(الفصل التاسع )
"مجرد عائل "
*كانت تقف على السلم الحلزونى ، وهى ترى الفرح والزغاريط التى تمتلئ بها المكان ، كان القصر مزين بالأضائة الملونة والزينة ، وصوت الطبل والزمار الذى يضج من الخارج ،يستعد كل مَنْ بالقصر لأستقبال كنته الجديدة ، ويودع منه أبنتة التى ترعرت فيه الى عش الزوجية
*كانت تشعر بالحقد والغضب والكره ، وكل مشاعر البغضاء والكراهية ، هم سعداء لعزاء فرحها ومكانتها لكنها لن تنهزم ولا تستسلم ستبقى هى "سيدة القصر " زوجة "مريد " ذات المكانة العالية الرفيعة التى لن يتساوى أحد بها أبداً
كانت تنزل على السلالم بكبرياء وشموخ عالى ، وبتكبر وهيمنه عالية
كانت نظرات النساء القادمة للتهنئة ، متفحصة وبعض شامته والقليل مشفقة ، فتلك الأميرة التى كانت فى برج عاج بقلب أبن شداد ، هناك من جاءت لتحتل مكانها
كانت عكس توقعاتهم متأنقة براقه كالعادة ، لدى "عليا " جمال و أنوثة طاغيه ، لديها جسد كعارضات الأزياء تتمنه كثير من النساء ، شعرها كسرابيل الجياد أحمر اللون يعطيها تميزً
كانت ترتدى فستان سوراريه قطيفة زهرى اللون ، منتاسق مع جسدها الرشيق ، ويزيد جماله عقد من الألماس الأبيض يزين عنقها ، وشعرها الأحمر منسدل على أكتافها بحرية
كانت تنظر الى جموع النساء بلامبالاة واضحة ، وتكبر و نفور ، فهى ترى نفسها أفضل منهم جميعاً ، لترى حماتها السيدة "عظيمة " وهى يشع من وجهها نور من الفرح بأبناءها ، فاليوم ستصمت أفواه من عايروا بنتها بالعانس والمعابة ، وتجعل منها عروس بزفة قد أقسم "مريد " نفسه بزفة الملكات المتوجة يحلف بها من الشرق للغرب
لتظر لها بحنق وغضب غير واضح ، تتمنى لو تحرقها أو تقتلها ليشفى غليلها منها
ولتتذكر ما دار بينها وبين "مريد" منذ أيام
Flash back
*فى غرفة نوم ذات أثاث ملكى ، بلونه الأبيض الناصع ونقوشه المدهبة الأحترافيه ، وتلك التحف المخمالية ، ولوحات فنية الخلابة بجانب شراشيف البرديات المزركشة بورات صغيرة ، تبدو الحجرة كاملة صورة من أسطورة خيالية من روعتها
*على حافة السرير العملاق بأعمدتة النحاسية ،كان يجلس "مريد " مهموماً شريداً للمأزق الذى وقع فيه ، لم يشعر بتلك التى تقترب منه ، وتجلس بجانبه ثم تبدأ بالنحيب والبكاء ، لم يفق إلا على صوت شهقتها المتتالية ، ليلتفت إلى الصوت ليجد "عليا " غارقة فى بحور بكاءها = ما الأمر لما البكاء ؟ (بصوت قلق عطوف)
عليا ومازالت تبكى = ستتزوج يا مريد ، وتتركنى !!
مريد بعقض حاحبيه بأستغراب = أتركك!! ، مَنْ تفوه بهذا الهراء ؟
عليا بمسكنه وضعف =يتنأثر الكلام فى القصر عن عروسك المنتظرة ، أم والى العهد المرتقب (ونحيب شديد ) الذى لم أستطع أن أنجبه لك
ليشدها "مريد " إلى أحضانه = أمجنونة أنت ِ ، لن تكون هناك أم لأطفالى غيرك ، مسألة الزواج هى مجرد فترة حتى تحل النزاع وأطمئن على "صفا " ، ثم ستعود كل الأمور إلى طبيعتها ، لن يرتقى أى أمرآة لقلبى غيرك
عليا وهى بين أحضانه = أحبك "مريد ، ولا أتخيل أى أمراة أخرى بين أحضانك غيرى
مريد بحب وهمس= لن يكون عزيزتى أطمئنى ، هذه الفتاة مجرد عائل لتمر تلك الأزمة فقط ، أنا أحبك أنتى فقط
Back
لترفع حاجبها بنصر وهى ترى الأجواء من حولها ، فمهما حصل "مريد " لها فقط !!
************************
بين النزاع والأحقاد ، ورغم مرور سنوات ، أخيراً عصافير الحب قد أجتمعوا فى منزل واحد ومكان واحد ، لقد أنتصر العشق رغم لوعتهِ رغم كل ما مر به من زلازل ومحاولة تشتت وتفرق
كان "فاهد " ينظر إلى "صفا " مغيب لا يصدق أنها أمامه وفى حجرته التى أعدها منذ عشر سنوات لزواجهم ، كانت "صفا " تذوب من الخجل بسبب نظراته الحالمه العاشقة ، وكانت تشعر بالسعادة كطائر يحلق بكل حرية ورخاء
صفا بصوت هامس =فاهد
فاهد بحب هامس = قلب فاهد
لتخجل صفا بشدة ، فيقترب منها "فاهد " وأخذها بين أحضانه ،حلمً كم ظمأ يرتوى به ،شعر أن قلبه سينخلع من مكانه من كثر دقة لا يصدق أن حلمه قد تحقق أخيراً
بِيَ اليأس أوْ داء الهيام شربته
فإياك عنى لايكن بك ما بيا
فما ذادنى الناهون إلا صبابةً
ولاكثرة الواشين إلا تماديا
#منقولة#خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...