الفصل الثالث والعشرون ج١
----------------------------
فرح بصتله باستغراب على صدمة:يعني ايه يا عمار..أنت شايف ان حملي في نور غلطة!..كملت بتوهان..احنا كنا لسا أول أسبوع جواز..أخد وسيلة في أول أسبوع..حظنا اني كنت مهيئة انه يحصل حمل وحصل..شغلي!..شغلي كان من قبل ما أعرفك اساسا وبعد عشر سنين تعب عايزني اسيبه وأضيع اللي عملته في السنين دي كلها!..رفعت نظرها ليه بتحدي..أنا يستحيل أعمل كدا نهائي..مش هضيع تعبي وتعب أهلي فيا كل دا..
عمار عينيه وسعت من كلامها وبصلها بضيق..اتكلم بخنقة من نبرتها.. هجومها.. وحتى أسلوبها: اعملي اللي يعجبك يا فرح!..
قام وسابها..دخل أوضته بخنقة وبدأ يفك زراير هدومه بعصبية..تمتم بغيظ:قال جدول قال!..عيل في مدرسة أنا!..هقعد مع مراتي بمواعيد!..
بلعت ريقها وبصت لأثره..معقولة عمار عايز يهدم كل اللي عملته؟!..طب ليه؟..لاء،لاء..عمار ميعملش كدا..دا أكتر واحد كان بيشجعني أكمل دراسة..
همست بغيظ:سابني ومشي
قامت وشالت نور النايمة ومش دارية بحاجة بعد مااتملك منها التعب..مشيت بسرعة على أوضتهم..دخلت الأوضة من غير ماتخبط..حطت نور في سريرها وبصتله:مكملناش كلامنا!
عمار:مفيش كلام أساسا...أنتي نهيتي الحوار وأنا وافقت وخلاص..
لف بجسمه للدولاب يطلع هدومه..
فرح رفعت صوتها:يعني ايه خلاص؟..بتهرب من الكلام ليييه؟؟..ليه كل مشكلة لازم تقلب معاك بهروب..الهروب مش حل..هتستريح لما أهرب أنا في الأخر..بس لو هربت ساعتها مش هرجع!
عمار التفت ليها بصدمة والهدوم وقعت من إيده..صرخ فيها:أنتي عاوزة تهربي مني؟..بتتخانقي عشان بكلمك عن حقوقي!!
فرح رددت باستغراب من الكلمة:حقوق!..وجهت نظرها ليه..من امتى واحنا بينا حقوق..قربت منه..من امتى واحنا بيفرق معانا حقوق وواجبات؟!..اللي كان بيحب ياخد حاجة بياخدها..
عمار اتكلم بنفاذ صبر:وأنا عاوز مراتي حبيبتي..عاوز اقضي وقت معاها..عايز أقضي ليلة حلوة زي أي زوج صعبة دي؟!
بلعت ريقها وفتحت دراعاتها قدامه وهمست بدون مشاعر:خدها!..عايز مراتك خدها..أنا قدامك أهو
عمار برقلها وصرخ فيها:أنتي بتتكلمي كدا ليه؟..
فرح: مش دا اللي أنت عايزه..عمار أنا مش هجادلك لأنك مش عارف تفكر صح!..وجاي تزعق وخلاص..
عمار شدها ليه من دراعها وهمسلها بانفعال:يعني شغلك أهم صح؟!
فرح حركت راسها بقلة حيلة وسندت بايديها عليه:عمار ايه المشكلة إني مش قادرة النهاردة..مايومنا مع بعض بكرا..مايمكن أنا مش مستعدة..أنا كمان بشتغل زيك ودخلت العمليات أكتر من مرة الليلة زائد اني شايلة نور وبروق البيت وبجيب أي حاجة بنفسي وبعمل الأكل دا كله مش بعمل حاجة ليك..
ضغط بإيده على وسطها وهو شاددها ليه..ملامحها كرمشت بألم..اتكلم بخنقة:وأنا فين من كل دا فين..أنا لما خطبتك كنتي بشوفك أكتر ولما بقيتي مراتي مش عارف أتلم عليكي..
فرح حاولت تشد إيده من على وسطها معرفتش..خدت نفس وخرجته على مراحل واتكلمت بهدوء:عمار أنا كلي ليك وأنت عارف كدا..بس دا شغلي..مجهود وتعب وسهر ليالي..المفروض اني بتجوز عشان نساعد بعض ونتقدم لقدام مش عشان نرجع لورا أكتر!..الجدول دا بنظمه حسب شغلك وشغلي..بكرا هخلص شغلي بسرعة مش هتأخر كتير وماما هتبقى محضرالنا الغدا زيادة معاها والشقة هبقى مروقاها من بليل..وهنا هترجع من محاضراتها بدري وتاخد نور كدا هنبقى مرتاحين ومفيش أي حاجة تعطلنا اننا نقضي باقي اليوم مع بعض..لكن أسيب الشغل!..صعب!،أنت عرفتني دكتورة في مستشفى واتجوزتني دكتورة وخلفنا بردو وأنا دكتورة..ممكن نكون اتسرعنا في الخلفة شوية مش هنكر مكناش شمينا نفسنا..بس أنا متوقعتش انه يحصل من أول أسبوع..اه ممكن تحصل من أول ليلة كمان بس اللي حصل وقتها..ايه نكره نور دلوقتي لأنها منعتنا عن حاجات كتير..
عمار خد نفس طويل بعنف وصوت مسموع..بعد إيده عنها فجأة وسابها..دخل الحمام وقعد على حافة البانيو..مسح على شعره بهدوء يرتب أفكاره ويستوعب كلامها كويس..
اتنهدت برا وشالت هدومه اللي على الأرض وحطتهاله على السرير..قعدت على كرسي التسريحة لحد ماهو خرج مبلول تقريباً خد دوش..لبس هدومه علطول وخرج رفع اللحاف من على السرير ونام..
اتكلمت بصوت منخفض: مش هتتغدى؟!
اتكلم بنبرة باردة:لاء مش عايز..
خرجت برا وسابته..لازم يفكر بهدوء ويستوعب ان كلامها صح..مش هينفع تتنازل في الحتة دي..هو عايزها ماهي كمان عايزاه بس هي واقعية أكتر منه ودا اللي بيعمل تصادمات مابينهم هو بيفكر بقلبه لكن هي مماشية عقلها في كل حاجة الأول..
اتغدت بدون نفس مع توفيق اللي معلقش لأنه مقدر تعب عمار طول اليوم..دخلت ونامت جنبه بدون روح..هو في اتجاه وهي في اتجاه تاني..توقعت ان بعد كلامها هيتصالحوا وتنام في حضنه ودا اللي محصلش..ضمت نفسها بقوة ولأول مرة تحس بالبرد من ساعة مااتجوزته..اتقلبت في نومتها..قربت منه وحضنته من ضهره تدفى بيه لكن محصلش بردو..
ابتسمت بسخرية: باين هفضل بردانة كدا كتير..غفيت من التعب بسرعة وهي حاضناه على وضعها..
تاني يوم حاولت تتقلب معرفتش..فتحت عيونها لقته محاصرها من كل حتة راسه على كتفها..إيده ملفوفة حواليها ورجله مثبتاها..ابتسمت بخفة وقصرت المسافة بينهم أكتر وغمضت تاني..مهما خاصمها ميقدرش يغير نومته ولا حتى عادته..