براءة الصياد الخامس عشر

11K 397 82
                                    

نظرت فاطمة إليه بصدمة وهي تستمع إلي كلماتة شعرت بضربات قلبها تزداد بعنف بعدما أحست بان والدها هو المقصود بكلماتة ولكن عقدت حاجبيها بإندهاش وهو يردف بضعف : قتلوه أدام عيني ومقدرتش أعمل له حاجة  كنت مكلف بحمايتة بس مقدرتش فجروه أدامي كان طفل برئ ابتسامتة دايما علي وشة كل ما يشوفني يبتسم ويقولي : اما أكبر هكون بطل زيك وانت اللي هتدربني
بس ملحقش قتلوه منظرة أدام عيني وهما بيفجروا دماغة مش قادر يروح عن بالي شوفت أكتر من كدا في الشغل دا بس دا بالذات مش هقدر أنساة تعبان أوي عليه ليه قتلوة هو كان مريض بالسرطان وكدا كدا ميت ليه يموتوه بالطريقة الشنيعة دي
بكت فاطمة من تأثرها بذلك الطفل المسكين والذي تبين لها أنه كان يقوم بحمايتة ولكن لم يستطع ظلت تبكي وهي تتخيل منظر الطفل أمامها حتي غفت بمكانها دون أن تشعر بشئ

مع بزوغ ضوء الشمس اعتدلت فاطمة من نومها وهي تفرك رقبتها بتألم من نومتها الخاطئة علي المقعد
نظرت أمامها فوجدت علي يتأملها بشرود دون أن ينطق بكلمة
برقت عينيها عدة مرات كي تتأكد ولكن وجدتة مازال علي حالتة فاعتدلت بإرتباك وهي تهتف بخجل : انت كويس دلوقتي
فاق من شرودة علي كلماتها هاتفا بهدوء : الحمد لله
نظرت إليه بتساؤل قائلة : طيب ممكن أعرف ايه اللي حصل امبارح وليه الناس دول كانوا بيهاجمونا
أجابها ببرود وهو يفتح هاتفة : متقلقيش الخطر زال خلاص ممكن نرجع تاني بعد العصر
أجابته بإنفعال قائلة : انا مش بقول هنرجع امتي أنا بقول مين دول
أجابها ببرودة المعهود وهو ينهض من علي الفراش بإرهاق : من الأفضل متعرفيش وياريت متسأليش تاني اما الموضوع ينتهي هتعرفي كل حاجة
نظرت اليه بغيظ قائلة : طيب الموضوع ليه علاقة بموت بابا
صمت لمدة دقيقة ثم هتف بجمود : قلت لك بلاش كلام في الموضوع دا أي كلمة هتعرفيها هتكون خطر عليكي أكتر من الأول
أجابتة بتهكم قائلة : هو في خطر عليا أكبر من وجودي مع واحد قاتل وسفك الدماء عندة شئ عادي
تنهد بعمق ثم هتف اليها ببرود قائلا : خلصتي كلامك ممكن بقا تتفضلي عشان عايز أغير هدومي
نظرت اليه بحدة ثم توجهت خارج الغرفة وهي تشعر بالغضب يكاد يفتك بها من شدة برودة الذي لم يتخلي عنه

بعد خروجها من الغرفة نظر علي في أثرها بتألم ثم أغلق الباب خلفها ودلف الي حمام الغرفة وعاد بعد دقائق حاملا سجادة الصلاة

**********
رايحة فين
هتف بها عمر بحدة وهو براقب خروج يارا أمام عينية بملابس الخروج متجاهلة اياه وكأنه أصبح لا يعنيها
نظرت اليه ببرود وهي تراه يتقدم اليها قائلة : رايحه الجامعة فيها حاجة دي
حدق بها بغضب قائلا : طيب هو مفيش طور تستأذنية ولا تعرفية راحه فين ولا ايه
أجابته ببرود وجرأة زائدة : أديك قلت طور هو في طور بيفهم
احتدت نظراتة من فرط غضبة وأمسكها من ذراعها بقوه قائلا وهو يتجة بها الي الاعلي : طيب أنا هوريكي الطور دا هيعمل ايه
صرخت بألم من ذراعها ثم نظرت اليه بخوف ممزوج بالصدمه فهذا ليس عمر حبيبها بالمرة فشتان ما بين الشخصين لقد كان عمر دوما حنونا مراعيا اما القابع أمامها ما هو الا وحش يتفنن في افزاعها
اجتمع مصطفي وأسما علي صوت صراخها فهرول مصطفي تجاهه بحده قائلا : سيبها يا عمر انت اتجننت
أجابه عمر وهو مازال علي غضبه قائلا : شوفها بتقول ايه
نظر مصطفي الي شقيقته ثم عاود النظر اليها قائلا : مهما كان مينفعش تعاملها كدا  انت حيوان ولا ايه شوف خايفة منك ازاي
ألقي عمر نظره اليها ثم نفض يد مصطفي الممسكة به بقوة وهو يتجة الي الخارج بضيق غير مباليا بدموعها التي كانت دائما مصدر ألمة
أخذ مصطفي يارا بهدوء الي أقرب مقعد ثم أمسك يديها بحنان قائلا : ايه اللي حصل
لم تجيبه ولكن ظلت تحدق في مكان خروج عمر بذهن شارد تفكر في سبب لهذه المعامله القاسية التي باتت لا تفارقة
جلست أسما جوارها من الجهه الأخري بهدوء قائلة : يارا التفتت اليها بضياع قائلة : نعم
نظرت اليها بشفقة قائلة : انتي كويسة
حدقت بها لعدة ثواني ثم أومأت اليها بالرفض وهي تهتف ببكاء : لأ  لأ مش كويسة خالص أنا مش عارفة هو ليه بقا كدا
عانقتها أسما بحنان وهي تربت علي ظهرها برفق قائلة : اهدي بس الاول اهدي
ظلت يارا علي حالها تبكي بضياع لا تعلم ماذا تفعل يعاملها هكذا قبل أن يتزوج منها فماذا سيفعل عندما تبقي معة بمفردها في منزل واحد
دلف مصطفي الي الداخل وبعد دقيقه عاد اليها حاملا كوبا من الماء معطيا اياه لأسما كي تسقيه لها
نظرت اليه أسما بتساؤل ثم أخذته منه بهدوء وهي تبتعد عن يارا تشربها الماء
ابتلعت يارا بعد قطرات الماء بضعف ثم أشارت الي غرفتها قائلة : عايزه أطلع فوق
أومأت اليها أسما بإيجاب ثم صعدت معها الي الأعلي متجهه الي غرفتها
******************

براءة  الصيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن