يوما ما سنلتقي

353 27 9
                                    

في سنتي الأخيرة بالثانوية قرأت هذه الجملة بالصدفة 👈 عشرون سنة من الآن سوف تندم على الأمور التي لم تفعلها أضعاف ندمك على الأمور الخاطئة التي فعلتها 👉
يومها قررت أن أكتب في ورقة صغيرة الأمور التي يتوجب علي، فعلها من بينها السفر إلى كوريا الجنوبية لألقى حبيبي جيهوب ؛ فكرت أن السفر
يحتاج ثلاثة آلاف دولار وثلاثون يوما لاستخراج تأشيرة دخول لكوريا؛ وإجادة اللغة الكورية؛ لم أكن امتلك من حطام الدنيا الا خمسة جنيهات وقلادة ذهبية أهداني إياها والدي في عيد ميلادي؛ بعت القلادة دون علم أبي الذي اكتشف الأمر وعاقبني بأن أخذ مني المال وحرمني من مصروفي اليومي لمدة ثلاثة شهور ؛ استثمرت الثلاثة أشهر -مدة عقوبتي- في تعلم اللغة الكورية تعلمت بعض الكلمات والجمل القصيرة مثل مرحبا؛ كيف حالك؛ اسمي آنستازيا؛ أنا مصرية؛ أحبك؛ وإلى اللقاء. لكن مهلاً ياغبية ! كيف ستنهين اللقاء هكذا سريعًا وكيف ستخبرينه بلغتك الفقيرة تلك أنك تحبيه منذ اللحظة الأولى التي وقع فيها بصرك على صورته كيف ستخبريه أن ابتسامته جميلة تشبه السلام في عيون شعب أتعبته الحروب ! لابد أن اتعلم أكثر وأدرس بجد واجتهاد كي استطيع التواصل معه والحديث عن مشاعري؛ لكن لغتهم صعبة والحروف مرسومة بشكل معقد؛ لكن لابأس سأتعلم مهما كلفني الأمر؛ ويوما ما سنلتقي يومها سأخبره بأن الحنين كان يسرقني كل ليلة ممن حولي ويسافر بي إلى عينيه .

مضت الأيام والأسابيع والشهور وأنا أتعلم الكورية وكلما استصعبت الأمر وتملكني اليأس والكسل تخيلت أنني قابلت حبيبي ووقفت أمامه خرساء لا استطيع الكلام ووصف مااشعر به لأنني لا أتحدث الكورية فيدب الحماس بي من جديد وأواصل دروسي ؛ حتى جاء اليوم الذي صدمتني صديقتي المقربة بحقيقة مرعبة حين قالت:
- لن تستطيعي السفر إلى كوريا بتلك السهولة فأنتي لاتمتلكين المال ولن تستطيعي السفر فالحب وحده لايكفي وكذلك الأمنيات لن تحملك فوق جناحيها وتعبر بك الحدود الحدود لتلقي بك بين أحضان حبيبك !
صدمتتي كلماتها وحطمت آمالي وأحلامي ولم استطع ان أنكر حقيقة ماتقوله؛ رأت صديقتي الحزن على ملامحي فبادرتني قائلة:
- عندي حل لمشكلتك
فقلت
- ماهو ؟
فأمسكت بهاتفها لثوان معدودة قبل أن تجيب؛ بعدها سمعت صوت اشعار رسالة على الواتساب فلم اهتم بتفقد رسائلي الآن فكل مايشغل خاطري هو الحل الذي تمتلكه صديقتي والذي سيمكنني من السفر إلى كوريا الجنوبية
اقتربت منها وانا أرجوها أن تخبرني عن الحل فابتسمت بمكر وقالت:
-ارسلت لك الحل فورا على الواتساب
اسرعت بالتقاط هاتفي لأجد الرسالة عبارة عن لينك حساب شاب كوري ؛ نظرت إليها بدهشة وقبل أنا أسألها أجابت :
-هذا هو الحل ارسلي طلب صداقة لذلك الشاب لقد تعرفت عليه في جروب تعارف وهو يطلب تكوين صداقات مع أشخاص من دول مختلفة تقربي منه واجعليه يتعلق بك ويحبك ثم اطلبي منه أن يرسل لك دعوة للسفر إلى كوريا .
ثم نظرت مرة اخرى إلى هاتفها وفتحت صوره ووضعتها أمام عيني وهي تبتسم بمكر وتقول :
-انه وسيم للغاية أليس كذلك ! حتى أنه أكثر وسامة من جيهوب .
نظرت إليها بغضب شديد فتراجعت قائلة :
- عفواً كنت أمزح لا أحد أكثر وسامة من حبيبك .
هنا فقط أمسكت بزمام الحوار مرة أخرى بعدما اخرسني اقتراحها الغبي وقلت لها
- لقد قلتيها بنفسك حبيبي جيهوب فكيف وهو حبيبي تطلبين مني أن اتعرف على شاب آخر !
قالت :
الغاية تبرر الوسيلة ولابد أن تسلكي كل السبل والطرق مهما كانت صعبة ومليئة بالتضحيات كي تصلي سريعًا إلى حبك.
فقلت :
لا استطيع أن أقوم بعمل رخيص وشرير كهذا وأستغل هذا الشاب وان فعلت ذلك سيعاقبني الله.

اقتربت مني وهي تشير إلى شاشة هاتفي فنظرت لأرى صورة جيهوب في الخلفية فتنهدت من فرط حبي له فنظرت إلي وقالت :
- ياغبية لابد أن تستغلي ذلك الشاب فلا بأس بقليل من الشر لتحصلي على حبيبك وإلا فلتنسي أمر حبيبك جيهوب للأبد هل فكرتي للحظة أنه بينما أنت تحلمين به وتتنهدين بحرقة من الغرام والشوق ربما هناك جارة له تطل من الشرفة لتخطف قلبه وابتساماته ؛أو زميلة فنانة مثله تتقرب منه طمعا بما عنده من الحب والكلمات ؛ او تعترض طريقه فتاة كورية جميلة وتعتذر بسؤال عن محل هدايا ليرافقها إليه وتبدأ قصة غرام وينتهي أمرك!
رأت صديقتي الاستسلام يبدو على وجهي فخطفت هاتفي وقامت بإرسال طلب صداقة لذلك الشاب ولم تمض دقائق حتى وافق على طلب الصداقة ليصلني من حسابه اشعار رسالة خلال دقيقة لأفتح الرسالة المكتوبة باللغة الإنجليزيه
" Hello, i'm Bea ....
يتبع 👈


توأم روحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن