(الفصل السادس)
"مجلس عرفى "
*كان رجال متجمعين فى مجلس الديوان للمجالس العرفيه وحل الخلافات بعيداً عن الحكومة وقيودها كما عهدوا سابقاً كأجدادهم
كانوا أكثر من عائلة لها مكانتها ومركزها فى الصعيد.
كانوا جالسين ملتفين بشكل نصف دائرى فى هذه المندرة الواسعة ، على كل جانب رجال تؤيد للطرف الذى معه ، فالخلاف اليوم بين عائلة واحده لكن !؟
*وفى المنتصف رجل كبير فى السن يبدو أنه تخطى السبعين من عمره ،شعره الأبيض يميز بعمه عليه ملتفه بأحكام ودقه ، وجلبابه الاسود الصعيدى
كان يجلس بهيبه وهالة من العظمة والوقور والأحترام المقدر له وبعلامة وجه الخشن والصارم ، يبدو كقاضى من حقبة تاريخية سابقه وبصوت فولاذى عالى =لقد أصبحنا أضحوكة الصعيد كله ، عائلة واحدة من بطن واحدة ودماً واحد تتناحر فيما بينها ،هذا الفعل الشنيع لابد أن ينتهى نهائياً ويتم شمل العائلة كجسد واحد لقلب رجلً واحد كما عهدنا
مكملاً بجدية=لقد أتخدت قرار ولن يتم الرجوع فيه من قبل الطرفين ، ومن يفكر بالإخلاء بيه فدمه مباح ويخرج من دائرتنا ويعتبر منفى عنا
بما أن سبب التشتت والخلاف هو قطعة أرض التى بسببها تنأثر دماء خير شباب العائلة ، لذا سيتم تقسم الأرض مناصفتً بينكم
مريد بغضب صاح= مستحيل، لن يكون دماء أبى هدراً
ليدق الشيخ عبد الظاهر بعصاه الخشب الضخمة التى يتكأ عليها بقوة وبجدية =مريد!!، الدليل لم يثبت أن"غانم" قد قتل "سالم" ،فقد ماتا الأثنان خلف بعض بفرق بعض ساعات فقط
*مريد وهو ينظر إلى "فاهد" الذى كان مربوط ذراعة بعد أصابته بطلق نارى فى تلك الحرب التى شنت على منزله منذ عشرة أيام ، بغضب وحقد =لكنه هدده قبلها بيوم واحد وهذا طبقاً لشهادة العمال ، وقد وجد "أبى " مغدوراً بطلق نارى بصدره ، أما "غانم " فقد مات على أثر حادث سيارة بعد فعلته الدنيئه عند هروبهِ
غافر بتعقل وتماسك لعدم الأنفعال =مستحيل لأخى أن يقتل أنسانً، مابالك برفيق دربه وصديق عمره هذا أمراً محال
فثار مريد بغضب ًأعمى ،ولم يتحمل "فاهد " ان توجه أى إهانه لوالده المتوفى فأندفع مقابله بغضب عارم ، وتعالت الأصوات المتجمعه بين مؤيد ومعارض ، بين محبً للسلام وحاقد عليهم يريد أن تستمر تفرقتهم ، ليصمت الجميع على آثر صوت الشيخ عبد الظاهر الجهورىِ=هذه المسألة قد حسمتها الشرطة حينها، لن نتكلم فيها ، نحن نتحدث الآن فيما يدور بينكم من مناوشأت وصراع لذلك فالحل هو (النسب)!
ليكمل موضحاً= سيتزوج "ابن غانم " من خطيبته السابقه أبنه "سالم "
ليبتسم بفرح "فاهد" بعدم تصديق سينال محبوبته أخيراً )
الشيخ عبد الظاهر=وسيتزوج "أحدأبناء سالم" من أبنة "غافر"!
(أنصدم "غافر " من هذا القرار لقد وجد أبنته حديثاً وعادت إلى أحضان أخيراً، لكنه يعرف أن حياة "فاهد " فى كفة مرتبطة بمصير هذا المجلس
ليهتف رجلاً من وسط الجموع =لكن مريد متزوج ، ولا نعلم شئ عن أبنة غافر هذه ، هل هى فعلاً أبنته (كان هذا صوت "منعم" زوج عمة "مريد "عزة ، ووالد زوجته "عليا "
ليغضب "فاهد " بشدة لما يرمى هذا الرجل ، كما يعرف ما يحمله من كره ناحيتهم فيقف بأنفعال = ألزم حدك ، ,وزن ما تتفوه به
ليغضب "غافر" ويقف مستنداً على عكازه = أنها أبنتى من صلبى ،من زوجتى الأولى تزوجتها عندما كنت أدرس فى الخارج ولم يكن هناك وفاق بيننا فتتطلقنا بسلام ، وكانت أبنتى تحت رعايتها حتى عادت إلى أحضانى (لم يرد تفسير شئ حتى لا تزداد الأقاويل )
الشيخ عبد ظاهر بحكمة = لك الشيم وحسن النسب يا غافر شداد
الشيخ عبد ظاهر لمريد= ما رأيك ؟ من سيتزوجها أنت أم شقيقك؟
*كان مريد فى قمة غضبه لهذا الحل!، ولولا الأحاديث التى طالت شقيقته فمن المستحيل أن يجلس مع أبن قاتل أبيه فى مكان واحد ، ولكن لا خيار أمامه لابد أن ينقذ سمعة شقيقته
وفكر لو أن أخيه المسافر العازف عن الزوج قد تزوجها ستحل المسألة ، حتى تنتهى هذه المسرحية الهزليه التى لم يعد يتحملها
ولكن قبل أن يرد
قطعه صوت "غافر بتردد وحرج= شيخ عبد الظاهر /أريد أن أوضح أمرً ، أبنتى لديها طفل
علا الاستفهام والاستنكار لدى الجميع
عبد الظاهر باستفسار= هل هى متزوجة ؟
غافر بحرج شديد = والد الطفل غير موجد ، والامور ليست كما تتصور ، أن الأمر هو....
فهم الشيخ عبد الظاهر إلى ما يرمى "غافر" وقد أرد أن يعفى عنه الحرج
فما يتحدث عنه هو "شرف رجلاً شرقى ‘كالجمر فى القلب مشتعل "
الشخ عبد الظاهر= فى عرفنا البكر للبكر ،أذاً أبنة غافر سيتزوجها مريد ، فالشرع حلل مثنى وثلاث ورباع كما يقوية سبب "الذرية " ليكون لمريد ذرية
علا الصدمة على وجه الجميع، وبالأخص "مريد " فقد فهم قصد الشيخ (أنه ليس له وريث رغم زواجه منذ سنوات " وما أرد غافر أن يردف بيه أبنته فتاة غافلة رخيصة باعت جسدها وشرفها بين أحضان رجال الغرب
شعر حينها بالغضب والاشتعال لفتاة مثلها لها أن تحمل أسمه ويحمل هو عارها
الشيخ عبد الظاهر =الارض ستقسم إلى نصفين ، كل نصف هو مهر لأحد العروستين يرثه أبناءها ، فيكون الأبناء خير زرعً للأباء و تختفى المشاحنه بينكم ويعم الصفا والمودة
أنتهى المجلس بعد توثيق الأتفاق وتراضى الطرفين ، والأتفاق على ما سيتم من حفل زفاف ضخم لهم والمراسم التى ستقام
**********************
*عندما عاد "مريد " إلى قصره ،كان فى أشد غضبه وحنقه ، وكان الجميع منتظرين لمعرفه أخبار ما دار فى المجلس
*عندما دخل أمامهم ،وقفوا جميعاً منتظرين كلامه ، لكن ملامح وجه كان كافية لعدم سؤاله فكان عروق وجه تنبض من الغضب والقهر ، فأندفع نحو حجره مكتبه بقوة كالإعصار الهائج مُخلفً خلفه صوت الباب يصدع فى الارجاء من قوة أغلاقه !
********************
#خلود عبيد
أنت تقرأ
رواية قلب شارد بقلم خلود عبيد
Romansa"الأنسان ك الطير يبحث عن الوحدة ،الانتماء ،التكامل ، السعادة عن الحب فالطيور تحن إلى مواطن أعشاشها وتهاجر المسافات وتعبر المحيطات لتنعم بلحظة الحنان. الحياة كالبنيان والأفراد هم حجر الأساس ، ولكل أرض لها أساسها . الحب له معانى كثيرة ، يمر بنا الز...