شروق وغروب(4)

1.2K 37 10
                                    

اشهر من العلاج لم يتركنى (علاء) ولم تتركنى (شروق)..

(شروق) التى انتفخت بطنها قليلا بشكل لم يلفت انتباه احد سواى..

نعم انها حامل بالتأكيد..

فجأة وجدتنى انظر لحمزة..

وتملكنى الخوف

وهوى قلبى بين قدماى..

بكيت ذلك اليوم كما لم ابكى ابدا فى حياتى حتى ان الاطباء حذرونى من سؤ حالتى النفسية وتأثيره على العلاج خاصة بعد ان تقدمنا كثيرا فى العلاج المبدأى وتوقف المرض عن الانتشار..

لكن احدهم لم يكن يشعر بم اشعر به.. حتى امى التى كانت تتصل بى دائما من دبى حيث يعمل والدى منذ ميلادى .. لم اكن لاخبرها شىء عن مرضى او ما فعلته بل حاولت الا تشعر بشىء طوال فترة علاجى ولكنى كتبت جوابا بكل ماحدث حتى اذا رحلت للابد تقبل اهلى ماحدث ولم يظلموا علاء ابدا وليعلموا انى فعلت كل هذا لاجل (علاء)و(حمزة) لكنى عدت اتذكر (حمزة) وتملكنى الخوف..

ماذا لو احبت (شروق) ابنها اكثر من ابنى؟؟!! ..

فى اليوم التالى عرفت (شروق) بسؤ حالتى الصحية وظلت الى جوارى بل وقررت المبيت معى هذه الليلة فإستغللت سكون الليل لاصارحها بم اشعر به من خوف على (حمزة)

عرفت منها انى وضعتها و (علاء) فى موقف صعب جدا وانهما قررا منذ اليوم الاول ان يكون زواجهما على الورق فقط واستمر الوضع كذلك حتى اليوم الذى وعدنى فيه علاء ان يمنحها حقوقها كاملة كأى زوجة خوفا على ابنى (حمزة)..

عاد يومها ضعيفا مهزوما لدرجة لم تتخيلها مادفعها ان تكون الى جواره وكان هذا اليوم هو بداية حياتهم معا..

وعلى الرغم من ذلك كانت ترى حبى انا فى عينيه فى كل لحظة رغم انه زوج مثالى فى معاملته المهذبة معها وانها وجدت فيه صفات الرجولة التى افتقدتها منذ وفاة ابيها

اكثر ما اراحنى فى كلامها انها قالت انه يفتقدنى كثيرا رغم جهدها الذى تبذله حتى لا يشعر بأى نقص فى بيته ولكن عزائها الوحيد انه يحنو عليها كثيرا ويشكرها كثيرا كلما وجدها تقف الى جوارى فى محنتى او تلاعب (حمزة) وانه فوجىء بحملها خاصة وانه لم يكن اقترب منها الا هذه المرة فقط.. وهى ايضا لم تكن تتخيل ان يحدث هذا ابدا..

اخذت عليها عهدا ان تعامل (علاء) بكل الحب الذى لم استطع منحه اياه فى فترة حياتى القصيرة وان تعامل (حمزة) كما ستعامل ابنها فى المستقبل.. على الرغم من ان حبها لحمزة واضح لا يحتاج لوعد..

مرت الاشهر ثقيلة جدا والوضع ثابت مع كلام كثير للاطباء حول تحسن حالتى الصحية بشكل تدريجى وكنت اعلم تمام العلم انها اكاذيب اطباء لرفع الروح المعنوية للمريض المقبل على موت محقق..

حتى جاء ذلك اليوم الذى حدث فيه مالم يكن فى الحسبان..

فلم يأتى لزيارتى أحد..

لاعلاء..

ولا شروق..

وهنا كان لابد ان أفهم اجابة السؤال الوحيد الذى يتردد فى عقلى الآن..

هل جاء اليوم الذى ينسانى فيه الجميع بهذه السرعة؟؟

*******يتبع

شروق وغروب (أ. حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن