(الفصل الحادى عشر )
"ذرة سكر !"
كانت الساعة السادسة صباحاً ليشرق يومً جديد ، لم تنعم "سلام "بالنوم الجيد لتغيير موضع نومها كما قلقها على "مراد " يجفل نومها بأطمئنان
عندما دقت عقارب الساعة على السادسة ، نهضت مسرعة ترتدى بنطال وتيشرت قطنى ، وعقدت شعرها تحت الكاب الذى ترتدية دائماً ، لتذهب الى حجرة "مراد " واطمئنت عليه
ثم شعرت بالجوع فقررت البحث عن المطبخ فى هذا القصر الواسع ، وبأستنتاجها أن المطبخ فى الدور الاول كان صحيح
عندما وصلت إلى المطبخ وجدت خادمة بيه ، تعجبت لأستيقاظها فى مثل هذا الوقت ووجودها بمفردها
سلام بهدوء = صباح الخير
الخادمة برهبة وهدوء سريعاً = صباح الخير سيدتى
كانت الخادمة تنظر ل"سلام " بأستغراب فقد بدت صغيرة جداً عكس مظهرها كعروس بالأمس ، وملابسها لا تدل على أنه صباح عروس متأنقة ، أنما عادية بشكل مبهم
سلام = ماذا تعدى ؟
الخادمة = السيد "مريد " طلب قهوة ، هو فى غرفه المكتب !
سلام (لذلك لم أجده بالغرف عندما أستيقظت )
سلام = سأجهزها له أنا
الخادمة بتردد = لكن!!
سلام بحزم =أظن أنكِ تعرفى أنى زوجته ، ومن واجب الزوجة أن تعد القهوة لزوجها أنه أمراً عادى جداً
لتوافقها الخادمة دون تفكير حتى!
سلام= كيف يحتسيها ؟
الخادمة بعمليه= مره ! ، بدون ذرة سكر
سلام بتجزع = يي مره! ، حسناً (قهوته مره مثل شخصيته )
"الرجال عزيزتى تتشابه بمذاق القهوة ! " #خلود عبيد
أعدت "سلام " القهوة ، ولكن! أضافة بعض ذرات السكر التى لا تلاحظ
وشعرت بحرج ، فطلبت من الخادمة أن تقدمها هى بحجة ، أنها ستعد الفطور ، أن أول فطور ببيت الزوج تحضره العروس ! ، (كعادة عرفتها من الشعب اليونانى الذى عاشت معه سنوات )
*********************
**كان الجميع جالس على سفرة الفطور بصمت ،كان "مريد " يجلس برأس السفرة وعلى يمينه "عليا " التى كانت تحدق بسلام خلسه بتحدى مريرى وعلى اليسار كانت والدته كالعادة وبجانبها سلام وبجوارها "مراد " الذى كانت مهمته بأطعامه على تناولها هى
أما الجدة كانت بمقابل "مريد " وعلى يمينها "فاروق" أبن خال "مريد"
فاروق بأنبهار = لم أكن أعرف أن فطور العرس شهى مثل هكذا ، لو كنت أعلم لكنت تزوجت أنا أيضاً، يبدو أن "أسعاد" تفننت اليوم بهذا الفطور الشهى
لتبتسم عظيمة فهى تعرف أن من عد الفطور هى "سلام " فكم أحبت تلك الفتاة فهى ربت منزل جيدة
عظيمة ل مريد= ما رأيك بالفطور مريد ؟
مريد بلامبالاه مصطنعة (فقد كان الطعام يذوب فى فمه يعطيه أحساس بالدفء الراقى ) = جيد ، أحسنت صنعاً أسعاد اليوم
عظيمة بخبث = أذا ستعد مثله كل يوم ما رأيك ؟
مريد =أمر جيد
عظيمة = لكن هناك خللً
ليرفع رأسه وينظر لها بأستغراب= ما هذا الخلل فى أمر الفطور ؟
لتقطعها حكمت بدهاء= أن مَنْ عد الفطور ليست "أسعاد "؟
مريد بتسأل = إذاً مَنء؟
حكمت وهى تشير إلى سلام = أنها عروسك ، قامت من الصباح الباكر وأعدت كل هذا الطعام ، كواجب منها كعروس جديدة
لتتخجل "سلام " ويتورد وجهها
ليندهش "مريد " ولكن يخفى أندهاشه سريعاً ، وينظر لها بصمت يتطالعها ، يشعر كأنها أيكونة غامضة هو من عليه أن يفك شفراتها
مريد ببرود = لم يكن عليكِ أن ترهقى نفسك ، هنا يوجد الكثير من الخدم
سلام بجدية = أنه أمراً أعتيادى بالنسبة لى ، لا يضمر لى أى أرهاق ، أنا أعشق أعداد الطعام
فاروق بمرح = أذا كان هكذا سأتى كل يوم أتناول الفطور هنا ، أنتِ موهوبة ، يجب أن تفتحتى سلسلة من المطاعم
مراد بطفولية = كان لدى أمى مطعم كبيير هناك تعد فيه الحلوة الشهية ،أنا أحبها كثيراً
لتضحك سلام ، وتحاول أن تبعد تساؤلات الجميع عنها
لتداعبه بيدها = أيها الشقى ، أشتهيت الحلوة الهلامية التى أعدها ،سأعدها لك أذا أتممت فطورك كله دون عناء منى ،هيا ستحصل على جائزة
ليصفق "مراد " بمرح ويتناول فطوره بنهم شديد
كانت السعادة تضغى على عظيمة وحكمت لحصولهم على كنة مثل "سلام " وهم على يقين لن يمر كثير من الوقت حتى تغزو قلب "مريد " وتستقر بيه
أما مريد كل ما يشعر بيه هو الغرابة والحيرة من اللحظة التى دخلت "سلام " حياته ، وشعر بأضطراب فى قلبه غير مسيطر عليه
كانت "عليا " عبارة عن شعله من النار ، كأنها بركان على وشك الأنفجار ، منذ أمس وهى تحقد وتكره "سلام " بشدة ، من اللحظة التى سمعت مديح النساء بها وثنائهم عليها
أما الآن شعرت بالخطر ، لم تكمل يوم واحد بالمنزل ، وقد أسرت قلوب من فى المنزل حتى الخدم سمعت همسهن برقتها معهم وعدم تكبرها عليهم مثلها ، أصبحت تغشى أن تتسلل إلى قلب مريد أيضاً!!
يجب أن تسرع و تقذفها خارجاً بأسرع وقت!#خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romance"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...