- غدًا يومُ عيد ميلادِك وتعلـ... هل تستمتعين لي حتى؟ ما الذي تفعلينه منذ أن عدتِ من المدرسة بحق الخالق؟
رفعَت الفتاةُ المقصودة رأسها ناحية أختها الصغرى وقالت بنبرةٍ فرّت منها المبالاة: أكتب رواية، ماذا تريدين؟
توسّعت عيون آيشا فقفزت لسريرِ أختها تتساءل: ما عنوانها؟ وما قصّتها؟ هيا شرشر أخبريني!
ابتسمَت شرشر إثر فضول شقيقتها، ثُم اعتدلت بجلستها تقول: استوحيت الفكرة من نقاشٍ دار بيننا وبين الأستاذة، القصة تتحدث عن فتاةٍ يتيمة، تُختطفُ فيغتصبها مختطفُها لكنها تقعُ في حبه! ذاك مبتكرٌ ورائع أليس كذلك؟
تلاشت ابتسامةُ آيشا بعد آخر جملتين سمعتهما، فقامت من مكانها تنظرُ لشرشر.
- فكرتُكِ كوجهك! بحقّ الربّ من المُختلة التي ستقعُ بحب مغتصبها؟
- ليست مُختلة، هو وسيمٌ كما أن ماضيه ليس هينًا، وهي تحبُّه، لديهم أسبابهم.
- أعطاكِ الربُّ عقلًا فلمَ تفكرين بغيره؟ أصبح الاغتصابُ شيئًا عاديًا في نظرك؟
انزعجت شرشر من كلام آيشا فطردتها خارج الغرفة، وعادت لمقعدها تصبُّ جمّ تركيزها على هاتفها كما أن الابتسامة لا تفارغ ثغرها، في الواقع لم تكُن لوحدها، إنما جنيّ الأُمنياتِ يولان كان جالسًا على حافة النافذة أيضًا!
- بهذا يكون سيهون قد كسب قلبها، بعدها سيعاملها كحبيبته الصغيرة لكن زوجته ستتدخل، ومع ذلك حبهما سيغلبُ كل شيء.
نظر إليها يولان يحاول استيعاب هذا الذي يسمعه، فتمتمَ يضع ملامحًا كستها الريبة على وجهه: ليست البطلة فقط من تمّ اغتصابها هنا، بل المنطق المسكين أيضًا... الشيطانُ عجز عن الردّ بعد ردة فعل بطلة روايتها.
أنت تقرأ
حيث الكتب في الثلاجة
Casualeهنا في الواتباد، لم نعد نجد للمنطق مكانًا! تابع الأفكار الجيدة معنا فقد صارت نادرة، واضحك في فصول هذا الكتاب على كل رداءة في السوق السوداء يتعاطاها من وضعَ كتبه داخل الثلاجة! الضحك يطيل العمر، ويرفع كفاءة الجهاز المناعي، ونحن هنا أطباء النقد، سنعاي...