(الفصل الثامن)
" زفاف بشروط خاصه"
*كانت تقف أمام المرآة وهى ترى نفسها بهذا الفستان السوارية الكريمى البسيط المرصع ببعض اللؤلؤ البراق، تحاول أن تتأمل نفسها كعروس ،لتنظر إلى عينها وترجع ذاكرتها بعض أيام للوراء عندما أخبرت والدها بالموافقه ولكن بشرط أن يكون "مراد "ملازم لها ولا ينفصل عنها لأى سبباً من الأسباب ، فتتذكر كيف كان حال ابيها بعد عودة من عند ذلك الزوج المستقبلى
**
Flash back
كان يجلس على الأريكة ووجه مكفر بضيق وغضب ، وبجانبه السيدة "هاجر " والدة "فاهد" على الكرسى المقابل لها
سلام بتراقب = ما الأمر يا أبى ؟ لم يوافق؟!
غافر بضيق وحزن = لا ،بل بالعكس وافق ، لكنه وضع شرط مقابل شرطك
هاجر باستغراب = وما هو هذا الشرط الذى يعكر صفوك يا أبا سلام؟
غافر وهو يمرر يده على وجه بضيق ، لينظر إلى سلام بحزن وألم = قال أن كانت ابنتى "أم" فلتدخل القصر ك "أم" وليست عروس!
هاجر بأستنكار = ماذا ؟كيف هذا ؟
غافر = لا يريد أن ترتدى فستان أبيض ، ولا تزف كعروس عذراء
لتشهق هاجر بصدمة = الوقح ، كيف له أن يضع مثل الشرط المستفز؟
سلام وقد شعرت بغصة فى قلبها وتألمت ، لكنها تداركت الأمر ولم تبدى تضيقها أو حزنها ، فهو على مايبدو يريد أن ينزع منها حلم كل فتاة بالفستان الأبيض وكأنه هو فارسها المنتظر !!(مستنكرة)
سلام بجدية تامة = موافقة
لتنظر لها هاجر بصدمة = لما تتنازلين عزيزتى ؟ ليس بكِ شئ يعيبك ، أنت أم ولك ظروفك الخاصة ونشئتك المختلفة ، لماذا هو لم يراعى ذلك ؟ أنه أنانى وقاسى ، وانا التى كنت أشفق عليه من زواجه بتلك الحية "عليا أبنه منعم " لكنى أرى انه يستحقها ، وانتى خسارة فيه
سلام بهدوء = أنا لا أهتم بأحد ، كل ما يهمنى أن يعود السلام والأمن للعائلة ، وان يكون لمراد أسرة مستقرة كباقى الأطفال فيكفه ما عاصره من تشتت معى حتى الآن
هاجر بنظرة حب لسلام = كم أنت رائعة يا سلام
لتنظر سلام ل غافر الذى ظهر عليه القلق ما أن ذكر أسم الزوجة الأولى لزوجها المستقبلى
سلام = ما الأمر الآن يا أبى ؟ لما القلق والتوتر الظاهر على وجهك
لتنظر له "هاجر " أيضا وتنتظر رده !
غافر بتنهيد= خَائف عليكى من "عليا " أنها مثل نبات الجرة(نبات مفترس) ، لها جمال المظهر وإغراء ولكن لا تعرفى متى تنقض عليكى
سلام بمرح وابتسامة = يبدو انك لا تعرفنى يا أبى ، تلك التى أمامك عاشت فى شوارع اليونان وتعاملت مع عصابات شوارعها ، ألن تقدر أن تعامل مع مثل تلك المرآة
شعر غافر بالحزن لما عانته أبنته وهى بعيدة عنه
لتقترب منه سلام عندما لاحظت حزن وجلست بالقرب منه وامسكت يده
سلام بصوت عذب هادئ يبث الطمئنينة = لا عليك يا أبى ، فما قد مر قد فات ، المهم الآن ، أطمئن ابنتك من حديد لن يستطيع أحد كسرها ابدأ
ليهدد بيده على رئسها بحنان وابتسامة محبة
سلام بنفسها (لا تعرف يا أبى لقد أصبحت مثل الجلمود لا يتأثر ، خرجت من وسط نيران سابقاً وعبرت محيط فى صندوق معرضه للغرق، عشت وسط ذئاب البشر ونفذ منهم ، كيف لك أن تتصور ما قادمة عليه ؟ لكنى متأكدة أنه أوهن ما قد سلف فى عمرى!!)
لتقطع تفكريها السيدة هاجر ، وهى تردف بمرح وأصرار = هيا لنعد لزفاف أجمل فتيات عائلة شداد ، وأن كان أبن عظيمة لا يريدك أن ترتدى الأبيض فليبقيه له ، سأجعلك ترتدى فتسان يجعل منكِ ملكة على عرش النساء ، والجميع يهتفً بأسمك
ليبتسم "غافر " وتضحك "سلام "
Back
لترى خلفها السيدة "هاجر " وهى تنظر لأنعكاسها بالمرآه
هاجر وعينها تدمع بفرح = ما شاء الله ، لقد تفوقتى على حوريات البحر بجمالك يا ابنتى
لتبتسم "سلام " بمودة وخجل
لتقترب منها السيدة "هاجر " وبيدها علبة قطيفه زرقاء ، وتفتحها وتخرج منها عقد ألماسى كان عبارة عن الألئ دائرة صغيرة بيضاء وتوسطها لؤلؤة كبيرة زرقاء
هاجر وهى تتأمل العقد = هذا القعد قد أهدانى له عمك "غانم " رحمه الله يوم زفافنا ، وكنت قد وعدته أن أعطيه لأبنتى (لتنظر الى سلام ) أنتى الآن فى معزة أبنتى التى لم أنجبها
لتعترض سلام = هذا غير ممكن ، أنه يبدو انه غالى عندك ، وله ذكرة مميزة لصاحبها
هاجر بحب = وانتِ سلام فى نفس مكانة الحب لصاحبها ، وأريدك أن تعتبرينى فى مقام والدتك وأنتى ابنتى ,اذا احتاجتى أى شئ بعد ذهابك لمنزل زوجك عودى إلى وسأكون خير عون لك والنصح
لتدمع عين سلام ، فقد حرمت من حضن الأم طول عمرها ، أمها ماتت بعد أنجابها بوم واحد ، ومن أرضعتها وكانت كنفها حتى أصبحت أبنة الثامنة ماتت أمام عينها وهى تنقذها من النيران
لتحضنها بشدة كم هى محتاجة لمثل هذا الحضن
(فى ليلة زفاف الفتاة تحتاج إلى حضن أمها ، وعزوة وسند أبيها
وحصن أخيها يحميها ، ودلال أختها تهننها ) #خلود عبيد
هاجر وتضحك= هيا هيا ، لا أريد أن يفسد هذا الكحل ، أريده أن يسكر عين وقلب "أبن عظيمة " ، فقد سقط فى بحرً شديد الزرق مياهه
لتبتسم وتضحك سلام ، وهى تمرر اصابعها عند جفن عينها ، تضئ عينها الزرقاء المحددة بالكحل الاسود الشديد ، يعطى لها رسمة كأنها لوحة فنية
لتلبس "هاجر " العقد " لسلام وتقبل جبهة رئسها ، وتُمتم بدعاء الحفظ من العين والحسد ، وتدعو لها من قلبها السعادة والهناء
ليدخل عليهم "غافر" ويتأمل أبنته ، يشعر وكأنه أحدهم اليوم سينزع منه أغلى جوهرة يمتلكها ، كانت جميلة جداً فى عينه ويريد لو أنه يخفها عن كل الكون
ليقترب منها غافر وهو يسند على عكازه ويقف أمامها يتأمل تقاسيم وجهها وملامحة الرقيقة المنمقه وبهدوء هامس = هل أنتى جاهزة غاليتى ؟
لتهز رئسها بخجل
غافر بحب = أعرفى أنكِ أغلى ما أملك ، ولكى عمرى له فداكى ، عيشى وارفعى رأسك عالياً فأنت ابنة والدك ، سأكون ملاذك وحصنك مادامت حياً ، وذراعى مفتوح لك دائما ، متى شئتى أرتمى بيه لن يثقل ولا يمل أبداً ، أحفظى هذا الكلام وضعيه ختمً بعقلك ، لديك أب فلا خوف من وحوش عالم كله هو أمانك قبل زوجك وحتى ابنك هل فهمتى ؟
لتحضنه سلام وهى تشعر بالفخر لأمتلكها "أبً" مثله ، وتشعر بالأمان والقوة
"الأب هو مصدر قوة كل بنت فهو حصنها المنيع "# خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...