شروق وغروب(10)

988 34 0
                                    

بعض اللحظات يتوقف عندها الزمن.. 

دقيقة واحدة.. 

دقيقة واحدة قد تكون هى الفاصل بين الحياة والموت.. 

لكن ابنى لم يكن يمتلك هذه الدقيقة.. 

(عزيز) أمر رجاله ان يقتلوه اذا مرت الدقائق العشرة ولم يخرج.. 

وها هى الدقائق العشرة قد مرت.. 

(علاء) ترك الجميع وجرى فى محاولة للحاق (بحمزة) كالمجنون.. 

اكاد اقسم ان دقات قلبه سمعها كل من حوله.. 

قلبه كاد يتوقف مع كل ثانية تمر.. 

تملكه خوف رهيب لم يتملكه من قبل.. 

نزل السلالم كالمصعوق.. 

قفز الدرجات وتمنى لو يستطيع ايقاف الزمن.. 

وعندما رأى السيارة من بعيد دب فى قلبه الأمل.. 

وأسرع الخطى أكثر وأكثر.. 

حتى اصبح الفاصل بينه وبين السيارة لايزيد عن ربع متر.. 

تعداهما فى قفزة واحدى.. 

ولمحت أمل تلتمع فى عينيه.. 

وكان فى انتطاره مفاجأة.. 

غيرت كل الموازين.. 

فالسيارة فارغة.. 

لايوجد أحد.. 

لا (حمزة) ولا رجال (عزيز).. 

فقط دماء تغطى اجزاء من السيارة وتكون بركة اسفلها.. 

ووقف علاء مصدوما.. 

وفى خياله تكونت الصورة.. 

لقد تأخر.. ورجال (عزيز) لم يرحموا (حمزة).. قتلوه بدم بارد.. 

ولابد انهم ادركوا ماحدث.. 

لذلك هربوا بجثته لابعاد الشبهات عنهم.. 

وانهار (علاء).. 

سقط على ركبتيه ودموع الهزيمة تتساقط من عينيه صامته.. 

لم يستطع حماية ابنه الوحيد من ذلك الذئب.. 

لم يستطع ان ينقذه.. 

ليتهم قتلوه وتركوا (حمزة) ليعيش.. 

لعن الظروف التى وضعته فى هذه الدوامة.. 

لعن اكل لحظة وكل ثانية مرت عليه.. 

لعن المرض ولعن الخوف ولعن الطمع الذى دفع (عزيز) لقتل طفل صغير.. 

مد يده يتحسس تلك الدماء على السيارة ودموعه تنهمر كأمطار فى ليلة عاصفة.. 

فجأة انتبه لتلك اليد التى وضعت على كتفه فألتفت الى صاحبها فتبينه.. 

الرائد(عزت).. 

وجد نفسه يصرخ دون ان يشعر.. 

"لقد قتلوه.. قتلوه.. اقسم ان اقطعهم بيدى.. قتلوه الكلاب" 

قالها وعيناه تكاد تشع نارا وقلبه بكاد ينفجر.. 

ثم عاد يصرخ:

-لماذا.. انه طفل.. ليس له ذنب.. لماذا.. 

رفعه (عزت) عن الارض واحتضنه هامسا:

-ارجوك تماسك.. ارجوك.. 

لكن (علاء) كان يزداد انهيارا وهو ينظر لبركة الدماء تحت السيارة.. 

فجذبه (عزت) بعيدا قائلا:

-ارجوك تماسك وتعالى معى.. ارجوك..

اتجه معه الى المستشفى منهارا.. 

فأتجه به الى غرفتى وبمجرد ان فتح الغرفة كان فى انتظاره مفاجأة.. 

"حمزة" 

صرخ بها (علاء) الذى فوجىء بوجود (حمزة) بين احضانى فإختطفه وظل يُقبله وهو يبكى.. 

حتى ان (حمزة) ظل يبكى هو الاخر بين احضانه.. 

ومن خلف دموعى ابتسم قلبى وتنهدت (شروق) باطمئنان لاول مرة.. 

"لقد كان يوما صعبا.." 

قالها الرائد (عزت) مبتسما.. ثم أكمل:

-حمدا لله على سلامة (حمزة).. لقد أنقذناه قبل أن نأتى لاعتقال (عزت) ورجاله هنا.. لكن أحد رجاله فى السيارة كان مسلحا قاوم رجالنا فأطلقنا النار على يده الممسكة بالسلاح واصبناه والدماء على السيارة دمائه لقد نزف قليلا لكنه سينجو..

ابتسم له (علاء) لاول مرة وهو يتحسس (حمزة) ويسأله:

-هل انت بخير.. هل تشعر بتعب.. هلفعلوا بك شيئا.. اخبرنى كل شىء.. 

ابتسمت وانا ارى (حمزة) ينفى كل شىء.. حتى تنهد (علاء) بارتياح.. 

ثم قام شاكرا الرائد(عزت) الذى ابتسم له مطمئنا ونظر لنا مبتسما قائلا:

-سأترككم الآن.. واعود غدا لاستكمال المحضر.. 

استوقفته وانا انظر لشروق قبل أن أسأله:

-أريد أن أعرف من الذى أبلغ الشرطة بخطف إبنى؟؟!! .. والآن؟؟ 

*****يتبع

شروق وغروب (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن