العاطفة المُروّعة

1.3K 255 203
                                    

قشرتي التي كانت في يومٍ ما بنفسجية لامعة، أمست شاحبة مصفرة، تضاءل حجمي، وفتُر مائي الحلو، لا أدري أهذا بسبب طول الفترة التي أمضيتها في هذه الثلاجة المعطلة، أم بسبب ما رأيته في تلك الكتب العجيبة؟

لسوء حظي نسيَ أعضاء النقد نقلي مع بقية الفواكه خارِجًا من أجل توفير مساحةٍ للكتب في الثلاجة، بقيت وحدي، حبة عنبٍ تعاني قسوة الحياة…

لكن تعالوا إلى هنا، سأخرج اليوم ما بداخلي من التذمرات، فاسمعوا مني علّي أخفف عن نفسي قليلًا إلى أن أجد فاهًا جميلًا يحتضنني ويخلصني من هذه الكتب الغريبة.

إذًا هل سمعتم بمصطلح الـ(B-Romance) أو العاطفة الأخوية؟
إنه تصنيف يوجد في بعض القصص والروايات ويتحدث عن الحب الأخوي، وأنا كعنبة أحب أن أقرأ قصصًا في هذا التصنيف؛ ففيه مغزًى جميل بالإضافة أنه ممتع!

لكن ماذا لو زادت تلك المشاعر بين الصديقين أو الأخوين عن الحد المعقول؟ حسنًا، هنا تكمن المشكلة.
فبعض الكُتاب لا يَعُون الفرق بين المشاعر الواقعية والمبتذلة، فمن الطبيعي أن تحب أخاك، ومن الطبيعي أيضًا أن تشاجره، تشعر للحظات بأنه شخص غبي سيئ ولا فائدةَ من وجوده، ولكن غير الطبيعي هو أن تبكي وتولول وتطلب العفو والصفح بعدما فكرت فيه بهذا الشكل، اسأل نفسك، ككاتب، هل يعقل أن تظل شخصياتك دائمًا متحابة تعيش في وئام؟
طبعًا لا، الطبيعي هو أن يشاجر الإنسانُ الإنسانَ وإن كان أقرب المقربين له، سيتشاجران، ربما يصل الأمر لاشتباك بالأيدي، ثم سيتصالحان، قد يعتذران من بعضهما، وأحيانًا لا حاجة للاعتذار، أمر الشجار التافه وحسب. بعيدًا عن ماهية الشجار، فقط لا تفسدوا مشاعر الشخصيات بمبالغة مبتذلة في الحب والسلام.

على سبيل المثال سترون فتًى يدعو صديقه بالغبي، ثم يأتي الفتى ذاته بعد عشرة دقائق باكيًا موَلولًا معتذرًا عما بدر منه، قد يفكر في الانتحار لشناعة فعلته أيضًا، ولو لم تلحظوا ذلك بعد، فهذا بحق الله أمرٌ بغاية الابتذال!

إن دعم الأصدقاء في أوقات مواجهتم للصعاب والاكتئاب وغيرهما من الأمور هو حقًا أمرٌ مهم، ومن الرائع أن يتم توصيل هذا المغزى عبر القصص والروايات من أجل أن يدرك القارئ أهمية هذه القيمة الأخلاقية، ويعمل على إضافتها في تعاملاته مع الآخرين، ولكن الأمر يخت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إن دعم الأصدقاء في أوقات مواجهتم للصعاب والاكتئاب وغيرهما من الأمور هو حقًا أمرٌ مهم، ومن الرائع أن يتم توصيل هذا المغزى عبر القصص والروايات من أجل أن يدرك القارئ أهمية هذه القيمة الأخلاقية، ويعمل على إضافتها في تعاملاته مع الآخرين، ولكن الأمر يختلف أحيانًا، فعندما تتصرف شخصيتك بغباء، لن يكون من حكمة الصديق أن يقدم الدعم النفسي دائمًا، ليس منطقيًا أن يظل دأبًا يخبر صديقه بأنه رائع ومدهش وأن الحياة هي القاسية، المنطق يكمن في أن لكل شخص صبرًا، سينفجر ذاك الصديق، سينعت صديقه بالغبي، سيأمره بالتفكير بشكل أدق، سيوعيه ليعلم الآخر أنه أخطأ، ربما يشتمه أيضًا، ولكن هذا بالفعل هو الحب الحقيقي، الحب هو أن تتمنى الخير لمن تحب لا أن تقنعه أنه بخير وهو غارق في الوحل.

لكنّ هذا الأمر يكون مختلفًا في بعض القصص، ولا أدري لماذا! ربما يظن الكاتب أنه سيجعل قراء قصصه يكتسبون هذه القيمة بواسطة دهسها بسيارة رباعية الدفع ثم إلقائها من أعلى جبل إيڤريست…

حين كنت في عنقودي الكبير، اعتدت أن أمازح صديقاتي وأقوم بأعمالٍ شريرة بحجة المزاح، ومن تفتح فمها معترضة على هذا القانون أعطيها ركلةً مبرحة! حسنًا ربما بالغت قليلًا، لكن وضع تلك الروايات مزرٍ لدرجةٍ كبيرة، وبالطبع أنا لا أتحدث عن التصنيف كله، بل عن ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حين كنت في عنقودي الكبير، اعتدت أن أمازح صديقاتي وأقوم بأعمالٍ شريرة بحجة المزاح، ومن تفتح فمها معترضة على هذا القانون أعطيها ركلةً مبرحة!
حسنًا ربما بالغت قليلًا، لكن وضع تلك الروايات مزرٍ لدرجةٍ كبيرة، وبالطبع أنا لا أتحدث عن التصنيف كله، بل عن بعض الروايات التي تفهم الأمر بشكلٍ خاطئٍ تمامًا، فمن غير الواقعي أن تكتئب الشخصية لأنها أحرجت صديقتها قبل سنتين دون قصد، ربما يحز الموقف في نفسها إن كانت شخصية حساسة، ولكن إمضاء ما تبقى من عمرها تلوم ذاتها على ما فعلت لهو غباء، خاصةً لو كانت تلك الشخصية الباردة التي تعذب كل من هب ودب وتعشق القبو.
وطبعًا الواقعية هي أكثر عنصر يتم تعذيبه هنا وفي كل الروايات، الحمد لله أنني مجرد عنبة عجوز لا ذاك العنصر المبتلى.

 يجب مراعاة الجانب النفسي من الشخصية، فحرص الشخصية على أن لا تخطئ أو تجرح الشخص المقابل يدل على أن الشخصية حساسة أو ربما حدث معها شيءٌ في الماضي جعلها هكذا، ولن نجعل أي شخصيةٍ في القصة بنفس الطباع فقط لنشر هذا المغزى، فالتأثير هنا سيكون عكسيًا، أي...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


يجب مراعاة الجانب النفسي من الشخصية، فحرص الشخصية على أن لا تخطئ أو تجرح الشخص المقابل يدل على أن الشخصية حساسة أو ربما حدث معها شيءٌ في الماضي جعلها هكذا، ولن نجعل أي شخصيةٍ في القصة بنفس الطباع فقط لنشر هذا المغزى، فالتأثير هنا سيكون عكسيًا، أي أن القراء -ما لم يكونوا من الصنف (المطبل)- سيشعرون بحماقة ما يجري ومن المحال أن يتأثروا بشيء بل ستصيبهم صدمة، كأن تتوقع تذوق طعم الفراولة في الدواء كما يدّعي الطبيب فتصدم بطعمٍ غريب!

أخيرًا تذكروا، انشروا القيم الأخلاقية الحسنة كحب مساعدة الآخرين، فلتستخدموا أساليبًا ذكيةً؛ لنشر هذا المغزى، راعوا الواقعية والجانب النفسي، وطابقوهما مع تصرفات الشخصية في مختلف أحداث القصة، وأهم شيء لا تتركوا العنب المسكين يفسد في الثلاجة خاصةً حين تستخدمونها في حفظ كتبٍ مريعة!

تمت كتابة الفصل بواسطة العضو زُهرة.

دمتم بسعادة وهناء وكل ما هو لذيذ.🍇

حيث الكتب في الثلاجةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن