الفصل الثالث عشر

4.1K 174 11
                                    

(الفصل الثالث عشر )
"إبن العائلة ! "
كانت تنظر إلى نفسها بهذا الفستان البيتى ، وتتأمل شكلها وتتذكر فى اليوم الذى تلى زفافها
مريد بحزم = هذه الملابس لا تنفع هنا (وهو يشير إلى البنطال والتيشرت )
سلام بتمرد = لماذا ،أنا أرها جيده
مريد بغضب = لكنها لا تلائم زوجة مريد شداد ، زوجته يجب أن ترتدى ملابس محشمه أنيقة
سلام بلامبالاه = لا يهمنى رأى أحد
ليمسك مريد  ذراعها  بأنفعال= لكن يهمنى أنا ، هل فهمتى ، أرتدى عبايات مثل عليا بالقصر
سلام بعند عندما ذكر أسم زوجته= أنا لست مثل أحد ، كما أننى ليس لدى مثل هذه العبايات ولم أعتادت عليها ولا أعرف كيف أرتديها والحركة بها
مريد ببرود = تعتادى عليها  ، أمرً بسيط ، وأن كنت لا تملكى فجهزى نفسك بعد الظهيرة سنخرج ونبتاع لكِ ، هل الأمر واضح الأن
لم تستطيع الرد عليه وهو يكبلها من كل جهه بكلماته الحازمة المسيطره
لترجع الى الواقع وهى تضع الشال على رأسها الذى أمر بوضعه اليوم بالخصوص والذى لا تعرف لماذا
لتخرج وترى هناك حركة كثيرة بالقصر لتستعجب ما يحدث
حتى نادت على أحد الخادمات
سلام= ماذا يجرى بالقصر ؟
الخادمة بفرح = أبن العائلة المسافر عائد اليوم
سلام لنفسها = أبن العائلة؟!! من هذا لم أسمع عنه من قبل ، لتتنهد  بمرح= يا خبر بفلوس بعد قليل ببلاش
***************
كان كل من فى القصر على قدم وساعد ، يدور فى الارجاء ليعد القصر لهذا الأستقبال المهيب
حتى حان وقت ، وصوت الخادمة يضوى فى الارجاء= سيدتى سيدتى لقد جاء السيد الصغير
ليقفز قلب عظيمة بفرح ولهفه فقد عاد ابنها الغائب منذ سنوات عديدة
عند دخول شاب يبدو فى الثانى والثلاثون من عمره ، فاهر الطول ، نحيف البنيه عن "مريد " يمتلك عيون سوداء كاحله ببشرة بيضاء عكس شقيقه "مريد " ، وذا شعر أشعث أسود

لتجرى نحوه "عظيمة بكل لهفه وأشتياق = جهاد ، ولدى
ليحتويها بذراعيه  ويضمها إلى صدره
لتبكى عظيمة بفرح لا تصدق أن أبنها بين يديها الأن
جهاد بحنيه = يكفى أمى ، لقد عدت
عظيمة بنحيب بسيط= أنه بكاء الفرح بنى ، كم كنت متعطشة إلى رائحتك صغيرى
ليضحك جهاد = أمى !! لقد أصبحت طول النخلة ومازلت تنادينى صغيرى
لتضربه بخف على صدره = أصمت يا ولد حتى وأن أصبحت بالمائة ستظل صغيرى
ليقهقه عالى بمرح ،ويقبل رأسها بحب
ثم يتوجه نحو جدته التى قابلته بنفس اللهفه ف"جهاد " أحب أحفادها إلى قلبها لما يشبه والده فى نفس الملامح
ليقبل رأسها بأشتياق عميق ،ثم ألتفت وارتمى بين أحضان شقيقه الأكبر "مريد" كان  مريد يشعر بعود النفس الى جسده ،يشعر بسند بوجود أخيه رغم عدم حاجته ، لكنه شعوره بالأمان يكفيه
وسلم على عليا و"عيون "التى كانت تنظر  بلهفة الحبيبة المنتظر
*لم تكن "سلام حاضرة فى تلك اللحظة لان مراد قد سكب على ملابسه العصير فأخذته لتبديل ملابسه حتى لا يمرض
جاء صوت "مراد " الصاخب المندفع نحو "مريد " ، كى يُرئ الزى الجديد  عليه يشق الاجواء
مراد بفرح = أبى أنتظر إلى ملابسى الجديدة ، هل هى جميلة
ليحمله "مريد " بأبتسامة = بل رائعة يا بطل
ليصفر جهاد بأندهاش = واو ، لقد عرفت أنك تزوجت ولكن أنجبت ايضاً ، كم أنت سريع يا أخى ؟ سيدخل أبنك المدرسة قريباً ، هذا مدهش
ليضحك "مريد " على "جهاد "
=أصمت يا أبله
جهاد ويفتح ذراعيه إلى "مراد " = تعال إلى عمك يا بطل
لينظر "مراد "الى مريد يستفسر منه ، ليهز رأسه بإيجاب
ليتناوله جهاد ويضمه الى صدره ، ثم يقبله بمرح =كم أنت رائع يا بطل
=مراااااد (كان هذا صوت "سلام " الذى يصدع فى المكان وهى تقف عند الدرج الاخير من السلم )
لينتفض "مراد " من بين ذراع "جهاد" بفزع  ، ويتزله على واقفاً على الأرض
حتى الجميع قد فزع على أثر صوت "سلام " الحاد
لتتقدم نحوه ، وتنتزع مراد بشده وتضمه إليها
تعجب "جهاد " من فعلتها ، لكنه عندما نظر فى عينها أقسم أنه يعرف تلك العيون المميزة لكن من لا يعرف ، كانت تنظر له بحده وكره لم تستطيع أن تخفيه
سلام لتدارك الأمر = أسفة ، لكنه خرج لتوه من الأستحمام ، وأغشى أن يصاب بالزكام
تفهم البعض الأمر ، أو لنقل تقبلوا أعتباره عذراً مناسبً
جهاد = أهلاً أنا جهاد شقيق "مريد " الأصغر
بابتسامة مقطتبه = تشرفنا
**********
كان الجميع يجلسون فى الصالون يتبادلوا الأحاديث ، ومعرفه الأخبار
عليا بتكبر= كيف حال الدراسة معك يا أبن خالى؟
جهاد = جيدة ، لقد حصلت على درجة الماجستير فى الأدارة الهندسية أخيراً
فاروق = جيد ،أنك عد حتى تحمل عنى حمل الشركة قليلاً ،فأخيك لا يهتم إلا بالمزرعة وما يدور بالمنشأت هنا بالأقصر ، ويترك الشركة على عاتقى وحدى
مريد = كفا دلالً ، أن الشركة يمكنك تدبير أمورها لكنك تتكاسل
فاروق = دلال !! ، الجميع ليس "مريد شداد "  ، أنك واحد فى هذا الكوكب فقط يمكنه أن يدير المكان بأصبعه
عليا بدلال= أعتقد أنك تحسده فاروق
فاروق بضحك= نعم ، يملك زوجتين أحدهما أستاذة بالجامعة ، والأخرى ربت منزل رأئعة من يريد أكثر من ذلك هههه
لتنظر "عليا " نحو "سلام بتكبر وتعالى
عليا بتكبر = أذا أنت لا تعرف الجديد ، أنا مرشحة لأصبح وكيل عميد الجامعة ، بعد أن حصلت على درجة الدكتوراه
جهاد = مبروك ،عليا تستحقين ذلك
جهاد  لعيون = مبروك لك أيضا عيون ، لقد علمت أنك تخرجتى أخيراً
لتبتسم عيون بخجل = مبارك لك أيضاً على الماجستير
جهاد = ما التخصص الذى تنوى الممارسة فيه
فاروق شقيقها بمزح = ستتخصص بالعيون ، حتى تكون دكتورة عيون لعلاج العيون
ليضحك الجميع على مزاحه
لتتزمر بطفوله = لا يا أحمق ، سأتخصص ب طب الأطفال ، فأنا أحب الأطفال
ليضحكوا مره أخرى عليهم
عليا بقنص  لسلام = وما هو معدلك الدراسى سلام ؟ ، أنتِ الوحيدة التى لا نعرف تحصيلها الدراسى ،أم أنكِ لم تنهى تعليمك من الأساس
سلام يتماسك وهى ترى أنظار الجميع نحوها =أنتِ محقة لم أتم تعلمى
لتبتسم "عليا " بنصر فقد أستطاعت اذلالها وأظهار مكانتها الحقيقة
عيون بشفقه = لماذا؟
سلام بلامبالاه = لم أكن مهتمة بالدراسة من الأساس كان كل ولعى وشغفى لأصبح طباخة ماهرة  ، لم أتحصل إلا على التعليم ما قبل الأكاديمى (أى الثانوى )
عيون = كان يمكنكِ الدراسة بجانب تزويد خبراتك بالطبخ
سلام بثبات = وجود "مراد " والأهتمام  به كان يحول دون ذلك ، كما أن الدراسة ليس من أولاوياتى
ليصمت الجميع
سلام وهى تحمل "مراد الغافى على قدمها = عذراً ، يجب أن أضعه بسريره
ليقم "مريد " ويأخذه من يدها ويحمله  عنهاوهى تسير بجانبه
ذلك تحت أنظار "عليا " الملتهبه بكره وغضب
****
كان يراقبها وهى تتأكد من غطاء "مراد"  ونومه جيدً ، بنظرة وتمنى ، كانت تبدو رقيقة وهشة
لتلتفت له وتتقابل أعينهم بنظرة ضائعة ، لم يشعر "مريد " بنفسه وهو ينجذب نحوها مثل الفراشة نحو الضوء اللامع
ليلتهم شفتاها بنهم شديد ، وبتذوق عسلهم برقه وحب ،لم يعرف ما يحصل وهو يندفع نحوها ويتمادى بسرقه بعض القبل الأخرى من وجهها
أما هى كانت مسحورة بين ذراعيه ،كأنها ترفر فى سماء الحب بمشاعر وأحاسيس لم تراودها من قبل!!
لم يتوقف إلا عندما سمع صوت همهت "مراد " وهو نائم ، أفقه "مراد " من حلمً يأسره بسهد الليل  يمزقه
ليتنهد بغضب من نفسه ، لم يستطيع السيطرة ، على حواسه وغرائزه
ويبتعد وهو ينظر الى عينها الغائمة فى زبدة هوائه

جمال البراءة فى عينيكى
                    كبريق القمر فى ليل حالك
نظرتها بها لمعة أمل حياتى
                      كشمعة مضيئة فى يوم مظلم هالك
أعيش على ضفتى شاطئهما
                     كنظرة الوليد إلى شئ لامع
بهما سحرً  شئ خالد
                               لونهما كمحيط عامق
كأنهما يخفيا أسرارً لكلام غامض
                          # خلود عبيد
لم تفق "سلام" إلا على صوت الباب وهو يغلقه خلفه!
لتتحسس شفاها بحيرة  و تِيه وضياع
***************************
كان يقف فى الشرفه وهو ينظر إلى السماء بشرود تام ، حتى قطع شروده صوت ....
عيون بهمس حزين معذب = لم تجدها ؟
جهاد بتنهيده شجى = لا ، كأنها تبخرت ولم يكن لها وجود من الأساس
عيون بأسى= إلى متى ستعذب نفسك وأنت تبحث عنها ؟
جهاد و هو ينظر الى السماء الكاحلة = أنظرى الى السماء
لتنظر نحو ما يشير
جهاد بلوعة = هل ترىِ هذا النجم المضئ عن كل النجوم التى حوله ، هذه هى "أنجل " ملاك كأسمها
لن يضئ حياتى إلا نجمها فقط ، طيفها يعبر أمامى حتى الآن
عيون بتماسك  وهى تتعذب لعذابه ، وعذاب حبه الذى تيم قلبها ووصبه= لقد مرت ست سنوات وأنت لا تكل مَنْ البحث عنها
جهاد وهو ينظر لعيون بوهن = وهل تظنى أن" أنجيلينا" لا تستحق أن أبحث عنها الدهر كله ؟
جهاد بأبتسامه مريره = ألم تيأسى من حبى ،عيون ؟ ، لقد أخبرتك عن "أنجل " حتى يكون أمامك الفرصه لتبحثى عن شريك يناسبك ،أن كنت سابقاً مناسباً ، الأن مستحيل
عيون وبدمع يلمع فى عينها = عندما تيأس أنت، سأفكر حينها بالأستسلام
جهاد بمراره = عيون ، أنت أبنه خالى فقط! ، لن يتغير هذا ابداً
عيون بتماسك = سنرى ، جهاد
وتخرج مهروله إلى الدخل ، فيقابلها "فاروق ، أخيها بأحضانه (فهو كان يستمع إلى حديثهم وهو يتألم لشقيقته الصغرى )
فاروق بحزن = لم تعذبين نفسك ؟!!
عيون ببكاء مرير = أعشقه أخى!!!
ليتنهد "فاروق بحرقه على حال "شقيقته "

#خلود عبيد
فاضل أخر فصلين تفاعل بقى وينزلوا

رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن