الفصل الواحد والعشرون

225 6 0
                                    

حول تلك المائدة المستديرة التي كانت تحتوي علي ما لذ وطاب من اشهي المأكولات ، جلس الجميع ليرحب محمد المهدي اكثر من مرة  باللواء محمود وهو يقرب ذلك الطبق الرئيسي منه ليحثه علي تناول الطعام منه براحه.
نظرت كل من سميه وتسنيم لنورسين ووالدتها بامتعاض من تعاليهم لتتحدث سمية نحو يسر زوجة محمود بود بعد نظرات زوجها المحذرة لها : اتفضلي يا حبيبتي ...كلي ...الف هنا....كلي يانورسين يابنتي ...الاكل مش عاجبك ولا ايه ...
نور بسرعة : ابدا ياانطي ...حضرتك انا باكل اصلا من اول ماقعدت ......المهم ياانطي ...هو عمار اتأخر ولا هو مش جاي .
سمية بتلعثم بعد أن نظرت لزوجها بقلق : ..ااا..اا..لا يابنتي ....عمار ...عمار علي وصول ياحبيبتي...

قطع حديثهم صوت اغلاق باب المنزل بعنف ليتحرك نحو الداخل ولكنه وقف يراقب هيئته المعكوسة علي المرأة الموضوع في بداية الممر ، ليعدل من وضع قميصه الابيض قبل أن يتحرك ببطئ نحو الداخل ، اقترب منهم عمار باابتسامته المهذبة ليلقي التحية علي الجميع وهو يجلس معتذرا علي تأخيره : اانا .. آسف جدا ياجماعة ...للاسف الطريق كان زحمه جدااا...نورتنا ياسيادة اللواء ...
محمود وهو ينظر بسعادة الي عمار : ده نورك ياحبيبي....تعرفي يانور ...عمار ده كان تلميذي ...وكان ذكي جدا ومجتهد أثناء وجوده في الاكاديمية...بس هو اختار طريق مختلف عن طريقنا...
نورسين بااعجاب وهي نظرها معلق على عمار : واضح جدا يابابي ...مش حضرتك كنت استاذه...

بعد انتهائهم من تناول الطعام وجلوسهم في الصالون يتناولون القهوة تنحنح محمد المهدي وهو يضع كوبه علي المائده امامه قائلا بخشونة  : اهلا بيك مرة تانية ياسيادة اللواء  ...اعتقد ان بعد وصول عمار ووجوده معانا حاليا نقدر نتكلم في الموضوع اللي كلمت حضرتك عنه.

نظرت كل من تسنيم وسميه الي بعضهم بقلق بالغ بينما نظر عمار الي تسنيم وهو يسألها بطرف عينيه اذا كانت تعرف شئ لتحرك رأسها بالنفي سريعا ...
بينما نورسين ووالدتها ينظرون إلى بعضهم البعض بسعادة لينهي محمد المهدي قلق البعض وإحراج البعض وهو يقول بثبات : يا سيادة اللواء ...يشرفني اطلب من حضرتك ...ايد  نور لابني ..عمار...

محمود بضحكة سعيدة : طلبت اغلي ماعندي يامحمد ....عموما الرأي رأيها هي .....ها يا نور ايه رأيك ياحبيبتي...
نورسين بفرحة حاولت اخفائها ببعض الحرج المصطنع : بابا ...اللي تشوفه حضرتك....
محمد بسعادة :علي بركة الله ...زي مابيقولو كده السكوت علامة الرضا وبلاش نكسف البنت اكتر من كده ...نتوكل علي الله ونقرأ الفاتحة .

مازال عمار جالسا يشعر وكأن دلو من الماء المثلج قد سكب عليه للتو ، ينظر حوله علي جميع الوجوه بصدمة ليشاهدهم يرفعون ايديهم وهم يقرأون سرا تلك الفاتحة التي لا يفهم سببها الي الان ...
نظرت له تسنيم بحزن غير قادرة علي فعل شئ لتجد عمار يتوقف فجأة من جلسته وهو يقول معتذرا : ااا انا اسف ..بس مضطر استأذن هطلع فوق شويه...حاسس اني تعبان...بعد اذنكم.

صراع من اجل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن