوم..

ماذا حدث؟؟ حسنا سأحكى لك كل شىء فلا تكن عجولا..

******يتبع

شروق وغروب (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن