الفصل الثالث والعشرون

190 5 0
                                    

توقفت صباحاً امام منزل عادل عتمان لتدق الباب عدة دقات لتنتظر بعدها أن يجيبها أحدهم ، فتح الباب ببطئ لتقابل محمد قائله بحرج ما أن التقت أعينهم : صباح الخير...اسيا صحيت ولا لسه
محمد بابتسامه : صباح النور  ...تقريبا لسه مصحتش...ادخلي يلا صحيها وانا هروح لماما المطبخ اعرفها انك وصلتي.

دلفت ياسمين للداخل لتتجه نحو غرفة اسيا وقبل أن تفتح الباب أوقفها صوت محمد : يااسمين...استني...اسيا رافضة تخرج أو حتي تفتح شباك الاوضة للنور وعلي طول قاعدة في الضلمة...حاولي تتكلمي معاها وتغيري من حالتها دي ...
ياسمين بجدية : متقلقش يامحمد ...روح انت بس لطنط وانا هدخل لاسيا.

راقبت سيره مبتعدا عنها حتي اختفي داخل الممر لتلتفت نحو الغرفة وهي تفتحها ببطئ ، دلفت للداخل لتنظر بعينها باحثه عن اسيا ولكن لم تجدها بالفراش كما اخبرها محمد ، تحركت خطوتين للأمام لتلمح بطرف عينها جسد اسيا المسجي علي الارض وكأنها فاقده للحياة .

ارتدت للخلف خطوتين بسرعة لتقف بجوار الباب هاتفه بجزع : محمد...محمد ...ياطنط وفاء الحقوني...ياطنط ...
اسرع محمد نحوها لتتبعه والدته بملامح مرتعبة وهي تقول : مالك يابنتي ...فيه ايه .
ياسمين بتلعثم مقلق  : اااسيا..اسيا مغمي عليها وواقعه في الأرض..

تخطاها محمد بسرعة ليقترب من جسد اسيا وهو ينحني جوارها ليرفع رأسها ويضعه علي قدمه محاولا افاقتها
محمد بقلق بالغ: ياسمين ...هاتي زجاجة عطر من عندك .. افوقها بيها.
اعتدل محمد ليحمل اسيا بين يديه مقتربا من فراشها واضعا اياها برفق عليه ، رفع رأسه ليلمح والده يقف بالقرب من باب غرفتها يتابع ما يحدث بقلق .
اقتربت ياسمين لتقرب العطر نحو اسيا لتئن بعدها عدة مرات وهي تحاول فتح عينها ببطئ
محمد باارتياح : الحمدلله...اسيا حاسه باايه ...انتي كويسه.
نظرت له بنظرات تائها لتحول نظرها علي والدتها وياسمين حتي استقر نظرها علي والدها .
جلست وفاء جوارها بتعب واضعة يدها على قلبها : حرام عليكي يابنتي ...فيه ايه مالك ..رعبتيني عليكي...
مازالت اسيا ملتزمة بالصمت لتبعد نظرها عن والدها وهي تدفن وجهها في أحضان والدتها  لتجهش في البكاء  ، ابتعد والدها مغادرا المكان لتحتضنها وفاء وهي تربت على شعرها بحنان قائلة : آسيا متقلقنيش عليكي يابنتي....مالك...اتكلمي..
ياسمين بجدية: سو حبيبتي...فيكي ايه...حاسه بتعب ..نطلبلك دكتور ..

لاحظ محمد دموع والدتها التي جرت علي وجنتها سريعا ليقترب منها مقبلا رأسها قائلا بمرح مصطنع : اهو ست الكل هتقلبها نكد ..وشكلنا مش هنفطر. ..
سحب محمد يدها ليساعدها علي الوقوف وهو يكمل قائلا : ماما متقلقيش اسيا كويسه...انا وياسمين هنتكلم معاها ونعرف مالها...روحي بقا كملي الفطار باايدك الحلوين دول.
وفاء وهي تمحي دموعها : محمد ...متسيبش اختك ياحبيبي....انا هجهز الفطار ..عشان نفطر كلنا مع بعض...

صراع من اجل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن