كل شىء حدث فى جزء من الثانية..
السيارة انحرفت بسرعة رهيبة تجاه (علاء) و(شروق) واطاحت بهما على جانب الطريق وهرب السائق بعدها تغير كل شىء الى الابد..
(شروق) خضعت لجراحة عميقة فى محاولة لانقاذها وتعرضت لولادة مبكرة ووضعوا طفلها فى حضانة الاطفال لما لا يقل عن شهر كامل أما (شروق) نفسها وقعت فى غيبوبة منذ الحادثة..
كثير من الاجهزة الواصلة بجسدها تؤكد انها على قيد الحياة لكن لا أثر لذلك أبداً.. وقلبى يتقطع كلما رأيتها فى هذه الحالة فقد كانت تنتطر رؤية طفلها الاول.. اسفة طفلتها الاولى بفارغ الصبر..
(علاء) أطاحت به السيارة لثلاثة امتار على الاقل قبل ان يسقط على الارض بلاحركة تقريبا ومنذ اللحظات الاولى والاطباء يسعون لوقف نزيف داخلى فاخضعوه لجراحه دقيقة استمر بعدها فى غرفة العناية المركزة لاسبوعان قبل ان يبدأ فى التعافى البطىء..
بمجرد ان فتح عيناه ووجدنى ابكى حاول ان يضمنى ويضم حمزة لكن عظامه المكسورة لم تسمح له بذلك ابدا وبصوت واهن سألنى:
-كيف هى (شروق).. والطفل؟؟
اغرورقت عيناى دمعا وانا انظر له لم اعرف كيف ارد عليه وبماذا اخبره لكنى اضطررت فى النهاية ان اجاوبه حتى لايزيد الامر سوء:
-الطفلة بخير.. هى فى الحضانة حتى يكتمل نموها لكن الاطباء يطمنونى يوميا..
ابتسم من خلف كدمات غطت وجهه قائلا:
-رزقت بطفلة.. الحمد لله.. لكن ماذا عن (شروق)؟؟
انهالت دموعى وانا اجيبه:
-(شروق) بين الحياة والموت.. انها لاتستجيب للعلاج ولا تستفيق منذ الحادثة ولا اعرف ماذا افعل..
لمحت عيناه وقد اغرورقت دمعا لكنى اعرفه جيدا لن ارى دموعه ابدا لكنه تمهل قليلا قائلا:
-اريد ان اراها.. لن ابقى هنا لحظة واحدة دون ان اراها..
قالها وهو يحاول نزع اسلاك الاجهزة الموصلة بجسده فصرخت الاجهزة بشدة مادفع الاطباء للاسراع للغرفة مانعينه من القيام من مكانه حتى لا تتدهور صحته لكنه كان فى حالة هياج تام وهو يصرخ:
-اقسم ان اقتله لو اصابها مكروه.. اقسم ان اقتله بيدى..
وامام هياجه المتواصل اضطر الاطباء لحقنه بمادة منومة ليهدء قليلا..
مرت الايام التالية صعبة جدا كنت ابقى فى المستشفى لايام طوال.. ابكى طوال الوقت وانا اتنقل وحيدة بين غرفتى (علاء) و(شروق).. لا اعرف مصيرى وليس لى احد سوى حمزة الصغير..
وقفت خلف الزجاج اتطلع لصديقة عمرى التى تتنفس بصعوبة عبر الاجهزة وخراطيم وانهالت دموعى وانا اتذكر كل لحظة مرت بنا.. كل شىء قدمته لى وكيف وافقت على طلبى العجيب بان تتزوج زوجى لتحميه وتحمى عائلتى.. تذكرت حلمها وقطعه الفضة التى اهديتها اياها فى الحلم ووجدتنى اقول لها:
-ربما اهديتك قطعت فضة فى الحلم يا (شروق) لكنك كنت هدية من ذهب صدقينى.. ارجوكى يجب ان تعودى اعلم انه كان من الصعب ان نعيش زوجتان لرجل واحد تحت سقف واحد لكنى لا اتخيل الحياة بدونك.. انتى اختى وحبيبتى وصديقتى وكل شىء.. ارجوكى لا تتخلى عن تلك المسكينه اتعرفين ان طفلتك تشبهك.. انها جميلة ورقيقة مثلك تماما..
بكيت وبكيت حتى شعرت بتلك اليد على كتفى رفعت رأسى فوجدته (علاء) لم استطع الكلام لكنى انهرت بين زراعيه فاحتضننى بيده الحرة وابعد يده المكسورة عنى حتى لا يتأذى سامحا لى ان ابكى وابكى بين زراعيه..
فجأة ارتفع صوت احد الممرضات:
-الحالة تستفيق.. انها تستفيق..
اسرعنا اليها لكن الاطباء منعونا من الدخول فوقفنا ننظر لها عبر زجاج الغرفةولكن تجمع الاطباء حولها جعل رؤيتها امرا مستحيلا.. ولكن لم تمر دقائق حتى خرج احد الاطباء طالبا من (علاء) الدخول بناء على طلبها فدخل وغاب قليلا قبل ان يدعونى للدخول فوجدتها واهنه ضعيفة تتكلم بصعوبة بمجرد ان وجدتنى امسكت يدى واعتصرتها قائلة:
-ابنتى امانه بين يديكى لن اجد احد يحفظها مثلك..
ثم نظرت (لعلاء) واستكملت قائلة:
-(علاء) يحبك جدا.. صدقينى انه بالفعل قطعة فضة.. هل تتذكرين امنيتى
وتنفست بصعوبة ثم اكملت:
-لقد نزعت الغل والحقد فى انتظار الجنة واتمنى ان يجمعنا الله سويا فيها..
انهمرت دموعى وانا امسك يدها بشدة قائلة:
-لاتقلقى ابنتك بخير ستخرجين من هنا كما خرجت من ازمتى بكرم الله.. وسنربى الطفلة معا..كأختين صدقينى..
ابتسمت متعبة فامرنا الطبيب بالخروج وماكدت اصل الى باب الغرفة حتى انطلق ازيز جهاز النبض فالتفت لاجد خط الحياة المتعرج تحول الى خطا مستقيما مرتسما على الجهاز والاطباء يهرعون اليها باجهزة الصدمات الكهربائية وسط زهولى ودموع (علاء) التى رأيتها لاول مرة فى حياتى وهو يحتضنى وانا انظر بانهيار لجهاز النبض الذى يأبى الا ان يرسم خطا مستقيما..
وعلى الفور شحن الطبيب جهاز الصدمات الكهربائية وضرب به صدرها فانتفض جسدها الراقد..
وسرت موجات الكهرباء فى طول جسدها وعرضه..
وانتفصت مرة بعد مرة..
لكن دون اثر يذكر فجهاز النبض كما هو..
مازال يصرخ..
ومازالت شاشته تعرض خط الحياة مستقيما..
عاد الطبيب يشحن الجهاز مرة اخرى..
واطلق الصدمة الكهربائية فى جسد (شروق) الراقد أمامه..
وانتفص الجسد ثانيتا..
وانتفض..
ونظرنا جميعا الى جهاز النبض..
وكان فى انتظارنا..
مفاجأة..
*****يتبع
أنت تقرأ
شروق وغروب (أ. حسام أبوحطب)
Romanceعندما اصيبت بالسرطان ووجدت ان الوضع اخطر مما تتخيل قررت ان تجد حلا يحفظ زوجها وابنها من بعدها فلم تجد الا حل وحيد وهو ان تبحث لزوجها عن زوجة تحفظه وتربى ابنها فهل ستجدها واذا وجدتها كيف ستصير الامور بعد ذلك؟؟!! .. مع العلم ان الرياح قد لاتسير كما تش...