الفصل الثاني

5K 192 5
                                    

الفصل الثانى
"لقد قررت "
*ليرجع بذاكرته ثلاثة وعشرون عاماً للوراء ، عندما كان يهجر وينفصل عن "آنا صوفيا " ، تلك الفتاة الانجليزية التى تمسكت بيه ووقعت فى عشقه حتى الثمالة ولم تنتهى  حتى ختم بالزواج
لو أخبر أحدهم أنه انفصل  بأرادته عن الحورية الأنجليزية كما لقبت عندئذ  لوصفه بالجنون
*نعم يقسم بداخله أنه عشقها  ولكنه خاف من هذا العشق أن يدمره ويدمرها معه ، كان خاطب أبنه خاله قبل سفره لأنجلترا وهو يعشها هى الأخرى  لكل واحدة منهم نكهه خاصه بها
(نسمة ) أبنه خاله طيبة ، حنون ، مثال للأخلاص والجد تمتلك ملامح الشرقية الجذابة الدافئة

اما(آنا صوفيا ) فتاة مرحة ، رومانسية الى أقصى حد  ، رقيقة ، عطوفة ، مثال للأنسانية الرقيق بملامح الاجنبية حيث الشعر الأشقر الناعم والعيون الزرقاء والجسد المثالى  كانت كأية جمال تسير على الأرض

ليتذكر بكائها بعد أخبره بأنه وجب أن ينفصلا فوراً
آنا  ببكاء وألم= أرجوك غافر لا تتركنى ، لقد تركت عالمى كله لأجلك ،أنا أحبك
غافر هو يحاول التماسك أمام دموعها الرقيقه= نحن مختلفون صوفيا ،أنا وأنت كل واحد منا من عالم يختلف عن الأخر ، أنا أحب ابنه خالى (نسمة ) وسأعود الى مصر لنتزوج ، لن أعود مرة أخرى  ،هناك انقلاب فى العائلة ووجب عليا العودة لامسك زمام الأمور مع والدى
أنسينى صوفيا وعودى الى حياتك ، لقد أخبرتك منذ البداية أن قصتنا لن تنجح  ،أنا رجل شرقى مسلم يتمنى أن تكون زوجته وأم اولاد أمرأة مسلمة متدينة محافظة تربى أولاده على الدين الاسلامى 
لتسرع آنا = سأعلن أسلامى ، وأكون مسلمة كما تريد وسأفعل كل ما تريده  لكن لا تتركنى لا اريد الطلاق
ليتنهد غافر بأس لتمسكها الشديد به = الأمور ليست بهذه السهولة "صوفيا " الاسلام والقناعة للاسلام ليست مجرد كلمات تنطقيها أو تلتزمى بها لمجرد الاسلام، أنها تكمن بالروح الغاية فى معرفة الاله والذات للخالق
=أسف"آنا " دروبنا مختلفة ولكل منا طريق يسلكه

-اه تنهيد بألم وهو يعود من شريط ذكرياته المرير ،كم تألم لفراقها ،كم حاول أن يتوه فى دوامة الحياة دون أن يلوح طيفها على الافق فى عقله وقلبه
غافر لنفسه = سأعوض  أبنتنا عما  ارتكبته بذنبك صوفيا ، أعدك
******************
*كانت تجلس أمام التلفاز تتابع أحد البرامج الأخبارية لكنها لم تنتبه الى أى شئ تنطقه تلك المذيعة الاجنبية ،كان هناك صراع يدور داخل عقلها
*اخبارها المحامى المدعو "شاكر " أن التحاليل أثبت بالفعل أنها ابنه غافر شداد ، الذى يطلب منها الذهاب الى مصر لمقابلته نظراً لسوء حالته الصحية وعدم استطاعته وتحمله عبء السفر
*هى بالفعل تريد مقابلته معرفة ملامح الرجل المدعو والدها البيولوجى ،تشعر بتخبط وتذبذب فى قرارتها وأضطراب بمشاعرها لكن!
لقد قررت ستذهب الى مصر !

********
فى خلال أيام قليلة كانت قد رتبت أمورها ، ومستعدة للسفر ، تحزم أمتعتها للمغادرة
*كانت تقف على بداية الشارع وهى تنظر له والى مطعمها اللمحة الأخيرة قبل أن تركب التاكسى الذى أستاجره المحامى "شاكر " حتى يوصلها للمطار
تسترجع بعض لذكريات حياتها التى عاشتها فى هذا المكان ، كم كتب لها هذا المكان سطوراً لمعانى كثيرة عاشتها بحلوها ومرها !
#خلود عبيد

رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن