Part 13: قُرنفُل

112 13 2
                                    

#٢٢ فبراير ١٩٨٦

-سانتوس-البرازيل
-الرابعة و خمسة عشر دقيقة مساءً
-المشفى الرئيسي للمدينة

عبر ذلك الرواق، بخطوات ثابتة يسير جاستن الى حيث غُرفتها حاملًا تلك الباقة المرتبة، المكونة من زهور القرنفل المتدرجة بدرجات اللون الوردي و الأبيض بعناية من اجلها، وصل الى حيث مقصده امام ذلك الباب الفاصل بينهما، ليسمع تلك الضحكات المنبعثة من الداخل و كانت احداها تخُصها

طَرَق على الباب قبل دخلوه، لتهدأ أصواتهم تدريجيًا مترقبين دخلو الطارق.. امسك مِقبض الباب يفتحُه بهدوء و دلف الى الداخل، لتظهر له هيئة الأشخاص الذين بِرفقتها

عائلة سيباستيان المُكونة من زوجته لارين، و ابنتهما البالغة من العمر اربع سنوات برانكا، تجلسان على الأريكة.. بينما صوفيا تجلس على ذلك الكرسي بقرب سريرها و هي تحمل اليان على أرجلها، و جميعهم قد التفتت أنظارهم اليه

ابتسم لهم برفق مُرحباً بهم، قفز اليان من حضن صوفيا راكضاً لاحتضان والده، انخفض جاستن واضعاً رُكبتيه على الأرض لاستقباله بعد ان قام بوضع الباقة التي أحضرها على الطاولة جوار الباب

أحكم والده امساكه من ظهره عندما تعلق هو بذراعاه الصغيرتان حول عُنقه، استقام به مُقبلاً اياه على وجنتيه ليفعل اليان المثل لوالده بتقبيله

"ابي اشتقت لك كثيراً، لماذا لم تحضُر الى المنزل في الأمس؟!"

قالها اليان الى والده بعيناه العسليتان العابِسة و شفتاه المقوسة، لينظر له والده بحب و يردف

"اسف بطلي الصغير، كان لدي بعض الأعمال، الم يقُم جايد باللعب معك البارحة؟!"

"كلا، هو لا يلعب معي على الإطلاق ابي، انت و امي و صوفيا والعم مارك و لورا و السيد بستاني و برانكا، فقط من يلعبون معي"

قال اليان بعبوس و هو يعُد بأصابعه الصغيرة بعد ان افلت يداه من عنق والده، و يراقبه الآخر بابتسامة، من كان يقصدهم اليان بلورا هي ابنة رئيس الخدم مارك، بينما البستاني هو منسق الحدائق خاصتهم، لتضيف اليه لارين قائلة

"و ماذا عني اليان؟!"

ليلتفت لها اليان و يبتسم على الفور، و يضيف إصبعًا اخر و يقول

"و ماما لارين"

و يضيف بعد ان تذكر شخص آخر

"و العم سيباستيان ايضاً"

لتتسع إبتسامه والده اكثر و هو يراقبه، و يقول

"حسناً بطلي الصغير، سوف العب معك اليوم الى ان تخور قِوانا و نسقط نائمين من التعب"

لتقوم برانكا بسحب بنطال جاستن من بعد ان نهضت من جوار والدتها لتجذب انتباهه، و يلتفت جاستن الى الاسفل مراقباً لها

Revengeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن