قصة حب كان يجب أن تكون

148 18 0
                                    

#توأم_روحي
#الجزء_التاسع
#قصة_حب_كان_يجب_أن_تحدث
لقد ساءت حالة "بي" كثيرًا ويحتاج لإجراء عملية نقل كبد في أسرع وقت ممكن وبما أنه يصعب الحصول على متبرع لذا قررت التبرع له.
ألقيت عبارتي المرتجفة على أسماع "جونغ يو" عندما عدت البيت؛ كان يقف بجوار الشرفة يحدق في الفراغ وكأنه يرى أشباحًا أمامه؛ لم يصدر منه أي رد فعل في البداية؛كررت الجملة مرة أخرى عله شاردًا ولم يسمعني فاستدار بعد دقائق لينظر إلى وجهي ويحدق بعيني كأنه يراني ؛ لقد راودتني فكرة مجنونة للحظات تخيلت أن بصره ارتد إليه؛ لكن لحظات وأشاح بوجهه بعيدًا عني دون أن ينطق بكلمة استلقى على سريره وسحب الغطاء؛ وقبل أن يغمص عينه ويستسلم للنوم ألقى عبارته الوحيدة في تلك الليلة قائلاً في برود :
- افعلي ماتشائين إنها شؤونك الخاصة ولا دخل لي بها.

استلقيت على سريري وكنت احاول أن أنام فلم استطع؛ قررت الخروج ؛ كانت الساعة تقارب الثانية صباحًا صعدت إلى الغرفة السرية  التي اصطحبني إليها "جونغ يو" منذ أيام؛ على سطح المنزل غرفة جميلة واسعة مزينة بالزهور يغلب عليها اللون الأخضر  وتنبعث من كل ركن بها رائحة الزهور؛ تحتوي على سرير على شكل أرجوحة شبكية ممددة ببن قائمين من الحديد المغطى بنباتات متسلقة حتى أن الناظر  للوهلة الأولى يظن أنهما شجرتين لا قوائم حديدية؛ دولاب زجاجي يزدحم بالكتب واسطوانات معبأة بالموسيقى والأفلام ؛ ومنضدة مصنوعة من الجريد ومقعدان وأريكة من الاسفنج المضغوط تطل على شرفة واسعة ؛ أكثر مالفت انتباهي وإثار اعجابي كان وجود بيانو أثري تفوح منه رائحة الأصالة .
لم يكن هناك أحد لكنني وجدت في منفضة السجائر  عقب سيجارة مشتعلة؛  اندهشت وخفت هل كان جونغ يو هنا للتو !  كيف ذلك و قد تركته مستغرقًا في نومٍ هاديء وعميق!  
أغمضت عيني في محاولة لاستعادة تفاصيل تلك الليلة التي اصطحبني فيها جونغ يو إلى تلك الغرفة أخبرني ليلتها أنها سره الذي لايعرفه أحد وأنها عالمه الخاص وملاءذه الآمن الذي يهرب إليه ليرتاح من صخب الحياة؛غرفة على شكل حديقة صغيرة مجهزة للاسترخاء للموسيقى؛ مساحة واسعة من اللون الأخضر  تجعلك  ترغب في الاسترخاء.. الحب ... الرقص .. البوح  وإزاحة الستار عن مشاعرك؛ ليلتها جلسنا بجوار بعضنا البعض ننصت إلى أنفاس بعضنا البعض؛ مددنا أرواحنا وبسطنا قلوبنا ؛ كانت ليلة من تلك الليالي التي تجعلك تشعر بالرغبة في الإفصاح عما بداخلك وتحضك على الاعتراف بمكنونات صدرك؛ ليلة مارسنا فيها هواية البوح والفضفضة  دون خوف أو حرج أو حواجز؛ شاهدنا الافلام معًا ووصفت له كل المشاهد؛ قرأنا الروايات؛ غمسنا الخبز المحلى  في اللبن الدافيء والتهمناه حنى آخر قطرة ؛ لم نترك طعامًا في الطبق؛ ذهبت لوضع الاطباق بالحوض؛ ساقني الفضول لاستكشاف مكتبته الصغيرة وهناك وقع نظري على دفتر متهالك بدون غلاف منزويًا بين كومة الكتب لكن عنوانه لفت نظري "بيانو"  كان ذلك عنوان الدفتر ؛ لم استطع السيطرة على فضولي ؛ امسكت الدفتر وبدأت في تصفحه؛ كانت صفحاته عبارة عن يوميات ومذكرات جونغ يو وكعادتي التي لم استطع التخلي عنها بدأت من نهاية الدفتر فعادتب مع الكتب وحتى الافلام أن أبدأ من النهاية حنى إذا ماوجدت  النهاية سعيدة عدت للبداية  وقرأت واذا وجدت النهاية حزينة تركت الكتاب ولم اعد إليه أبدًا فأنا أكره النهايات الحزينة؛ بدأت بآخر عشر صفحات وشرعت في القراءة كانت الكلمات في  الصفحة الأولى من العشر الأواخر  تصفني عرفت ذلك منذ السطر الأول حيث كتب "جونغ يو"

توأم روحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن