.. في منزل عداله ..
أستيقظت مبكراً فبعد أمس بالتحديد ليلة أمس الحالمة بنسبالها و ذلك اليوم الذي حُفر بشده في ذاكرتها و لم ينسي بعد ، عزمت على رسم لوحه و لكنها اليوم مختلفه فجميع لوحاتها التي رسمتها له كانت غير مكتملة سواء إن كانت في الملامح أو في المشهد نفسه لذلك قامت مبكرا لكي ترسم تلك اللوحه المكتملة .
في مرسمها جالسه تستمع لتلك الاغنية التي غناها لها بالأمس و إنتهت من رسم تلك اللوحة في وقت قياسي جدا فهي تعشق الرسم ، فتلك اللوحه كانت عبارة عن شاطئ بحر و سماء صافية ينسدل عليها الشمس تزينها و هو يحملها بين يديه و يضحكون بسعادة و دونت عليها تاريخ اليوم بفرحه ، رمقت اللوحه بحب تهتف في نفسها : يا أحلي بابا في الكون.. بحبك يا بابا .
قامت بوضع اللوحة مع جميع لوحاته هو فقط و نظرت في الساعة وجدتها السابعة صباحاً فقامت بلهفه و دلفت تأخذ حماماً دافئاً و إرتدت ثيابها الكلاسيكية التي ما دائما ترتديها وهي ذاهبه للعمل أنهت مهامها و خرجت الشرفه تنتظر قدومه وجدت حسام يجلس و يبدو عليه البكاء فذهبت سريعا إليه .
_عداله بلهفه : مالك يا حسام فيك ايه ؟!
_لم يشعر بها فهو شارد الذهن ما إن أستمع إلي صوتها فجفف دموعه سريعا و لكنها بالفعل رأتها ثم هتف بحزن : مفيش مخنوق شويه .
_وضعت يديها على كتفه تهتف برفق : وهو المخنوق بيبكي يا حسام ؟!
_رمقها بدموع يهتف بقهر : حمزه أتسجن يا عداله و انا عرفت من الأخبار بالصدفة ، قلبي واجعنى عليه اووي دي مش قضية سهله دي فيها إعدام أو مؤبد يعني معدتش هشوفه تااني صحيح هو كان بيعملني بجفاء بس مهما حصل ده أخويا ياما قولتله أبعد عن الطريق ده مسمعش كلامي ياريتني أقدر أعملوا حاجه ياريت .
_حزنت بشده عليه فهي لم يكن أحد منهم يهم أمرها في ذلك الموضوع إلا هو ، هو من سيتأثر لذلك كانت تخشى من أن يعرف ، ضمته بحنان أخوي لصدرها تمسد علي ظهره برفق : طب إهدي يا حبيبي ، إنشالله عمي صبحي يوكل محامي كويس و يخفف الحكم عليه شويه .
_هز رأسه برفض هاتفا بشهقات من البكاء : مفيش محامي هيدخل قضية خسرانه أنا سألت و عرفت إن مش هينفع يخفف الحكم عنه عشان الحرز موجود مع الحكومة وهو أتقبض عليه متلبس يعني كان شايل المخدرات فعلا .
_ربتت علي كتفه هاتفه برفق : طب ممكن تبطل عياط و متفكرش في الموضوع ده سيبها علي ربنا أحسن لأن إحنا مش هنقدر نعمل حاجه.. و قوم اغسل وشك و غير هدومك و إنزل شغلك .
_أوماء لها بحزن : طيب يا حبيبتي يالا روحي إنتي شغلك عشان متتأخريش و انا هغير هدومي و احصلك .
_عداله بهدوء : هستناك في المستشفى يا سمسمي .
_إبتسم بشحوب : ماشي يا حبيبتي... ثم تركها و دلف إلي غرفته يبدل ملابسه لكي يذهب إلى عمله ، ثوان و وجدت رنين هاتفها يتعالَ لتجده ملك فؤادها ينبها بإنه أسفل البناية ينتظرها .هبطت سريعا لتجده جالس في السيارة منتظرها ، صعدت إلى السيارة و هتفت بهدوء ولكن بادئ عليها الحزن : صباح الخير يا بابا .
_علم من نبرة صوتها إنها ليس علي مايرام : صباح الورد يا قلب بابا.. مالك يا حبيبتي ؟!
_رمقته بحزن تهتف بخفوت : مليش انا كويسه .
_شعر بحزنها فغير مجرئ الحوار : طب حبيبة بابا فطرتي ولا لا ؟!
_أماومت برفض : لا مفطرتش .
_رمقها بهدوء يهتف برفق : ليه مفطرتيش .
_عداله : مش عايزة .
_هتف بهدوء : لا هنروح نفطر مع بعض الأول و بعدين أوديكي الشغل... لم تعترض هي في الأصل تتمني أن تبقي معه أطول أوقاتها .
أنت تقرأ
حبيب خيالـي
Ficción históricaعندما تُجرح من أقرب ما إليك وتفقد شغفك تجاه الباقيه.. عندما تشعر بأنك تحتاج وبشده لشيء كنت بالسابق ترتعب منه.. عندما يخذلك من حولك.. عندما لا يتبقي لك عزيز.. عندما تشعر بأن الأيام سلبت منك كل شيء ولم تعطيك.. عندما ترفض الواقع بألمه.. فتلك هم الأصدقا...