.. في منزل عداله ..
في مرسمها جلست بحماس ترسم صورة أخري لحبيب خيالها بحثها بالأمان معه من مره واحده تحدث بجانبها.. ولكن اليوم مختلف فهي قد شعرت به اليوم عندما كانت تجلس علي رمال الشاطئ تبكي ، شعرت بأنه معها في نفس المكان ولكنها لم تراه.. أنتهت من رسمها ثم رمقتها بشتياق هاتفه في نفسها بشغف لرؤيته : نفسي أشوفك اوويي ، ازاى اتعلق بحد من دفا صوته و الامان في نبرته.. ياريتني شوفتك لما اتكلمت معايا على الأقل كنت عرفتك....
قطع حديثها مع نفسها طرق شديد علي باب منزلها لتشهق بفزع فمن يكون ليطرق الباب هكذا ؟! رمت خوفها جانبا و ذهبت لتفتح وما أن فُتح الباب لتجده يدخل بعنف عاصفه اقل ما يقال أنها عاصفه لتجده يبحث عن شيء ما لم تعرفه هنا وهناك وهي تقف في مكانها بصدمه لما يفعله ما أن أنتهي ولم يجد ما يبحث عنه لينقض عليها بالسباب...كفي إلي هنا وكفي لتهتف هي بصراخ : كفااايه إهانات لحد كده يا جمال بيه انا اتحملت منك كتيييرر وللاسف بتفسر سكوتي لأهانتك ليا بأنها ضعف انا مش ضعيفه ولا عمري هكون انا بحترمك عشان خاطر مازن ومها بس .
_أستمع لحديثها بحنق و غيظ ثم رفع كفه عاليا ليصفعها ولكن يدها كانت الأسرع و قبضت على يده بعنف هاتفه بتحذير : كله إلا كده يا جمال بيه إهانتك ليا توصل بأنك تمد إيدك عليا مش هيحصل و انا معرفش مازن فين .
_جمال بغيظ : لا انا كلمت مازن على تليفونه وعرفت أنه عندك انطقي مازن فييين ؟!_مازن اهو قدامك يا جمال بيه .
هتف بها مازن من خلفه بحزن علي أبيه وما وصل إليه من جمع المال وحبه له ، فهو كان يقف من بداية الحديث.. خرج من شقته عندما أستمع لصوت طرق عنيف على بابها ليتفاجأ بأنه والده ، وقف ليعلم ما السبب الذي جاء إليه فهو كان يتوقع بأنه يطالبها بالتنازل عن ذاك الميراث مره اخرى ولكن تفاجأ بأنه جاء لها من أجل معرفة مكانه وعلم بأن ذاك الرقم الذي حادَثه من ساعات قليلة هو والده ليعلم أين هو ؟!
_رمقه بتوتر يسأل نفسه من متي يقف ؟! ليتهف بلهفه مصطنعه : مازن انت كنت فين يا حبيبي ؟!
_رمقه بدموع متحجره في عينيه يهتف بجفاء :
في الدنيا هكون فين .
_جمال بغيظ : رد عليا عِدل متنساش انى ابوك .
_مازن بسخريه : للاسف مش ناسي .
_جمال بحده : يعني ايييه الكلام ده يا مازن .
_مازن بلامبالاه : لا ولا حاجه.. ثم تابع حديثه بحده ؛ حضرتك جيت ليه لعداله و ليه بتزعقلها وليه اصلا كنت هتمد ايدك عليهاا.. خير هو انا عيل صغير وانا معرفش .
_برغم غيظه من دفاع أبنه لها لكنه تحدث ببرود : اتفضل يا بيه عشان ترجع معايا القصر .
_نظر له بوجع فهو لم يأتي له من أجل عودته للقصر فقط بل للعمل فهو من يحمل مشاريع الشركة علي كتفيه ليهتف بثبات : مين قال اني هرجع القصر ؟!
_جمال بغيظ : انا اللي قولت وكلمتي هتتنفذ يعني هتتنفذ ولا انت عجبتك القعده جنب حبيبت القلب .
_نظر لها بأسف من لاذعة الحديث ليهتف لوالده : لا معلش انا مش تحت امرك يا جمال بيه انت اللي طردتني من القصر وقولت انك مش بتعتبرني ابنك يبقي تنسي انى ارجع تاني ، انا سبتلك القصر و الشغل و العربيه وحتي الفيزا سبتها يعني مفيش اي حاجه معايا تخصك انا دلوقتي حر اعمل اللي انا عايزو ولا عندك اعتراض يا جمال بيه علي كلامي .
_جمال بغيظ : ده اخر كلام عندك يا مازن ؟!
_مازن بتعالي : ياريت عندي غيره .
_جمال بغيظ : ماشي يا مازن.. بكرا ترجع ورجلك فوق رقبتك .
_مازن بسخريه : مش هيحصل.. متستنانيش عشان مش جاااي .
_رمقه بغيظ هاتفا : ما انت طلما أنضميت لحزب صعبانية و مسكنة عداله حبيبت القلب يبقي عليه العوض في ابني .
_مازن بألم : انا مش إبنك ، و عداله ملهاش دعوه بحاجه وعموما عشان اريحك انا ساكن في الشقه اللي في وش شقة عداله يعني مش معاها زي ما انت فاكر ، يعني عداله ملهاش دخل بيا .
_تفاجأ بكلامه فهو ظن أنه معها في نفس المكان ليهتف بأسف و رجاء مصطنع : يعني مش هتيجي معايا يا مازن ؟!
_التفت له لكي لا يلمح دموع عينيه و يري ضعفه فهو مهما حدث سيظل والده.. أعطاه ظهره يضع يده في جيب سرواله هاتفا ببرود مصطنع : قولت لا و ياريت حضرتك متتعبش نفسك وتيجي تاني عشان انا مش هرجع .
_أستفذ طاقته و أنتهت ليجد نفسه يهتف به بحده : انشالله عنك ما جييت يا مازن خليك جنبها يا بيه .
أنت تقرأ
حبيب خيالـي
Narrativa Storicaعندما تُجرح من أقرب ما إليك وتفقد شغفك تجاه الباقيه.. عندما تشعر بأنك تحتاج وبشده لشيء كنت بالسابق ترتعب منه.. عندما يخذلك من حولك.. عندما لا يتبقي لك عزيز.. عندما تشعر بأن الأيام سلبت منك كل شيء ولم تعطيك.. عندما ترفض الواقع بألمه.. فتلك هم الأصدقا...