(الفصل الخامس)
"فضيحة "
**منذ أن عادت إلى غرفتها بعد الافطار وقد أقفلت الباب على نفسها لا تريد سماع صوت أى شخص ، كانت تبكى بصمت ويتمزق فؤادها ، سيتركها "فاهد " ويتزوج أبنة عمه الصغيرة ، التى من المؤكد أنها صارخة الجمال كما قالت زوجة أخيها "عليا " ، لن ينظر إليها "فاهد" ، هل رسالته التى أرسالها لها مساء أمس بضروة مقابلته عند مفترق مزرعته ومزرعتهم ليخبرها بأنه لم يعد يحبها ولا يهتم لأمرها وانه سيتزوج
لترمى بنفسها على السرير وتشتق بالنحيب الشديد من لوعه قلبها
"ومناجاة القلب لطيف المحبوب
صَموتٌ عن النجوى فإن سِيل ما بِهِ
فلا قولَ إلا زَفَرةٌ وتنفسُ" "منقولة"
**************************
كانت تترصد لها وهى تنتظر خروجها وتشاهدها وخارجة ، لقد سمعتها أمس وهى تتكلم مع أبنة خالتها وتخبرها أن "فاهد " يريد روأيتها ، لتحثها الأخرى على مقابلته ، أنها فرصتها لتغتنم منها لكبريائها المهدور وتتجرع المهانة ، ستفضحها وتثأر لنفسها وهى ترأها ذليلة هى وأمها تلك المرأة الخبيثة التى تريد أن تضع أمرأة فوقها وتزوجها "مريد " ،أبداً "مريد " لها وحدها !
لتخبر أحدهم عبر الهاتف = لقد خرجت الآن أريد صور واضحة ، هل فهمت ؟
= أمرك سيدتى
*************************
*كان يقف ينظر فى ساعته كل دقيقة وهو ينظر الى عقاربها التى تسير ببطئ ، هو كشعلة موقدة ينتظر محبوبتة "صفا " يخشى ألا تأتى ، يستند على السياج الحديدى الفاصل بين أرضه وأرض "مريد " ، وينظر فى الأرجاء عن طيف ظلها حتى
ليرأها تأتى كزهرة تسرق لب قلبه وهى قادمة نحوه بأرتباك واضح لتعثر خطواتها وهى تسير كالفراشة بفستانها البنفسجى ويزينة طرحتها البيضاء ، لتظهر مدى برأئتها ورقتها
لتقف أمامه وهى تنظر له ، رجلها الوسيم الذى أحبته دون رجال أدم جميعاً ، هَيبتهُ الطاغية / لطفه وحنانه / شموخة الخاص لمكانته
لتنظر بعين دامعة بشوق وعتاب ، بهمس "صفا"= ستتزوج!!
ليتعجب وينظر لها "فاهد " بصدمة =ماذا ؟ من تفوه بهذا الهراء؟
لتكمل =ستتزوج أبنه عمك الأجنبية الجميلة؟
فاهد على نفس حالته = مستحيل "سلام " كشقيقتى
لتفرح وتبتسم "صفا"= صدقاً
فاهد بعدما حاول أن يفهم ، عرف أن أحدهم يحاول أن يشوش عقلها بكذب عنه
فاهد بحب وهدوء = أسمعى "صفا" وسادتى لن تكون ل أمراة غيرك ، لن يسكن أحضانى غير جسدك ، لن يحمل أطفالى أحداً غيرك ، أنتى خلقتى من ضلعى ،انتى مسكنى وسكنى
"أنتى بين العوالم عالمى انا
أنتى قمرا مميزا بين الأقمار كلها
أنتى ضحى وشمس صباحى انا
انتى رهف قلبى وانفاسى كلها
انتى عطرا مميزا بين العطور كلها
أنتى زهرة حياتى وروحى انا
أنتى أجمل وردة بين الورد كلها
انتى ابتسامتى ضحكتى فرحتى كلها
انتى عبق رحيق بستانى انا
أنتى نور ضياء دنيايى كلها
انتى نجمة عالية فى سمائى انا
أنتى قوس قزح بعد الأمطار كلها
أنتى ملكة فى مملكتى أنا
ملكى أنا
بقلم /خلود عبيد
لتتراقص عينها بلمعة فرح ، عندما يحن الرجل على محبوبته ،يجعلها تشعر أنها امتلكت العالم بأسره ووقعت فى شباك أسر عشقه
(المرأة يا سادة اذا أعطتها شربت ماء أعطتك نهراً تغترفُ منه كيفما تشاء)
فاهد بعد مساعدتها لتعبر السياج
فاهد بأبتسامة =تعالى صفائى لترى "سلام"
*لترى فتاة تبدو فى سن المراهقة تجرى وراء طفل صغير وهى تضحك وتمرح متناسية العالم كله من حولها
صفا بصدمة = هذه أبنه عمك؟!!
فاهد = نعم أنها "سلام" ابنه عمى غافر والطفل الصغير هو طفلها "مراد"
صفا = طفلها؟؟كيف ؟
ليتضحك فاهد على تعبير الصدمة الذى مازال على وجهها = أعرف أنها تبدو كفتاة صغيرة ، لكن تلك القصيره فى الثانى والعشرين من العمر
صفا بتعجب =واو ، لا يبدو عليها أطلاقاً
فاهد بضحك =أعرف
لينادى فاهد بصوت عالى = سلام سلام ، تعالى ثم
لتتوقف عن الجرى وتأخذ مراد فى يدها وتسير نحوه
لتقف أمامها وتنظر لها صفا بتعجب وهى ترى فتاة مشرقة صغيرى رائعة الجمال ترتدى الجينز وعليه تشيرت من القطن ذو أكمام مرسوم عليه أحد الرسوم المتحركة
فاهد = سلام هذه "صفا " محبوبتى
ليتورد وجه "صفا "بخجل
سلام = أهلاً سررت بالتعرف عليكِ (ثم تنظر الى فاهد )
سلام بمرح = لديك كل الحق فى قول كل قصائد الحب التى كنت تتغنى بها على مسمعى صباحاً ، كما أنك لم تفي بحقها ايضاً ، أنها رائعة
لينظر "فاهد " إلى "صفا " نظرة عاشق مُتيم
لتشعر "صفا " أنها تطير فوق سحاب السماء جميعاً
أخذهم الحديث قليلاً فتعرفوا على بعض ، وقد أرتاحت صفا كثيراً لسلام حتى أقرت انهم أصبحوا أصدقاء مقربين
******************
فى المساء
بصوت صياح يكسر هدوء الليل ، وصراخ شديد
مريد بغضب وصوت جهورىِ= إين تلك الفاجرة ؟
ليفزع كل من فى القصر ، وهو يخطو بخطوات واسعة سريعة نحو الصالون ليجد أمه وجدته وزوجتة وشقيقته جالسات !
لينقض عليها كفهد ملدوغ ، ويمسكها من شعرها
مريد بغضب = تخوننى ثقتى يا صفا ! ، تمرمغى أسم والدكى فى الوحل يا حقيرة
ويصفعها بشدة على وجهها ،لترتمى بجسدها على الأرض
تقوم امه بهلع نحو "صفا "
عظيمة وبخوف وقلق = ماذا فعلت؟
ليرفع أصبعه ويوجه فى وجه "صفا " الباكى
مريد بأنفعال وغضب شديد = ابنتك المحترم ، تخدعنا وتخرج خلسه لتقابل "فاهد شداد " من وراء ظهورنا ، تلك الفاجرة
لتتسع عين عظيمة بصدمة ثم تنظر الى صفا ، تحاول أن تجعلها تنفى كلامه
لكن تنزل "صفا" رأسها بخزى وإذلال
ليكمل = كل البلد قد شاهدت صور وهى معه بمفردهم ، كعشاق يتسامرون
صفا ببكاء = لم نكن بمفردنا ، كان معنا أبنه عمه غافر!
ليصفعها مرة أخرى = حقيرة
ليقول مريد بتهديد = أمى أسجنيها فى غرفتها ، لن ترى النور تلك الحقيرة مرة أخرى ،ولن تقابل أحداً أبدا ، يتدخل لها الطعام كالكلاب الخائنة وينغلق عليها الباب فوراً
مريد وهو يكلم نفسه غاضباًبصوت عالى = وسأتصرف أنا مع هذا الوغد ، فى هذه الفضيحة
واستعد لمغادرة المكان ، ليوقفه صوت جدته الحازم
حكمت = مريد!
لينظر لها "مريد " ويجد تنظر له وعينها تخبر بالقوة والصلابة ، تحثه على التريث والهدؤء ، لكن عن أى هدوء تتحدث منذ أن رأى تلك الصور وهو يشعر كأنه مشتعل
ليغادر سريعا كقطار بلا مكابح سيفرم كل من يقابله
لتبكى "صفا " بين أحضان أمها ، لم تكن تريد أن تخسر ثقة شقيقها ابداً فهو كأبً لها بعد وفاة والدها ، وتنظر لها الجدة بشرود وعطف فهى تعرف عشقها ل "فاهد " الذى كان خطيبها سابقاً وتم فض الزواج قبل إقامته بشهرين بسبب ذلك الخلاف الذى شتت العائلة
أم تلك التى تقف عند الزاوية وعلى وجهها ابتسامة نصر وشماته لرؤيتها مزلولة أمامها
عليا بهمس سعيدة= أنتظرى القادم !
*************
*كانت تحتضن "مراد " برعب وهى تسمع صوت طلاقات الرصاص فى الخارج ، والنزاع بينهم وصوت الصراخ العالى وكأن حرباً تدور حولها#خلود عبيد
أخر فصل انهاردة
تفاعل ونجمة بقى الرواية كلها ١٥ فصل كل يوم خمسة
ولا انزل كل يوم فصل زى الباقى😏
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...