.. في منزل عداله ..
أنتهت ليلتهم السعيده معا علي وعد أنه سيقام عرسهما بعد شهر من الآن .
صباح اليوم التالى استيقظت و أعدت نفسها للخروج ما أن أنتهت حتي وجدته بالأسفل فهبطت سريعا لتجده جالس في سيارته ينتظرها .
_دلفت بهدوء تهتف بابتسامة : صباح الخير يا حبيبي .
_أرتسمت أبتسامه واسعه علي شفتيه يهتف بحب : صباح الورد يا حبيبتي.. هاا حبيبي عامل ايه انهاردة ؟!
_هتفت بهدوء : بخير الحمدلله يا حبيبي .
_زفر براحه يهتف بابتسامة : فطرتي يا حبيبي ولا لسه ؟!
_أومات له برفض تهتف بخفوت : شربت قهوة بس .
_رمقها بجانب عينيه يهتف بجفاء : هو مش حصل قبل كده و قولتلك متشربيش زفت علي الريق عشان معدتك بتوجعك منها حصل ولا محصلش ؟!
_هتفت بخفوت : حصل .
_هتف بجفاء : ولما اهو حصل شربتي ليه ؟!
_تنهدت بتعب تهتف بحزن : ماهو مكنش ليا نفس ، خلاص متزعلش منى انا آسفه .
_رمقها بضيق يهتف بغيظ : كل مره تقولي آسفه و بعديها برضو بتشربي .
_هتفت برجاء طفولي : مش هشربها تاني آسفه بقي .
_هز رأسه برفض يهتف بحزم : آسفك مش مقبول... ثم أنطلق بسيارته سريعا يشق غبار الطريق ، بعد عدة دقائق وصل إلى وجهته فهتف ببرود ينظر للطريق أمامه بلامبالاه : وصلنا أتفضلي يا دكتوره .
_علمت من حديثه أنه غاضب منها بالفعل فهتفت بحزن : شرف مش هعرف اشتغل و انت زعلان مني خلاص بقي مش هشربها تاني .
_شرف بضيق : لو سمحتي اتفضلي ورايا اجتماع مهم ومش عايز أتأخر .
_أدمعت عينيها من رفضه لها فهتفت بصوت مختنق : حاضر يا شرف... ثم ترجلت من السيارة أما هو فرمقها بحزن يهتف بداخله : لازم أشد عليكي شويه يا عداله انتي مهمله في صحتك اوي انا آسف يا حبيبتي.. ثم أنطلق إلي عمله .***
.. في شركة الألفي للانشاءات ..بعد عدة ساعات جالس في مكتبه يخط بقلمه علي بعض الملفات و بعد ما أنتهي جلس يفكر دقائق ليتذكرها فأبتسم تلقائي ليمسك هاتفه لكي يهاتفها ولكن وجد الهاتف مغلق فزفر بنزعاج فعزم علي الذهاب إليها فهو منذ أن تحدث معها أول مره لم يحادثها مره اخرى .
***
.. في المستشفى تحديدا مكتب د. ريما نجيب ..واقفه أمام شرفتها تتابعه بعينيها بدموع تتلألأ بهم وهو يقف مع إحدى الممرضات و يضحك بمرح كالمعتاد ، أغلقت ستائر الشرفه و جلست على مكتبها تهبط دموعها بهدوء دقائق و وجدت باب المكتب يطرق فجففت دموعها سريعا تسمح للطارق بالدلوف ما أن فُتح الباب لتجده هو .
_شهقت بعنف ولكن أهدت من روعها كي لا ينكشف ما بها فهتفت بثبات مزيف ؛ خير يا دكتور حسام في حاجه ؟!
_أستغرب لهجتها فهم أصدقاء فلما الرسميات فهتف بضحكه بسيطه : دكتور حسام ! هو انا حد غريب يا ريما في ايه اول مره تكلميني رسمي كده ؟!
_توترت قليلا و لكن هتفت بثبات : معلش بقي احنا في الشغل برضو و واحب اقولك لقب .
_هز رأسه برفض يهتف بإستفهام : عمرك ما قولتيها حتي في الشغل ! مالك يا ريما هو انا زعلتك في حاجه ؟! اصل انتي حتي مبتكلمنيش خالص ولا بقيتي تناغشيني زي ما كنتي بتعملي .
_رمقته بحزن تضحك بسخريه في نفسها علي ساذجتها فظنت إنه شعر بها اخيرا ولكن هتفت بصوت مختنق غالب عليه البكاء : ابدا مخنوقه شويه .
_جلس أمامها يهتف بإهتمام : ليه مالك بس إيه اللي حصل خلاكي زعلانه كده ؟!
_أدمعت عينيها ولكن جففتها سريعا تهتف بإختناق : مخنوقه من غير سبب يا حسام .
_هز رأسه برفض يهتف بعدم اقتناع : لا مفيش حاجه اسمها من غير سبب ، لازم يكون فيه سبب يخليكي تبكي كده .
_رمقته بدموع لثوان ثم قامت تقف أمام الشرفه مره اخرى تفكر أنها تقول له علي مشاعرها تجاهه عزمت أمرها لتهتف بحزن : فيه سبب لكن انت ملكش فيه ذنب .
_وقف خلفها يهتف بهدوء : إيه هو ؟!
_توترت ماذا ستقول له ولكن هتفت بخفوت : مشاعري أتحكرت تجاه حد معين بس معرفش مشاعره هو تجاهي ايه خصوصا أنه هو مش شايفني اصلا .
_تضايق بشده من حديثها فمن هو الذي فاز بقلبها الذي لم و لن يدق قلبه إلا له فهتف بغيره ظاهره في نبرته : و ده مين بقي انشالله ؟!
_أستغربت حدة حديثه ولكن هتفت بلامبالاه : واحد و خلاص يا حسام .
_مسك ذراعها يديرها إليه بعنف يهتف بحده : قولتلك مين هو يا ريما يبقي تنطقي و تقولي مين هو .
_رمقته بدموع لم تقدر على تفاوه ذلك و لكن نظرت ليده التي مازالت تمسك بذراعها بقوه فهتفت بضيق : مش هقول و من فضلك سيب أيدي .
_ترك ذراعها سريعا يهتف بحزن : طب و أنا يا ريما أنا بنسبالك إيه ؟!
_لتهتف بداخلها : أنت أحلي حاجه حصلتلي يا حسام ولكنها هتفت بخفوت ؛ جاوب على نفسك يا حسام شوف أنا بنسبالك إيه ؟! ساعتها هتعرف إجابة سؤالك .
_رمقها بحزن يهتف بدون وعي : بس أنتي كل حاجه في حياتي يا ريما.. أدرك ما قال ليهتف بضيق : هاا عرفتي أنتي ايه بنسبالي وانا برضو لسه معرفش انا ايه بنسبالك ؟!
_فرحت بشده على ما قاله تهتف بحب : طب ما انا قولتلك الإجابة اللي هتقولها هتبقي اجابتي انا كمان .
_حاول فهم ما قالت ليهتف بتلعثم : ايه ده يعني هو يبقي.. كده انا الشخص اللي مشاعرك أتحركت تجاهه صح ولا انا بقول اي حاجه .
_أبتسمت بدموع تهتف بمرح : ما هو البعيد غبي مش فاهم .
_أدارها إليه يمسك بذراعيها الإثنان يهتف بلهفه : لا فااهم و الله يبقي اناااا صحح اناااا .
_أومات له بهدوء تهتف بخفوت : ايوا أنت .
_أبتسم بفرحه يهتف بخبث : طب ما انا عارف من يوم ما حصل كده طب اقولك أمارة ! من شويه كنت واقف تحت مع حنين الممرضه الجديده و انتي كنتي واقفه في شباك مكتبك و عيونك علينا ، هاا ايه رايك ؟!
_نظرت له بلهفه لتجد أبتسامته التي طلما ذابت فيها حباً لتهتف بحرج : انا كنت واقفه عادي يعني .
_هز رأسه برفض يهتف مبتسماً : تؤ مش عادي لا.. ثم تابع حديثه بحب صادق ظاهر في عينيه ؛ صدقيني يا ريما أنا محبتش في حياتى قد ما حبيتك و كنت خايف اقولك تبعدي عني قولت كفايه إني جنبها احسن ما اقولها و ترفض و تبعد عني .
_دق قلبها بشده تهتف بفرحه : بتحبني يا حسام ؟!
_إبتسم بحب يهتف بعشق : أنا بعشقك مش بحبك.. بعشق خفة روحك و شقاوتها بعشق نظرة عيونك ليا بعشق إهتمامك بيا و صبرك عليا انا عمر ما حد أهتم بيا.. من زمان و انا لوحدي يمكن عداله بتحاول تعوضني عن الاهتمام اللي اتحرمت منه دلوقتي بس حتي هي لما بدأت تعوضني زمان عمي جمال فرق بينا و خلاها تبعد عننا ، انتي عوضتيني عن حاجات كتير بالفترة اللي بقينا صحاب فيها .
_أبتسمت بحب تهتف بحنانها المعتاد له : مستعده أعوضك عن كل حاجه يا حسام صدقني .
_رفرف قلبه فرحا فقبل جبينها بحب : ربنا يخليكي ليا يا أجمل ريما في الدنيا .
_لتهتف هي بتلعثم : و يي..يخليك ليا يا حسام .
_قاطعهم صوت هاتف الغرفه يعلن عن مكالمة طارئه تركته و ذهبت سريعا لتجيب بلهفه عندما وجدتها رئيس القسم "د. عداله" : ايوا يا دكتور !
_عداله بعجاله : دكتور ريما تكوني حالا عندي في المكتب فيه اجتماع مهم .
_ريما بطاعه : حاضر يا دكتور تحت امرك.. أغلقت معها تهتف له وهي تدلف خارج المكتب : حسام انا عندي اجتماع مهم مع دكتور عداله .
_حسام : طيب يا حبيبتي روحي يالا و أنا هبقي اطلع اشوفك انتي و هي لما تخلصوا .
_ريما : ماشي هنستناك .
أنت تقرأ
حبيب خيالـي
Historical Fictionعندما تُجرح من أقرب ما إليك وتفقد شغفك تجاه الباقيه.. عندما تشعر بأنك تحتاج وبشده لشيء كنت بالسابق ترتعب منه.. عندما يخذلك من حولك.. عندما لا يتبقي لك عزيز.. عندما تشعر بأن الأيام سلبت منك كل شيء ولم تعطيك.. عندما ترفض الواقع بألمه.. فتلك هم الأصدقا...