الفصل السابع والعشرون

230 5 0
                                    

الجميع يركض هنا وهناك لإنقاذ المرضي في تلك المستشفي الحكومية وخصوصا في القسم الارضي الخاص بالطوارئ ليستمع طاقم التمريض الي صوت سرينة الإسعاف يقترب لتتوقف السيارة أمامهم ليتحركو بسرعة وهم يحركون جسد اسيا الراكضة أمامهم علي الترولي كالجثة الهامدة لا تشعر بأي شئ .

اسرع محمد ووالده بالنزول من السيارة وهم يركضون بقلب مرتجف للداخل خلفها ، وقفت أمامهم احدي الممرضات وهي ترفع يدها أمامهم تمنعهم من التقدم أكثر والحاقهم باأسيا لتقول بنبرة جدية وخاليه من اي مشاعر : لو سمحت يااستاذ ...ممنوع الدخول ...الدكتور معاها جوه ...واكيد هيطمنكم .
لم يستطيع عادل السيطرة على اعصابة ليصرخ بها قائلا : انا بنتي جوه...انا لازم اطمن عليها.
ارتعدت المرأة من صراخه لتتراجع خطوة واحدة وهي تري محمد يمسك يد والده محاولة في تهدئته لتقول برسمية : لو سمحت يااستاذ ...ياريت تفهم والدك أن ده ممنوع وياريت يهدي شويه ...انا مش حابه اطلب الأمن.
محمد بهدوء عكس ما يخفيه بداخله من بركان هائج : اتفضلي انتي ...انا هكون مع الحج هنا وهنستني الدكتور يخرج يطمنا علي حالة اختي.

بعد مرور نصف ساعة خرج الطبيب وهو ينزع قفزاته ليلقيها في أحد صندق القمامة جواره قبل أن يسرع عادل نحوه ومحمد يلحقه بتوتر إلي أن وقفا أمامه ، نظر لهم الطبيب بااستياء ليقول بجدية : حضراتكم اهل البنت اللي دخلت الطوارئ من نص ساعه...
عادل بتلعثم خائف: اايوه ...انا والدها ...ممكن تطمني يادكتور ..بنتي مالها ومبتفوقش ليه...اخوها دخلها الاوضة وحاول يصحيها لكن مقدرناش...
الطبيب بجدية : ده طبيبعي جدا في حالتها...وكويس انكم لحقتوها ومتأخرتوش...اللي حصل مع بنتكم ..انها تناولت عقار طبي وبالتحديد مهدئ ..بس للأسف المهدئ ده فيه نسبة مخدر عالية جدا وده السبب في منع تداوله في السوق من ٣شهور ..احنا عملنا ليها غسيل معدة وهتتنقل غرفة تانية بعد فترة والممرضة هتركبلها محلول طبي يمدها بالعلاج المناسب.
محمد بصدمة: مخدر!!....يعني مفيش خطر عليها حاليا يادكتور.
الطبيب بجدية : لا ...انتو لازم تفهمو هي اشترت العلاج ده منين ...وليه اخدت العدد ده كله..هو هو انتحار أو عن طريق الخطأ...لأنه لو سبب نفسي فاانصحكم تعالجوها وتتابع مع طبيب نفسي.
عادل وهو لا يري شئ من صدمته : تمام ...شكرا لحضرتك يادكتور.

بعد انتقالها لغرفة عادية دلف اليها والدها بينما توقف محمد بالخارج ينتظر خروجه ليتأكد منه عن ماحدث معها.
تحرك نحو أحد المقاعد ليجلس عليه بتعب وهو يخرج هاتفه لكي يطمئن والدته علي اسيا : (االو ..ايوه ياماما ..اهدي بس بالله عليكي...اطمني اسيا كويسه الحمدلله...هو مجرد اغماء بس ياحبيبتي والدكتور ركبلها محلول طبي عشان ضعيفة بس ...ساعة كمان وهنرجع متقلقيش ...تمام مع السلامة)
انهي الاتصال ليريح رأسه بتنهد علي المقعد خلفه وهو غير منتبه لتلك العيون المراقبة لهم منذ وصولهم المستشفي في اخر الممر .

صراع من اجل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن