(الفصل الثانى عشر )
"أطمئن أبى "
**كانت تمر الأيام بنمط متباين ،كانت "سلام " تغزو بسلامها وهدوئها قلب كل من قابلها وتعامل معها ، كانت رقيقة كالنسمة
مشاغبة ومرحة ، كان "مريد " يقف كل الهامش يراقب فقط ، أحياناً يتهاوش معها لأمور عادية مفتعله منه ، كما وقود "عليا " لم ينفك أن يشتعل كل تارة وأخرى
**
فى غرفة السيدة حكمت ، جالسة على فراشها فقد شعرت بتوعك بسيط منذ أيام وهى ملازمة الفراش
حكمت بهدوء = تعالى "عليا "
لتدخل "عليا " ببرود وكبرياء منمق ، وتجلس أمامها بهدوء
حكمت = إلى ماذا تريدى أن تصلى "عليا ؟
عليا بارتفاع حاجبها = لا أعرف عن ماذا تتحدثى جدتى ؟
حكمت =سلام!!
لتدير "عليا " عينهابغضب دفين ثم ببرود مصطنع = لا أفهم ، أنا لا أتعرض لها ابداً
حكمت بدهاء= تلك الألاعيب يمكن تمر على "مريد منكِ ،لكن لا تمر تحت دون أن أشعر بها
عليا بمرواغه = أنا لا ألعب كل ما أريده هو المحافظة على زوجى ، وأظن أنه آمر عادى ، كل أمرآة تحب أن تحافظ على أستقرار حياتها
حكمت = لا أظنك تبحثى عن الأستقرار ، أنتِ تبحثى عن الأنفراد والاستقلالية بنفسك
عليا بلامبالاة= كما تظنى أنت هو شأنك ، أما أمرى من يحكم فيه هو "زوجى "(وهى تشدد عليها ) اذا اخطئت
وقامت بأنفعال واضح ونفور لتغادر ، ليوقفها كلمة
حكمت بحزم=أذا لم تكفى عن حيلك ، سأكون أنا مَنْ يقص أحبال شبكتك
فأزدات شعورها بالغضب والكره تجاه "سلام " وتلك الجدة
******************************
بعد مرور يومين ، وتعافت الجدة فقرروا الجلوس فى الجنينة لتنعم بهواء نقى
*كانوا يجلسون بالجنينة الخاصة بالقصر ، والجميع سعداء ، وهم ينظرون إلى "مراد " الذى كان يلهو بدراجته الجديدة الذى بتاعها له "مريد " عندما أخبره دون قصد أنه يتمنى أن يملك دراجة مثل صديقه (ألفريد) فى اليونان يلعب بها هنا
عظيمة بأبتسامة = لقد أضاف " مراد " البهجة إلى القصر
لترد عليها "عيون " أبنه شقيقها ، التى جاءت بعد أنهائها من دراستها الجامعيه لتقضى وقت مريح بأجازتها =محقه عمتى ، وكأنه أعاد للقصر روحه
لتبتسم "سلام " بخفوت على مدحهم
*لكن هناك من ينظر عليهم بحقد وكره وهو يراقبهم من شرفت القصر المترفه "أنها عليا "
لقد زاد كرهها وبغضاء "لسلام وابنها " فقد أحتلت القصر بقلوب مَنْ فيه ، وأصبحت هى منبوذة على الهامش
عليا بهمس حاقدة = أفرحى قليلاَ ، ففى النهاية مَنْ يضحك كثيراً
*********************
**فى المساء ، قد أعدت "عليا " عشاء رومانسى على ضوء الشموع بجناحها ، لذكرا زواجهم الثانى عشر
كانت ترتدى قميصً من السيتان أسود اللون قصير يكاد يصل الى ركبتها، ومزينة وجهها بمكياج ببراعة ،وتتضع أحمر شفاة فاقع اللون يثير ، مع أنعكاس شعرها الأحمر ، كانت كتلة من الأنوثة الطاغية المثيره برائحتها بعطر أنوثى يزيد من أغرائها دفعه أخرى
عند دخول "مريد " الغرفة أشتم عبقها الخلاب المثير ، لتأسره جسده وعقله كالمعتاد
ليغمض عينه حتى شعر بها تقترب منه ، وتلف بيدها بدلال حول رقبته
عليا بهمس = هل تتذكر ما اليوم ؟
مريد وهو مأسور بها = نعم ، أنه ذكرا زواجنا
شعرت بسعادة طاغية ، ورضاء لكبريائها وأنوثتها ،فكما يبدو أنه لم ينتبه حتى لتلك الصغيرة
لتقبله برقه ،وليحتضنها بشتهاء كبير
لكن يقطع لحظتهم الرومانسية ، صوت الطرق الشديد على الباب
ليبتعد "مريد " ويستيقظ من أسره ، ليرى مَن يطرق
وما أن فتح الباب حتى وجد "سلام " أمامه كانت تبدو مرتبكة وخائفة وعلى وجهها أثر دموع ، كانت كطفلة ضائعة
مريد بقلق من هيئتها ، فكل ما جال فى رأسه أن جدته قد أصابها مكروه
= ماذا هناك ؟
سلام برعشة وخوف وبكاء= أنه مراد حرارته مرتفعة ، لم تفيد معه الكمادات الباردة
لينتقل القلق إلى "مريد " ،فقد شعر كأنه طفله هو المريض ، فقد أسره هذا الطفل بأبتسامته ومرحه الطفولى
ليخرج "مريد " معها وهو يسرع نحو غرفتها الذى يقبع فيها "مراد "
ليجده مسطح على السرير ووجه محمر من أثر السخونة ، وعلى رأسه قطعه قماش ، ليقترب منه ويزيح القماشه ليجد أن حرارته مرتفعه بحق
مريد ل سلام بأنفعال = منذ متى والحرارة مرتفعة؟
سلام بتوتر= ما يقرب ساعة ؟
مريد بغضب = والآن فقط تذكرتى أن تخبرينى
سلام ببكاء وضعف = كنت أظن أنها ستهدء بعد أن أقوم له بالكمادات
مريد بغضب = أنت أمً مهملة ، كيف لم تنتبهى لطفلك جيداً حتى يصاب بأرتفاع حرارة هكذا
سلام ببكاء شديد =أسفة
ليهدء مريد قليلاً ويغادر مسرعاً ،ليحضر "عيون " التى مازال عليها ملامح النوم
لتفحصه "عيون " وبهدوء وعملية ، كطبيبة ماهرة
عيون = يبدو أنه أُصيب بدور أنفلونزا من اللعب طول اليوم فقط ، لاداعى للقلق
سلام ببكاء طفيف = هل سيكون بخير ؟
عيون بأبتسامة لتلك "الام " الصغيرة = سيكون بخير فى الصباح ، سأعطى له خافض للحرارة وبعض الفيتامينات لتساعد مناعته على مقاومه الأمراض
المهم الأن مواظبة الكمادات الباردة حتى يساعد مع الخافض لخفض حرارته ولا نضطر أن نعطيه مضاد حيوى
سلام بحزم = حسناً ، سأقوم بذلك ، شكراً لكى دكتورة عيون قلقنا نومك
عيون بأبتسامة= على الرحب والسعى ، كله يهون لأجل ابتسامة هذا القمر (وهى تملس على رأس مراد بهدوء )
لتغادر عيون ، ويبقى "مريد " يراقب كيف تهتم "سلام " بمراد دون كلل ولا تعب
سلام عندما أنخفض حرارة "مراد " وأطمئنة عليه ، قبلت رأسه
سلام بهمس حنين = ااه ياروحى ، يا ميلاد حياتى
لتنتبه لوجود مريد بالغرفة
سلام = أسفة لتزعزع نومك ، يمكنك الذهاب ، وسأرعى انا "مراد"
مريد بأقتطاب = لا يهمنى رأيك ، سأبقى حتى أتاكد من سلامته بنفسى
لتهز رأسها بالموافقة ، ليس لديها الجهد للجادال معه
**
أما عند "عليا " مع سحب سلام لمريد لغرفتها وليس العكس ما حدث أساس ، كانت قنبلة مشتعلة تنفجر ، أنتظرت قليلاً حتى يعود لكنه لم يأتى بعد مرور ما يقرب ساعتين لتذهب الى غرفتهم
لتجد "مريد " نائم على جنب والجانب الأخر سلام ، وبواسطهم "مراد "
شعرت بالهزيمة والحقد ، لم يهتم حتى يبلغها ما حدث ، لقد نسيها بمجرد روئيته لذلك الصغير
أتجه فى مخيلتها أنهم أسرة سعيدة مع بعضهم وهى طردت من شملهم خارجاً
فحار كرهها ونقمها على هذا الصغير أكثر من أمه ، يزيد من ألم جرحها أنها لن تستطيع أن تنجب أبداً
فأصبحت تكره وتفكر بالخلاص منه
فى الصباح عرف الجميع ما حدث لمراد ،فأسرعوا اليه يعرفوا وضعه الصحى
كان الجميع يحب هذا الطفل لما يضيف من بهجة وروح للقصر ، حتى شعروا أنه أبنهم وجزء منهم
*****************
بعد مرور يومين
كان يجلس "غافر " فى صالون القصر وقد التمسه بعض الشرود وهو يتذكر أيام صباه عندما كان يأتى ويلعب مع أبناء عمومته، لكن ما حدث شتت بينهم ،لجد ابنته "سلام " قادمة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة فأطمئن قلبه ،وبيدها صغيرها "مراد ، ليترك مراد يد سلام ويسرع نحو "غافر"
ليلتقطه "غافر" بيده ويضمه بذراعيه= أشتقت لك أيها الشقى ،كيف أصبح حالك الأن لقد خبرت أنك كنت مريض
مراد بطفوليه = أنا بخير أنظر ،إين الحلوة الخاصة بى ؟
ليقهقه غافر بشدة ويخرج من جيبه باكت من الشكولاته، ليأخذها مراد بفرح ويقبله على خده
سلام بتزمر مصطنع= أبى لا تعوده على هذه الهدايا
غافر وهو يلمس على رأس مراد بحنان = أريد أن أعوض ولو قليلاً من طفولتك بطفولة مراد
لتهز رأسها بتفهم وهى تبتسم بخفوت مرير ،فكم أحتاجت لوالدها بالجانب المظلم فى الغرب والظروف القاسية التى مرت بها
غافروهو ينظر لها بتدقيق = هل أنتى سعيدة سلام ، أخشى أن أكون ظلمتك مرة ثانية ، فالمرة الأولى كانت بغفو عنى لعدم معرفتى بوجودك ،أما الأن .....
لتقاطعه سلام بأبتسامة مطمئنة =أطمئن أبى ، أنا سعيدة هنا ، والجميع يعاملنى بلطف
غافر بتردد= ومريد؟!!
سلام بتماسك بأبتسامتها= أنه رجلاً رائع، لديه شخصيه قوية ، ولكنه جيد مع الجميع ، وقد أحب "مراد " من الوهلة الأولى ويدلله ويعامله ك طفله
ليتنهد غافر = طمئانتى قلبى الشارد ،أتمنى لكى دوام السعادة والهناء حبيبتى
ثم ينتقل حديثهم الى أمور أخرى ، ثم يغادر "غافر" وهو قد أطمئن نسبياً على أستقرار حياة أبنته!#خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...