دراسة، نقد، عمل، مساعدة أمي، وأشياء خزعبلية أخرى…
فتحتُ هاتفي استعدادًا لنقد قصة جديدة بعد أن تركت الأعمال تتراكم عليّ، من الواضح جدًا أنني سأضحى قتيلة اليوم.تصفحت قليلًا حتى وصلت أخيرًا إلى الصفحة المنشودة؛ ها هي القصة، اسمها «أحببت زميلي بالصف»، وشعرتُ ببعض الراحة ما إن وقعت عيناي على العنوان.
ضغطت بإصبعي على زر بدء القراءة، وكما لم أتوقع، استقبلتني بداية رومانسية رائعة.
«استيقظت على صوت هاتفي الصاخب لينبهني بموعد استيقاظي إن هذا أول يوم في الدراسة اااااه نسيت أن أعرفكم على نفسي أنا سيلين وهذا هو عامي الأخير من المرحلة الثانوية…»
كان هذا مقطعًا مما قرأته، كما ترون، مشوق جدًا، إننا ننهار داخليًا بينما ننقد هذه القصص؛ لأنها خارقة للطبيعة بطبيعتها.
تابعت القراءة مع تعبيرات وجه لا تبشر بالخير، بين كلمة وكلمة أسحب منديلًا وأتابع البكاء بصمتٍ على ما أقرأ، إنها دموع تأثر وانهيار بسبب تلك القصة، عجبًا كيف لها أن تكون بهذا القدر من الابتكار!
«وبينما كنت أحاول الوصول إلى صفي اصطدمت فجأة بحائط صلب، مهلًا ليس حائطًا بل هو جسدٌ ما، رفعت رأسي وإذا بي أرى جسدًا عملاقًا ضخمًا هزيلًا رفيعًا طويلًا كبيرًا صغيرًا، ما هذا؟ يا إلهي إنه قبيح جدًا، ذاك الشعر الناعم بلون القهوة والعينان السماويتان والشفاه الكرزية وتلك الابتسامة البشعة الماكرة المشاغبة البريئة الخفيفة على محياه كيف له أن يكون قبيحًا هكذا؟ ياله من كريه...»
إنها تصف لنا وصفًا ملائكيًا وتخبرنا أنه قبيح وكريه، ألا يعتبر هذا ابتكارًا؟
-بعد ثلاثة وسبعين فصلًا-
«حتى الآن أنا أكره ذاك المتعجرف القبيح، حتى بعد أن أنقذني من عمليتي خطف ومحاولة قتل، وحريق منزلي وإهانة جارتي وتوبيخ معلم التاريخ وتنمر الطلاب وهدم المدرسة فوق رؤوسنا وقصف منزل والدي بصاروخ جوي، بعد كل ذلك أنا أكرهه ولا أجد سببًا واحدًا يجعلني أُعجب به…»
للتو ذكرت كافة أعمال الأبطال الخارقين في فقرة واحدة، يبدو أن البطل جاسوس يعمل في القوات الجوية البحرية لجيش أطلنتس المدينة المفقودة.
أنت تقرأ
حيث الكتب في الثلاجة
Randomهنا في الواتباد، لم نعد نجد للمنطق مكانًا! تابع الأفكار الجيدة معنا فقد صارت نادرة، واضحك في فصول هذا الكتاب على كل رداءة في السوق السوداء يتعاطاها من وضعَ كتبه داخل الثلاجة! الضحك يطيل العمر، ويرفع كفاءة الجهاز المناعي، ونحن هنا أطباء النقد، سنعاي...