(الفصل الرابع )
"شعور يراودنى"
**كانت قد مر شهراً كاملاً على وجودها بمصر تشعر كأنها أيام قليلة ،لقد حصلت على الاهتمام والحنان الشديد من والدها ،حتى أن صحته تحسنت وأصبح يقوم فى الصبح ليتناول الفطور الذى تعدته ويشتهيه بشدة ، كما تعلقه ب "مراد " الذى كانت تخاف أن يرفضه الدها و لكن لم يسألها عن أى شئ يخصه ،أو أى شئ يتعلق بالماضى كأنه يتهرب ويغشى سؤال ويكتفى بوجودها الحالى بجواره
لتجد أتصال من صديقتها كارينا من اليونان على الهاتف المحمول
سلام بالإسبانية = مرحباً كارى
كارينا بمزاح = مرحباً بالاشخاص الذين تركونا وعلى ما يبدو أصبحنا وضع كان
لتتضحك سلام = يا شقية هل ينسى أحد صداع رأسة
لتتزمر كارينا وبزعل مصطنع = هل أنا صداع الرأس؟
لتبتسم سلام= أبداً ، أنه صوتك المزعج الذى يشبه صوت البقرة
كارينا = دعينا من صوتى يا صاحبة صوت البلبل ، كيف حالك وحال مراد ؟ هل أموركم بخير؟
سلام بسعادة وهدؤء = فى أفضل حال ، كارى ، أشعر بأنى لدى سند وعاد الأمان الى قلبى بعد أن فقده بموت إليخاندروا
كاربنا =لأنك تستحقين السعادة "سلام " ، لقد تعبتى كثيراً وحان وقت مكافئتك
سلام =أتمنى أن تستمر كارى ، أشعر بقلق غريب هذه الأيام ينهش فى خلايا قلبى ويزعزع استقرارها ودائما ما يصدق هذا الشعور عندما يراودنى!!
كارينا = سيدة الكآبة الأول أرجوكى توقفى عن التشاؤم ،وأسعدى قليلاً ،أتغشى أن تفرحى يا فتاة !!
لتضحك سلام = حسناً حسناً ، يبدو أن حصة التوبيخ قد بدأت ،أسفة سيدة الحكمة والمواعظ الحسنة هههههه
كارينا بصمت ثم بجدية =أفرحى سلام عيشى أيامك ،أسرقى من الدنيا البهجة وساعات الأمل .
* وبعد التحدث فى بعض الأمور العادية ، أنتهت المكالمة ومازالت "سلام " تفكر فى كلمات "كارينا "بجدية لتبعد هوسها بحدوث شئ سئ بالمستقبل القريب!
لتسمع صوت قادم من خلفها
فاهد = ها أنتِ هنا ، وأنا أبحث عنكى فى أرجاء القصر
لتنظر له "سلام " بتعجب وتسأله باستفسار= لماذا؟ ماذا هناك يدور؟
فاهد= أمم لقد قررت أن أخذكى ومراد فى رحلة تنزهية فى أنحاء مدينة الأقصر ، لتشاهدى معالمها وأماكنها المذهلة ، ثم هناك أمراً سيكون مفاجأة ، ستقابلى شخص أود أن تتعرفى عليه
سلام بتفكير = من هذا الشخص ؟
فاهد = هكذا لن تكون مفاجآة لكنى سعيد وأريد أن أخبر العالم كله لكن لا أستطيع ، لذا سأخبركى ، أنها محبوبتى
سلام باندهاش ممزوج بفرح= واو لديك حبيبة !!
فاهد بنبرة حالمة تشوبها الحزن = نعم ، فى قلبى أجمل أمراءة رائتها عينى ،يمتزج عشقى لها مع دقات قلبى ، وكأنها تدق لأجلها فقط
سلام ومازالت فى حالة أندهاش لظهور هذا الجانب من شخصية "فاهد" كانت تراه شخص جاد هادئ عملى يشوبة بعض الغموض لكن أن تراه "عاشق " أنه جانب مثير من شخصيته
لتبتسم سلام = حسناً أيها العاشق ، هيا بنا ،نصف ساعة وسأكون جاهزة ومعى مراد فى أتم أستعداد
ليفرح "فاهد " أخيراً سيقابل محبوبته بعد فترة طول تصل إلى ستة أشهر ، منذ أخر مرة لمح طيفها
فاهد بفرح مرتبك= أنتظرى ، هل أبدو حسن المظهر أم أبدل ملابسى ؟
لتنظر له "سلام " بذهول هل وصل جنون حبه إلى هذه الدرجة ، أنها تحسد محبوبته لحصولها على مثل هذا العاشق ، وأخذ تنظر إلى ملابسها التى كانت عبارة عن ( بنطال جينز أسود على قميص أبيض تلاحظ أختلاف درجة بشرته المتناقضة مع لون القميص لتعطية مظهر رجولى جذاب
لترفع أبهام يدها وتشير له بعلامة "التمام " = جيد
ليشعر بالارتياح مع الفرح
*****************************
لنذهب إلى مكان أخر فى أطراف مدينة الأقصر حيث يوجد قصر كبير وضخم له مدخل وطراز معمارية فرعونية كأنه معبد لأحد الأسر الفرعونية قبل الميلاد حيث أن جدران القصر مبنية من نفس نوع الحجار التى بُنيت بها المعابد الموجودة فى الأقصر
ونجد أسرة متجمعة على سفرة طويلة وضخمة يرأسها رجل طويل وعريض البنية قوى الجسد قمحى البشرة ممتزج بسمار بشرتة نتيجة سقلها بأشعة الشمس الشديد ذا هيبة وحضور طاغى بالاحترام الشديد والتقدير، وبجانبه زوجته على ناحية اليسار ومن الجهة الأخرى تجلس أمه وبجانبها شقيقته ،وفى مقابله جدته أمرآة حكيمة داهية فى الذكاء ، متمرسه لما قابلته وتعلمته من دروس الحياة
ليكسر السكون صوت "عليا " زوجته = هل سمعتم عن أبنه العم غافر التى ظهرت؟
لترفع الجدة حكمت رأسها وتنظر لها تحاول أن تعرف ما الذى جاء بسيره "غافر "و إلى ماذا ترمى بالضبط؟
لكن يأتى الرد عليها من والدته زوجها السيدة "عظيمة "التى تنظر لها بضيق =من إين سمعت هذا الكلام ؟
لترفع عينها بتكبر ومن الخبث تلمع لبلوغ هدفها = يتنآثر الكلام هنا وهناك فى الأرجاء ، حيث شاهدها بعض الناس والخدم برفقت "فاهد " (وكانت تتعمد ذكر أسمه وهى تنظر لشقيقه زوجها لترى الضيق على وجهها ) تجوب فى أنحاء المدينة ، يبدو أن أبواق الفرح ستدخل بيت شداد الصغير بعد أن خيم الحزن بوفاة زوجة "غافر " الحبيبة
عظيمة بضيق = لماذا يا كنتى العزيزة؟
عليا بخبث = من المؤكد أن العم "غافر " سيجعل أبن أخيه الحبيب "فاهد " أن يتزوج أبنته ،وعلى الأرجح أن "فاهد " سيوافق ، وكيف لا يوافق ؟، فتاة جميلة وصغيرة مؤكد أنها تمتلك جمال الفتيات الاجنبية التى يلهس خلفها أى شاب
لتجد وجه "صفا " يسود من الخيبة والقلق وينفطر قلبها لما تتفوه ، فتسعد بأبتسامة أنتصار أخفتها سريعاً
حكيمة بهدوء = يبدو أنكِ أصبحت تهتمى بأقاويل الناس ، فلما لا تهتمى بما يجوب حولك بشأن "وريث " للعائلة ، لقد مر أكثر من أثنا عشر عاماً على زواجك من "مريد " ، ولم تحظى العائلة بشقفه طفل
ليتحول وجهها الى الاحباط والخذل والضيق من نغزات تلك الجدة المحنكة ، ثم تنظر إلى وجه زوج الذى مازال يتناول فطوره بهدوء شديد وكأنه لا يدور حدث من الأساس
لتحاول أن تلفت أنتباه وفى نفس الوقت أن تستفز هذه الجدة وزوجة أبنها وحفيدتها
عليا بهدوء ودلال = ما ردك على طلب الحاج "عمران " حبيبى ؟
ليرفع "مريد" رأسه بهدوء وينظر إلى أمامه فيظهر عينيه التى تشبه الغابات بخضرها و ويقتم الى اللون الزيتونى تدل على تضيقه
عظيمة بانفعال =ابنتى ليست باليه ، لاجعل منها زوجة ثالثة لرجل تعدى عمره الخمسون ، هى معززة فى بيت والدها
عليا بمكر = لم أقصد خالتى ، الحاج "عمران" رجل جيد وغنى كما أنه مناسب ل "صفا " من وجهة نظرى فقد تخطت الثلاثون منذ شهرين ، ولم يطرق بابها رجلاً منذ سنوات لطلب يدها ، أنه فرصة لصفا يجب أن تغتنمها
عظيمة بكره وكيد = من الأفضل أن تهتمى بشئونك كما أخبرتك "أمى الحاجة " وتراجعى الطبيب لمعرفة سبب تأخر الأنجاب ، أو أبحث لأبنى عن عروس تستطيع أن تنجب له أطفال يحملون أسمه
مريد بغضب = فلينتهى النقاش عند هذا الحد ،الا يحترم أحد الطعام ؟
ساد الصمت فى المكان وعاد الهدوء ، وكل منهم يحمل بداخله معضلة تكسر من ثنايا قلبه#خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...