الفصل العاشر

4K 215 12
                                    

(الفصل العاشر )
"رفيق دربً"
*كانت "سلام" فى حيرة  من نفسها ومن الموقف نفسه ، لم تستطيع أن تراه بوضوح بسبب الشال الذى كان يغطى وجهها ، ثم أنه أدخلها الى جانب النساء وأسرع خارجً إلى جموع الرجال بالخارج
كانت مرتبكة وتمسك بيدها مراد الذى كان يرتدى هو الأخر "بذله مشابه لبذله فاهد " كرفيق للعريس حتى تبادل العروستين  وسط أطلاق نار كبير

جاءت "عظيمة " وأجلستها وسط النساء وهى تلاحظ ارتباكها وتوترها
وترفع عنها الشال
عظيمة بأنبهار = ما شاء الله  ، تبارك الرحمَن
وأنهال  خلفها صوت النساء الأخريات التى أشهدن بجمالها ،ايضاً  ، كان يكسو وجه "سلام " الخجل الشديد  مطعم بأحمرار وجهها اللطيف
عندما تصاعد ضرب طلقات النار بالخارج أرتعش قلب "سلام " ، أما باقى  النساء ارتفع صوت تهللهن ، فقد حان دخول العريس
لتسرع "عظيمة " تغطى وجه "سلام " بالشال تريد أن تعرف رد فعله حتى تستشف ما يخطط له!


ليدخل بهيبة طاغية ، وغرور متناهى ، وبرود شرس  ، كأنه داخل إلى قاعة إجتماعات وليس إلى عروسه !!
لتتهاتف النساء اثناء رحيلهن بالتهانى  والمباركة

بعد رحيل "النساء وساد الهدوء نسبياً ، أقترب "مريد " من "سلام " بخطوات واثقة متزنة ،ليرفع الشال عنها (كعرف متعارف أن العريس هو من يرفع شال عروسته )

لم يصدمة تلك الرعشة الفوارة التى سارت بجسده وقلبه إنما ما صدمة هو رد عقله عندما رأى عينها
(عينيكى آيه جمال لم أرى مثلها ) هذا كان رد عقله لقلبه   الشارد
كانت مقلتى عينها زرقاء صافيه بها لمعة براقه تذيب صخر الجليد ،كما وجهها الأبيض الطفولى البرئ الذى يكسوه حمره الحجل أضاف وهج بوجهها ، أما شعرها فلم يعرف شكله أو طوله لكنه خبر أنه أسود من الخصلات المتمردة التى تحيط خديها بنعومة

ليقطع سكونه صوت السيدة "حكمت " وهى قادمة نحوهم تنسدها عظيمة من جهة وتتكئ على عجازها من الجهة الأخر
حكمت = مبارك لك بنى ، منك المال ومنها العيال
ليتلف "مريد " الى جدته وهو فى حاله من المراوغة مع ذاته
بلهجة جافة خالية من المشاعر = فى عمرك وحياتك جدتى
لتبتسم حكمت ، ومع أقترابها نحو "سلام " حتى نهضت مسرعة
كانت حكمت تتأمل "سلام " بنظرة حنونه فاحصه ،
حكمت = مبارك لكِ ابنتى ، أهلاً بك فى بيتنا
لتتقدم سلام لها وتقبلها يدها
سلام بأبتسامة صافية= بمباركتك جدتى
ابتسمت حكمت وشعرت بالرضا عنها ، فهى تعرف الأصول رغم تواجدها بالغرب كما عرفت وهذا أضاف رصيد من المساندة لها
أما
على الررغم أن "عليا "تربت وسطهم لكنها تعيش مترفه عنهم ، ولم تقم بالأصول ولا عاداتها  أبداً كانت تتعال عليهم فقط!
**********************
*كانت تشعر بالقلق على "مراد " فأول مرة سيبيت بعيداً عن أحضانها ، قد اخذته السيدة عظيمة وأخبرتها أن هناك غرفة كاملة مُعده له ، ولكن مع كل هذا أحساس الامومة الغريزى يقلقها عليه
لم تشعر بمن دخل الغرف وهو ينظر لها نظرة فاحصه متأملة تختلف كل الأختلاف عن نظرته بالأسفل
مريد مهمهماً بصوته ليقطع شرودها ، لتلتفت له
وترأه أمامها كان ضخم البنية طوله الفاهر ، عينيه الخضراء الغامقه  ،بشرته البرونزيه كل هذا اشعرها بالهلع  ، بل وأكثر كان أسمه "مريد "! منذ أن سمعته تعجبت منه لكن عندما عرفت معناه (التمرد والشرور ) زاد قلقها
مريد بصوت خشن قاسى = أسمعى أنتى تعرفى صحة أساس زواجنا ، فلن نتلاعب بالكلام ، أنتى هنا مجرد عائل وسيط حتى تمر تلك الفترة المعضله ويذهب كل منا بطريقه ، أنا أحب زوجتى وأكتفى بها !
لتنظر له بجمود وبرود= هل تظن موافقتى شفقة ؟! ، لكل منا له غرضه من هذا الزواج ، وكل مرادى أن يسعد مراد وينعم بجو أسرى
ليتذكر أمر أبنها ،فيتهجم وجه بقرف وينظر لها بأشمئزاز واضح = واين والده ؟ أم أنك لا تعرفى من كثرة نزواتك ؟
سلام ببرود وجدية = لا شأن لك بالماضى فما فات لا تعرف ما حدث فيه وما ممرت به ، لا تقضى بحكم  لا تعرف قضيته فتكون من القاذفين
استشعر أن تلك التى أمامه ليس مجرد فتاه صغيرة يكاد طولها يصل الى منتصف صدره  ،،أنها لبؤه شرسه ليست هاوية أنما مطعمه بالجلادة والصلابة
لينظر لها بلامبالاة عكس ما يدور بداخله = لا يهمنى شئ ، كل ما أريده الهدوء فى القصر ، وعدم التصادم مع عليا  زوجتى ، واحترام أمى وجدتى
سلام = لك ما تريد ، أنا ايضاً اريد الأطمئنان على راحة مراد فقط ،فى بالنسبة لى  هو الخط الأحمر
مريد = أنه طفلً بلا ذنب ، لذا سيتم التعامل معه كطفلى (قالها بغصه فى قلبه لما تمنى أن يكون له طفل وذرية )
لكن أريد أن تنتبهى لتصرفاتك وتتضح الصورة أمامك أكثر الآن انتى فى مصر ومتزوجة من رجل شرقى له دماء حارة تثور أن حاول أحدهم أن يتغفلها (بتلميح أنها عابثة )
سلام  بايجاب = أتفقنا


مريد بهدوء = حسناً إذاً ، فليتم ما أتفقنا عليه

ليغادر إلى الحمام وهو يحمل ملابسه ، بينما تظل هى تنظر لظلاله حتى يختفى من أمامها

لتشرد فى ذاكرة
Flash back
إليخاندرو بالأسبانية= هيا أخرجى أنها ليلة الكريسماس ، جدى لك حبيب
لتضحك سلام = لما ،ألا تريد أن تكون انت؟
ليضحك إليخاندرو = لو كان قلبى خالى ، لأسكنتك فيه رغمً عنكِ (وبنبره حزينة)لكنه ممتلئ بملكته الراحلة
سلام بهدوء = أنت تستحق أن تسعد أندرو ،انت رجلاً رائع رغم كل شئ
إليخاندرو = لقد أخذت نصيبى من السعادة ، أحصدى أنت ِ سعادتك الآن  ، أحصلى على رفيق درب تكملى حياتك معه لا تتوقفى عند هذه النقطة
سلام بجدية= الأمر ليس نقطة محدده ،مازلت صغيرة كما لديا "مراد " هو ما يشغل تفكرى الآن
إليخاندرو بمرح = يا فتاة ،أنا لا اقول لك تزوجى الآن ، كل ما أريده أن تعيشى سنك مع منْ فى مثل سنك وأمرحى
لتضحك سلام = وهل المرح لا يتم إلا بحصولى على حبيب
وبجدية = إليخاندرو ،أنا مسلمة الرفيق يعنى الزوج ، والزوج لا يأتى لمجرد المرح أنما لتكوين أسرة مستقرة بحب ومودة ، كما أعيش لمبدأ "فتاة لرجلاً واحد " ، ولم يظهر هذا الرجل بعد
اليخاندرو = ومتى يظهر هذا الفارس العربى ؟
سلام بأبتسامة= عندما يحن وقته سيظهر !
إليخاندرو وهو يتناول مشروبه = ها أنا انتظر ،أعتقد أن الشيب سيأكل رأسى ولن يظهر بطلك المغوار (ويضحك بشدة )
سلام بضحك= لا أظن أن مَنْ مثلك يهرم أبداً ،وسيظهر بطلى لا تقلق

Back
****************
سلام وقد عادت من ذاكرتها
سلام بهمس حزين = ها قد ظهر إليخاندرو ! ، لكنك لم تعد موجود

#خلود عبيد
إحباط ده إحساسى لما الرواية نزلت الواتباد
التفاعل ↙️↙️↙️😩

رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن