اما الرائد(عزت) ابتسم ونظر لنا قائلا:
-سأترككم الآن.. واعود غدا لاستكمال المحضر..
استوقفته وانا انظر لشروق قبل أن أسأله:
-أريد أن أعرف من الذى أبلغ الشرطة بخطف إبنى؟؟!! .. والآن؟؟
ثم احتضنت (حمزة) بقوة قائلة:
-أريد أن أعرف كل شىء من فضلك؟؟
نظر لهم (عزت) فى حيرة قبل ان يقول:
-الأمر بسيط.. كل شىء بدأ عندما خطف أحد رجال (عزيز) ابنكم (حمزة) وقتها خرج (علاء) باحثا عنه كالمجنون وفى الطريق اصطدم بالدكتور (عبدالعظيم) الذى سأله عن الامر خشية ان يكون اصابك أى مضاعفات..وقتها أخبره (علاء) أن الطفل إختفى..
ثم تنهد مكملا:
-فى هذا الوقت كان الدكتور متوجها الى غرفة رقم 306 حيث يعالج السيد (مصطفى الهوارى) أبى. وهو عقيد سابق فى الجيش.. وقتها كنت انا فى زيارة خاصة له فسألت الدكتور عن سر تلك الاصوات فى الخارج فأخبرنى أن طفلا اختفى من المستشفى..
ثم نظر ل(علاء) قائلا:
-وقتها توجهت الى امن المستشفى وافرغت الكاميرات ووجدت صورة واضحة للشخص الذى اختطف الطفل وأرسلت الصورة لاحد زملائى فى الادارة فتحرى عنه وبعد ساعة كنت املك كمية معلومات لابأس بها وقد اخبرنى الدكتور (عبدالعظيم) أنه سمع حديث بين (علاء) و(شروق) عن عمها ومساومته لها اثناء وقوعك فى غيبوبة واستدرج علاء للخارج حيث غاب لمدة ساعة كاملة اخبرته بم لدى من معلومات حول الحادثة ليثق فى جديتنا للامر..
تدخل (علاء) قائلا:
-اخبرت الرائد (عزت) بكل المعلومات التى عرفتها واتفقنا عدم اخبار اى منكما بالامر حتى تكون تصرفاتكم عفوية...واعطانى الرائد (عزت) كاميرا صغيرة طلب منى اخفائها فى الغرفة بشكل يكشف اغلب اجزائها ليتابعوا مايحدث لحظة بلحظة اذا جد جديد خاصة انهم اكتشفوا ان شخصا ما يراقبنا طوال الوقت ليتأكد اننا لم نخبر الشرطة بأى شىء..
عاد (عزت) يقول:
-كنا نتابعكم لحظة بلحظة حيث تنكرت فى زى دكتور.. وامتنعنا عن التدخل حتى لايصاب الطفل بمكروه وتابعنا حجيثكم بالكامل حتى اشار احد رجال (عزيز) للخارج فبدأنا البحث عن الطفل فى الاتجاه الذى اشار فيه.. وكما لاحظتم اغلب رجالنا كانوا فى ملابس مدنية حتى لايثيروا شكوك من حولهم واكتشفنا ان الطفل فى السيارة واشتبك رجالنا مع الخاطفين وحررنا الطفل ثم طلبت من الدكتور (عبدالعظيم) ان ندخل الغرفة للتأكد من بعض الامور قبل الهجوم فتنكرت فى زى طبيب ودخلت للتأكد من انهم لم يلاحظوا شيئا عن تحرير الطفل واصررت ان اطيل المقابلة بعض الشئ.. ثم خرجت واعددت الرجال لمهاجمتهم..
نظرت الى (شروق) بخجل.. لقد ظننت انها هى من ابلغ الشرطة ولم تهتم بحياة ابنى لتنقذ ثروتها من ابيها.. ولكن الحقيقة انها تنازلت عن كل شىء من أجل(حمزة) ولم تهتم لاموالها وثروتها بل ضحت بالكثير..
اعتقد انى أسأت لها فى اليومين السابقين كثيرا لذلك اعتذرت منها ونظرت ل(علاء) بفخر..
لقد تحمل الكثير خلال اليومين السابقين.. تحمل أكثر مما قد يتحمل بشر..
حسنا لقد جاء وقت الرحيل.. انصرف (علاء) و (شروق) ومعهم (حمزة) بعد ان أكد الرائد(عزت) ان تنازل (شروق) عن ثروة ابيها ليس قانونيا لانه تم تحت تهديد وهذا مسجل مم يعنى انها ستستعيد كل ثروتها..
فى تلك الليلة فقط استطعت النوم باطمئنان بعد ان تناولت كل الادوية التى احتاجها واطمئننت على ابنى (حمزة) لكن فجأة استيقظت فى منتصف الليل مفزوعة.. تناولت شربة ماء وجلست قليلا على السرير اتذكر ماحدث وسؤال واحد جعل النوم يطير من عيناى..
هل تنازلت (شروق) عن كل ثروتها لاستعادة (حمزة) ام لتكسب قلب (علاء) بعد ما قاله عن عدم حبه لها..
لكن سرعان ما نفضت تلك الافكار عنى وحاولت النوم مرة اخرى..
وفى الايام التالية كان من الواضح جدا ان (علاء) صار ينظر ل(شروق) نظرة مختلفة لم افهم معناها..
ربما اعجاب وربما امتنان لما فعلته..
لكن الايام ستوضح كل شىء..
وبالفعل مر شهر على تلك الحادثة حتى جاء ذلك اليوم الذى زارنى فيه دكتور(عبد العظيم) فى وجود (علاء) و(شروق) قائلا:
-مبروك.. اخر تحليل تم اجراءه اثبت نجاح العلاج بنسبة 85٪..وهذا يعنى انها تستطيع الان الخروج من المشفى على ان تعود كل اسبوع لمرة واحدة فقط للمتابعة وانا اظن ان الشفاء العاجل سيتحقق خلال شهرين على الاكثر..
وكانت هذه مفاجأة..
للجميع..
لكن السؤال الذى طرح نفسه الان بقوة..
كيف ستكون الحياة فى منزل يجمع رجل بأمرأتان وطفل صغير وجنين لم يرى النور بعد..
واظن ان هذا السؤال كان يتردد فى عقولنا جميعا..
وبلا استثناء..
******يتبع
أنت تقرأ
شروق وغروب (أ. حسام أبوحطب)
Romanceعندما اصيبت بالسرطان ووجدت ان الوضع اخطر مما تتخيل قررت ان تجد حلا يحفظ زوجها وابنها من بعدها فلم تجد الا حل وحيد وهو ان تبحث لزوجها عن زوجة تحفظه وتربى ابنها فهل ستجدها واذا وجدتها كيف ستصير الامور بعد ذلك؟؟!! .. مع العلم ان الرياح قد لاتسير كما تش...