اقتباس من الرواية الجديدة

6.8K 156 34
                                    

استمعت إلي صوت إحدي النساء التي يكسوها السواد من أعلي رأسها إلي أسفل قدمها وهي تهرول بسعادة وكأنها تزف خبر الإنتصار علي ألد الأعداء في إحدي المعارك الطاحنة قائلة بلهفة : العريس چه العريس چه
ارتفعت أصوات النساء بتلك الصيحات السعيدة والتي تعرف بالزغاريد وهن ينظرن إلي الخارج بترقب بإنتظار دلوف العريس إلي الداخل
شعرت هي بتلك الرجفة المرتعبة بقلبها وكأن الخبر انتقل إليه فقط دون المرور على أذنها أحست بإرتجاف بدنها بشدة دون إرادتها ولم تعد قادرة علي السيطرة علي أي من أوصالها كمن أصيبت بالشلل الكلي وظلت مطأطأة رأسها وهي تنظر إلي الأسفل  بإنتظاره كحال تلك النسوة اللاتي تنتشرن حولها

استمعت إلي نبرة قاسية تهفو علي آذانها لأول مره بحياتها قائلا : يلا
شعرت بالبرودة تتسرب إلي أوصالها من تلك الكلمة البسيطة التي تلفظ بها فأومأت إليه دون إرادة منها ثم نظرت إلي يده التي مدها إليها توا فقدمت هي الأخري يدها إليه بإرتجاف دون أن تنظر إلي وجهه تسير جواره بآلية شديدة تترقب إلي أي موطن سيأخذها قدرها
ظلت تسير خلفه إلى أن وصل بها أمام إحدي السيارات وفتح الباب الأمامي للسيارة واحتل مجلس السائق وظل جالسا بإنتظارها
شعرت بالإندهاش يكسوها من عدم إخباره إياها بالصعود إلي السيارة ولكن سرعان ما أدركت نفسها واتجهت إلي الباب الخلفي للسيارة وهمت بالجلوس
استمعت إلي نبرة صوته القاسية وهو يهتف بحدة :  واه سواج اللي چابوكي أنا ولا اييه تعالي جدام هنا چاري
شعرت بالفزع يتسرب إلي أوصالها بعدما استمعت إلي لهچتة القاسية فعلى ما يبدو أن حياتها معه لم تكن سهلة أبدا
ترجلت من السيارة وفتحت الباب الأمامي واستقلت بالمقعد المجاور له
ظلت شاردة طوال الطريق تفكر في حياتها معه وهي تشعر بالقلق الشديد تجاهه بينما هو كان ينطر أمامة بجمود و نيران القسوة تندلع من عينية

بعد عدة دقائق توقفت السيارة أمام إحدى السرايا العريقة ذات التراث الصعيدي القديم فشعرت بالرهبة تزداد داخلها أكثر من ذي قبل
ترجل  من السيارة ووقف بإنتظارها فترجلت هي الأخري ووقفت خلفه بتلقائية فألقي إليها نظرة عابرة ثم أمسكها من مرفقها بقوة واتجة بها إلي الداخل بنظرات واثقة  بينما هي كانت تتخبط في خطواتها بسبب خطواتة الواسعة 
نظرت إلي السرايا من الداخل وإلى آثاثها المتين ذو الألوان القاتمة وإلي ذلك الدرج الذي يشير الي الصعود إلي الطابق العلوي
لفت نظرها وقوفها أمام تلك السيدة المسنه التي تطالعها  بتفحص وهي تهتف الي ذلك الواقف بجوارها والملقب بزوجها : هي دي  بجا  يا ولدي اللي اتچوزتها تخليص حج
شعرت بغصة بكاء واقفة في حلقها  حينما وجدتها تكرر علي مسامعها سبب زيجتها منه تفاقم  ضيقها  حينما  استمعت إلي كلماته القاسية التي يوجهها الي والدته : أيوة يا أما هي دي مَرت عمدة البلد واللي هتكون خدامه لطلباتك ، عليكي تؤمري .. بس تؤمري وهي تنفذ طلباتك كلاتها لغاية عنديكي
القى كلماته إلي والدته ثم التفت إليها وهو يوجه حديثه لها بنبرة حادة : صوح ولا لا يا حرمة انتي
لم يكن منها إلا أن أومأت إليه بإيجاب عدة مرات من فرط خوفها من هذا المكان الذي تأتي إليه لأول مرة
عاد بنظراته إلي والدته وهو يهتف : أني هطلع بجا دلوجيت يا أما عشان عندي شغل بدري ولو احتاچتي حاچة اندهي عليا
أومأت إليه والدتة بإيجاب وهي مازالت تنظر إلي الأخري بتفحص قائلة : ماشي يا أدهم يا ولدي تصبح علي خير يا ضي عيني
تقدم منها وقبل يدها ثم نظر إلي زوجتة قائلا بحدة : ورايا

اللينك بتاعها تحت التعريف بتاعي

براءة  الصيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن